Site icon صحيفة الوطن

موسكو: تصريحات مسؤولين في البنتاغون تهديد بالتصفية الجسدية للرئيس الروسي … بوتين يتباحث مع لوكاشينكو في إطار «حوار مينسك».. ومع باشينيان التسوية في إقليم قره باغ

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الثلاثاء أن روسيا وبيلاروس تعملان على تنفيذ الاتفاقات ضمن إطار «حوار مينسك»، بينما بحث مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان تنفيذ اتفاقيات التسوية في إقليم قره باغ، والعلاقات الأرمينية الأذربيجانية.
يأتي ذلك في حين أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن سياسة الغرب التي تستهدف احتواء روسيا خطيرة للغاية وتنطوي على مخاطر الانزلاق إلى صدام مسلح مباشر بين القوى النووية، واصفاً من جانب آخر تصريحات مسوؤلين أميركيين من البنتاغون حول توجيه «ضربة قطع الرأس» إلى الكرملين، بـ«تهديد بالتصفية الجسدية لرئيس الدولة الروسية».
وحسب وكالة «نوفوستي» أكد بوتين في اجتماع مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، أن حكومتي البلدين تعملان بجد لتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها، وأن رئيسي الدولتين «لديهما بالفعل ما يتحدثان عنه».
وعن أجواء الاجتماع الذي عقد في المتحف الروسي، قال بوتين: اتفقنا على أننا سنحتفل بعام 2023 باعتباره عام اللغة الروسية، لذلك يبدو لي أن الاجتماع (أمس) لتناول إفطار عمل في المتحف الروسي سيكون موضع ترحيب كبير، وأجواء جيدة للتحدث، بما في ذلك الأمور الجادة، يعني علاقاتنا الثنائية، على الرغم من أننا على اتصال دائم، ومع ذلك، فإن الحياة اليومية تعطينا سبباً لمناقشة بعض القضايا واتخاذ القرارات اللازمة حتى يتم حلها بشكل فعال.
بدوره أعلن لوكاشينكو، أنه ناقش مع بوتين العديد من القضايا ووضعوا النقاط على الحروف، مؤكداً أنه تم الاتفاق على جميع القضايا.
وقال لوكاشينكو بعد الاجتماع: أحياناً يستغرق الأمر سنوات لبعض الدول، لكننا أكملناه، لقد وضعنا النقاط على الحروف؛ في استمرار لحوار مينسك، لأنه كان في الأساس حول الاقتصاد.
وقد ترأس الرئيس الروسي اجتماعاً غير رسمي لرؤساء رابطة الدول المستقلة، في مدينة سان بطرسبرغ، خلال اليومين الماضيين، وحضره الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو، والأذربيجاني إلهام علييف، والكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف، ورئيس طاجيكستان إمام علي رحمون، ورئيس تركمانستان سيردار بيردي محمدوف، والرئيس القرغيزي سدير جاباروف، ورئيس أوزبكستان شوكت ميرزيوييف، ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان.
وفي 19 من الشهر الحالي، اجتمع الرئيسان الروسي والبيلاروسي، وناقشا القضايا العسكرية، وأعلن بوتين خلال المباحثات استعدادها لتطوير المشاريع النووية في بيلاروس وإعداد الكوادر.
ومن جانب آخر قال بوتين في اجتماع مع باشينيان إن القضية الرئيسية للبحث هي تسوية الوضع في قره باغ والعلاقات الأرمينية الأذربيجانية.
وحسب موقع «روسيا اليوم» أضاف بوتين خلال لقائه باشينيان في سان بطرسبورغ: لقد بدأنا بالأمس نحن الثلاثة في الحديث، بالطبع، عن القضية الرئيسية هي تسوية الوضع في جنوب القوقاز كله والعلاقات الأرمنية الأذربيجانية، وكل ما يتعلق بقره باغ»، مشيراً إلى أنه عشية القمة لرابطة الدول المستقلة، جرت محادثة ثلاثية مع باشينيان والرئيس علييف.
إلى ذلك أشار بوتين إلى اجتماع للجنة الحكومية الدولية الروسية الأرمينية تم عقده مؤخراً مشيداً بالتعاون الاقتصادي بين البلدين وتمت الإشارة (وفق اجتماع اللجنة) إلى أن الوضع في المجال الاقتصادي بين بلدينا يتطور بشكل إيجابي للغاية على مدى الأشهر العشرة من هذا العام، لافتاً إلى أن زيادة حجم التجارة كانت بنسبة 73 بالمئة هذه نتيجة جيدة.
