واصل منتخب المغرب الشقيق إبحاره في أعماق مونديال قطر 2022 أبعد من المتوقع بكثير فبعد التعادل مع كرواتيا، والفوز الجدير على بلجيكا والانتصار المبين على كندا خلال دور المجموعات الذي عبره متصدراً، اكتسب المعنويات وأخذ جرعات زائدة من الثقة فتجاوز إسبانيا بركلات الترجيح في دور الستة عشر، ليأتي الدور أمس على البرتغال فخرج كريستيانو رونالدو ناكس الرأس يجر أذيال الخيبة على مجد مونديالي تمنع إلى الأبد.
وجاء الفوز المغربي بهدف من دون مقابل سجله يوسف النصيري عند الدقيقة الثانية والأربعين بعد أداء رجولي ترفع له القبعات.
وهدف النصيري هو الثاني له في المونديال القطري والثالث عموماُ، ليتساوى مع السعودي سامي الجابر والتونسي وهبي الخزري كأكثر اللاعبين العرب تسجيلاً في المونديال بثلاثة أهداف.
ولم تكن الصفحة الناصعة التي سطرها المنتخب المغربي الشقيق يتخيلها أحد ولم يكن يراهن عليها أغبى المقامرين ولم يكن يتصورها أكثر المتفائلين بالأشقاء الذين غيروا معالم التاريخ المونديالي.
ولم يكن يدور ذلك في خلد أشد المتشائمين بكريستيانو ورفاقه الذين لقوا حتفهم بمواجهة أسود متعطشة لصناعة المجد وكتابة التاريخ والتحليق إلى أبعد مدى.
كل مفردات اللغة العربية تعجز عن الإحاطة بما فعله ياسين بونو ورفاقه، وسيحكى ذلك لأجيال وأجيال، فكل لاعبي المغرب لبسوا ثوباً غير معتاد.
والحقيقة الساطعة أن هذا الإنجاز صنعه فكر محلي ثاقب عنوانه وليد الركراكي، لتتأكد حقيقة أن المدرب العربي بإمكانه صنع المعجزات إذا توافرت الأدوات.
وهكذا يكون المنتخب المغربي أول منتخب عربي بل أول منتخب إفريقي يصل إلى المربع الذهبي حيث كانت المحطة الأكثر تقدماً هي ربع النهائي مع الكاميرون 1990 والسنغال 2002.
كل وافدي المونديال يرقصون فرحاً لتأهل المغرب وحتى الجمهور الفرنسي والإنكليزي صفقوا بحرارة لفوز المغرب، أما محبو ليونيل ميسي المتطرفين فقد تهكموا في الشوارع على كريستيانو الذي لم تكن له بصمة في المونديال خلافاً لفتاهم المدلل.
والإستراتيجية التي مضت بالأشقاء لبلوغ ذرا المجد، منبعها الدفاع المتين واللعب على المرتدات القاتلة فكان الصيد ثميناً والحصاد وفيراً لينتظر المنتخب المغربي الشقيق على أحر من الجمر المتأهل من مباراة إنكلترا وفرنسا التي جرت في «ملعب البيت» مساء أمس.