Site icon صحيفة الوطن

لو تؤكل الوعود!

لا يقتصر الأمر على كرة القدم فقط، لكن سقف الكلام في كرة القدم مفتوح حتى الآن، وبالتالي سنتوجه بالحديث إلى وعودها، والتي بدأنا نتقيّؤها من كثرة ما تجرعناها عبر سنوات وعقود، من دون أن نشهد أي جديد على أرض الواقع.

الحديث عن مدرب أجنبي عالي المستوى، وحين يلحّ السؤال عن هويته، تحضر (الإمكانات المتاحة) لتنزع (الصفنة) على من صدق الوهم!

المشكلة ليست في مدرب، وإن كان المدرب جزءاً من المشهد العام، الحكاية هي حكاية ثقافة تغلغلت فينا، وبات من الصعب علينا هجرها أو الخروج منها.

نؤكد تكراراً أننا مع العمل على الموجة الطويلة، والتخطيط الإستراتيجي الهادئ، شرط أن يكون بيّناً ومقنعاً، وليس هروباً إلى الأمام.

لن نصحو فجأة لنجد أنفسنا أبطالاً للقارة، أو أحد ممثليها الدائمين إلى كأس العالم، وإن كان هذا هو الحلم، ولكن لا يصحّ أن يبقى السقف هو الوجود في نهائيات آسيا، والتأهل للدور الثاني من تصفيات كأس العالم.

من تجرأ على كرة القدم استطاع تدجينها، ومن أخلص لها العمل سار في ركبها بخطوات واثقة، وحقق نتائج طيبة، ومن اعتقد أنه دون الآخرين بقي دون الآخرين، وبكل أسف منتخبنا الوطني من التصنيف الثاني!

لاحظوا كيف نفكّر كجمهور، وكفنيين، وكاتحاد كرة… نعيش حالة انقسام مضحكة من شدة الأسى والحزن، فقسمٌ يجد المشكلة في الأشخاص، وقسمٌ آخر يجد الحل بنفس الأشخاص، أما الآليات، والأدوات، والأفكار، فآخر همّ الجميع!

لن نصل إلى أي مكان بهذه الطريقة، وسنكتشف في كل جولة أننا ندور في حلقة مفرغة، ولن نتمكن من الإقلاع الحقيقي في كرة القدم إلا عبر مشروع جريء ينسف ثلاثة أرباع ما هو قائم، ويعيد البناء من جديد، وما عدا ذلك فعلى كرتنا السلام.

Exit mobile version