في غضون ذلك نقلت وكالة «تاس» عن لافروف قوله: إن «التكهنات غير المسؤولة بأن روسيا على وشك استخدام الأسلحة النووية ضد أوكرانيا يتم إطلاقها باستمرار في الغرب، حيث يعمل السياسيون الغربيون على شحذ الخطاب بشأن هذه القضية وهم الذين يجب أن يتم سؤالهم عما إذا كان هذا الاتجاه سيستمر في عام 2023، مشيراً إلى أن موسكو «كررت مراراً أنه لا يمكن أن يكون هناك رابحون في حرب نووية ويجب ألا يتم إطلاق العنان لها أبداً».
وفي سياق متصل حذر لافروف من أن نظام كييف يحاول جر الولايات المتحدة وأعضاء الناتو الآخرين إلى عمق الأزمة في أوكرانيا للصدام المباشر مع روسيا.
وقال لافروف: يكفي أن نتذكر استفزاز الـ15 من تشرين الثاني الماضي بسقوط صاروخ الدفاع الجوي الأوكراني على أراضي بولندا والذي حاول الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي زوراً إلصاقه بروسيا، مضيفاً: إنه من الجيد أن يكون لدى واشنطن وبروكسل في ذلك الوقت إحساس بعدم الوقوع في هذه الخدعة، لكن الحادث أظهر أن النظام الأوكراني لن يتوقف عند أي شيء.
وبين لافروف أن موسكو لن تتوقف عن تحذير أعدائها في الغرب من خطر تصعيد الأزمة الأوكرانية قائــلاً: مع المجموعة التي قامــوا بتشـكيلها في كييــف فإن خطر حدوث تطور غير منضبط للوضع لا يزال مرتفعا للغاية، من المهــم منع وقوع كارثة»، داعياً إلى تنفيذ مقترحات نزع السلاح من الأراضي التي تســيطر عليها كييف والقضاء على التهديــدات الأمنية وإلا فإن الجيش الروسي سيحســم المسألة.
وبخصوص مدة الصراع في أوكرانيا قال لافروف: الكرة فيما يخص هذا الموضوع بيد النظام الاوكراني وواشنطن من خلفه، وفي أي لحظة يمكنهما وقف المقاومة العبثية.
ورداً على تصريحات مسؤولين أميركيين من البنتاغون حول توجيه ما تسمى (ضربة قطع الرأس) إلى الكرملين اعتبر لافروف أن هذه التصريحات تمثل «تهديداً بالتصفية الجسدية لرئيس الدولة الروسية.
وأشار لافروف إلى أن واشنطن ذهبت أبعد من الجميع، وإذا قام شخص ما برعاية مثل هذه الأفكار فعليه أن يفكر ملياً في العواقب المحتملة لمثل هذه الخطط، مؤكداً أن تصرفات وإشارات المسؤولين الغربيين إلى مواجهة نووية تظهر أنهم تخلوا تماماً عن اللباقة، فمن الواضح أن ليز تراس رئيسة وزراء بريطانيا السابقة أعلنت خلال المناظرة التي سبقت الانتخابات أنها مستعدة تماماً لإصدار أمر بتوجيه ضربة نووية، ناهيك عن الاستفزازات الخارجة عن المنطق لنظام كييف، حيث وصل الأمر بزيلينسكي رئيس النظام الأوكراني بمطالبة دول الناتو بتوجيه ضربات نووية وقائية إلى روسيا وهذا أيضاً يتجاوز حدود ما هو مقبول.
من جهة ثانية أكد لافروف أن موسكو مستعدة لمناقشة القضايا الأمنية سواء فيما يخص الوضع حول أوكرانيا أو على المستوى الإستراتيجي مع واشنطن عندما تكون الأخيرة ناضجة لذلك، قائلاً: لكن دعونا ننتظر حتى تنضج واشنطن لتدرك إخفاق مسارها الحالي وتتأكد من عدم وجود بديل عن بناء علاقات معنا على أساس الاحترام المتبادل والمساواة مع مراعاة إلزامية المصالح الروسية المشروعة.
من جهة ثانية عقد وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أمس الثلاثاء، اجتماعاً موسعاً مع قيادات الجيش الروسي.
وأكد شويغو خلال الاجتماع على مواصلة تطوير وتعزيز القوات المسلحة الروسية، وفقاً لتعليمات بوتين.
ونقلت «روسيا اليوم» عن وزارة الدفاع قولها في بيان إن «وزير الدفاع عقد اجتماعاً في مقر قيادة القوات المسلحة الروسية واستمع إلى الآراء حول أنشطة الجيش الروسي خلال سنة 2022، وتم إبلاغه بالأنشطة العملياتية والاستعدادات القتالية التي تم تنفيذها، وكذلك التي من المخطط إجراؤها».

Exit mobile version