Site icon صحيفة الوطن

كأولى ثمار مساعي أنقرة للتقارب من دمشق.. وممرا سراقب وميزناز على الطريق .. «أبو الزندين» بين مناطق الميليشات ومناطق الحكومة بريف حلب في الخدمة قريباً

تتجه الأمور نحو افتتاح ممر أبو الزندين، الذي يصل مناطق سيطرة ميليشيات النظام التركي جنوب شرق مدينة الباب المحتلة بمناطق سيطرة الحكومة السورية شمال شرق محافظة حلب، وكأولى ثمار التقارب بين دمشق وأنقرة على صعيد التطبيع الاقتصادي من بوابة الممرات الإنسانية.

وكشفت مصادر مقربة مما يسمى «الجيش الوطني»، الذي شكله النظام التركي في المناطق التي يحتلها شمال وشمال شرق البلاد، أن ضباطاً في الاستخبارات والجيش التركي أنهوا أول من أمس ثالثة زيارة إلى ممر أبو الزندين من جهة سيطرة «الجيش الوطني» وبرفقة متزعمين من ميليشيا «فرقة السلطان مراد»، المقربة من النظام التركي.

وقالت المصادر لـ«الوطن»: إن «التعليمات صدرت من المسؤولين الأتراك بفتح المعبر خلال فترة قريبة، قد لا تتعدى أسابيع قليلة، بعد استكشاف منطقة المعبر، وفي إطار «إجراءات الثقة» بين نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والقيادة السورية، بعد افتتاح الأخيرة مركز مصالحة في مدينة خان شيخون في أيلول الماضي بريف إدلب الجنوبي لتسوية أوضاع أبناء المحافظة من المدنيين والعسكريين المقيمين خارج مناطق سيطرة الحكومة السورية ثم أتبعتها بالسماح لأهالي معرة النعمان بالعودة إليها، كبادرة حسن نية».

المصادر ذكرت، أن الظروف مناسبة لوضع «أبو الزندين» في الخدمة في المستقبل القريب بعد إضعاف الميليشيات المناوئة والرافضة لافتتاحه، وخصوصاً «الفيلق الثالث»، ورأس حربته «الجبهة الشامية» التي قزّمت إثر خسارتها منتصف الشهر الماضي لعفرين لمصلحة تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، الذي تشكل واجهته الحالية «هيئة تحرير الشام» الإرهابية قبل انسحابه منها لاحقاً.

وبينت أن ميليشيا «الوطني» تلقت الأوامر بتمهيد وتهيئة منطقة الممر استعداداً لافتتاحه، على أن تبدأ عملية إزالة السواتر الترابية والحواجز قريباً، على غرار ما حدث في المنطقة المقابلة من الممر والواقعة تحت سيطرة الجيش العربي السوري.

وتوقعت المصادر، أن ينشر جيش الاحتلال التركي نقطة عسكرية له بجانب الممر لضمان وقف إطلاق النار من مرتزقته، وأن يفتتح الممر تجارياً وإنسانياً، كأول ممر في هذا المجال بين مناطق الحكومة السورية ومناطق هيمنة الميليشيات المدعومة والممولة من نظام أردوغان.

ورجحت أن تكون الخطوة المقبلة، على صعيد افتتاح الممرات، هي افتتاح ممر ترنبة غرب مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي، والذي عمد تنظيم «النصرة» في أيلول المنصرم وبضوء أخضر تركي إلى إزالة السواتر الترابية الموضوعة على الطريق الواصل بين مدينتي سرمين وسراقب وتشكل عائقاً أمام مرور الشاحنات نحو منفذ ترنبة.

وأعربت المصادر عن قناعتها بأن نظام أردوغان يسعى إلى افتتاح جميع الممرات المؤدية إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية، بالتوازي مع جهوده التي تنصب لتأسيس «قيادة عسكرية موحدة» في الشمال السوري و«إدارة اقتصادية واحدة» لإدارة موارد المناطق المحتلة، والتي تشكل الممرات أهم تدفقاتها النقدية.

يذكر أن محافظتي حلب وإدلب أنشأت ومهدت لوجستياً وقبل أكثر من سنتين لافتتاح «ممرات إنسانية» مع مناطق سيطرة المسلحين في ترنبة وأبو الزندين إضافة إلى ممر ميزناز بريف حلب الجنوبي الغربي، بغية السماح لمدنيي تلك المناطق بالتوجه إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية الآمنة.

Exit mobile version