Site icon صحيفة الوطن

مصادر في القاهرة تنفي مشاركة قوات عسكرية مصرية في «الحلف الإسلامي» الذي أعلنت السعودية تشكيله لـ«مواجهة» الإرهاب … محللون مصريون: التحالف يضم دولاً لا يجمعها إلا العداء

| القاهرة – الوطن 

ذكر بيان لمؤسسة الرئاسة المصرية أن اللقاء الذي أجراه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة الثلاثاء مع وزير الدفاع ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تناول: «التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، والذي أعلن بن سلمان عن إقامته بشكل منفرد، مساء الاثنين الماضي في الرياض، وأكد أنه يضم 34 دولة من بينها مصر، وقطر، وتركيا».
وفيما اكتفت وزارة الخارجية المصرية بإصدار تعليق مقتضب على إعلان السعودية تشكيل التحالف، حيث قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، المستشار أحمد أبو زيد، الثلاثاء، أن مصر: «تدعم كل الجهود لمكافحة الإرهاب خاصة إذا كان هذا الجهد إسلامياً أو عربياً، فهي تدعمه، وتكون جزءا منه»، فقد ذكرت مصادر مصرية رفيعة المستوى أن مصر لن تشارك بأي قوات عسكرية في التحالف الإسلامي، لمكافحة الإرهاب، الذي أعلن عنه في السعودية.
وأوضحت المصادر أن مصر وافقت على تنسيق المواقف من الناحيتين الأمنية والمعلوماتية، وأن الأمر لا يخرج عن كونه «شكلياً جداً»، ولا يعني «بأي طريقة المشاركة بقوات عسكرية على الإطلاق» حيث قال المصدر المصري إن «الرياض لم تحط القاهرة علماً بإعلان إقامة هذا التحالف مسبقاً، وأن المسؤولين المصريين مستاؤون من تجاهلهم».
وأضافت المصادر: إن «مصر أول دولة واجهت الإرهاب عملياً، الأمر الذي يفرض على أي تحالف يتم تشكيله لمواجهة الإرهاب، الاستعانة بمصر، لأنها الدولة التي تحملت عبء مواجهته علنا، ودون مواربة» على حد تعبير المصدر المصري.
وحول طريقة التعاون داخل التحالف، خاصة أن هناك دولاً مشاركة فيه، بينها وبين مصر خلافات سياسية، وعلى رأسها تركيا وقطر، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية إنه من السابق لأوانه الحديث حول هذه التفاصيل حالياً، مشيراً إلى أن كل تلك الأمور ستتم دراستها.
وفي تصريحات خاصة لـ«الوطن» تساءل الكاتب الصحفي في جريدة الأهرام المصرية ابراهيم سنجاب عما إذا «ما كانت الدول الـ34 المشاركة في التحالف والدول العشر المرشحة للمشاركة قد أبلغت من الطرف السعودي عن قرار الإعلان عن التحالف سلفاً أم أن مسؤوليها فوجئوا تماماً مثلنا كمواطنين»، واستغرب سنجاب أن تنضم للحلف دول كفلسطين والنيجر والصومال وغيرهم وتستبعد دول كسورية والعراق، كما استغرب هوية الحلف الطائفية مشيراً إلى أن الجيش المصري جيش مبني على أساس الوطنية وليس على أسس طائفية فكيف يمكن أن يشارك في تحالف أعلن عنه من يريد أن «يخوض معارك وهمية تحت شعارات طائفية» على حد تعبيره.
وسأل سنجاب: « هل كان الفشل الأميركي الغربي بعد ثورة 30-6 في مصر وصمود الجيش العربي السوري والمقاومة العربية في العراق وما لحق بذلك من عدم استقرار ليبيا وفشل الحملة العسكرية على اليمن وإنجاز الاتفاق النووي مع إيران هي المبررات لإنشاء تحالف إسلامي تكون قيادته التنسيقية كما قيل في السعودية؟».
من جهته قال الخبير الإستراتيجي المصري اللواء حسام سويلم: إن التحالف قائم بين دول لا يجمعها أي توافق سياسي، حيث يضم دولتين مثل «قطر وتركيا» اللتين تعانيان من علاقات عدائية مع بعض الدول المشاركة الأخرى ومنها مصر.
وشدد على أن «هذا التحالف لا لون له، ولا طعم، ولا رائحة، ولا ينذر بنتائج إيجابية»، مدللاً على قوله هذا بأن «تحالف القوة العربية المشتركة لم يستمر».
وفي السياق ذاته قال اللواء، علاء عز الدين، المدير السابق لمركز المخابرات الإستراتيجية بالقوات المسلحة المصرية، إن: «العالم العربي يطالب السعودية بتوضيح موقفها عن إجراء محادثات لإرسال قوات خاصة إلى سورية بمشاركة دول خليجية، حتى لا يفهم البعض أن السعودية أصبحت مخلب قط بالمنطقة لصالح الولايات المتحدة الأميركية».
وأضاف «عز الدين»: إن العالم يقدر ويحترم السعودية، ولكن لابد أن توضح أيضاً الهدف من استبدال القوة العربية المشتركة بتحالف إسلامي عربي، رغم أن الأول لم يصل لنتيجة في الحرب على «داعش»، لافتاً إلى أن أميركا تستخدم سيناريوهات عدة حتى تكون الحرب في المنطقة عربية عربية وذلك يحقق مصالحها.
أما الكاتب الصحفي المصري عبد اللـه السناوي، فقد انتقد إعلان المملكة العربية السعودية، تشكيل تحالف إسلامي عسكري، بقيادتها، وقال: «إن ثلاثة من الجيوش المشاركة في التحالف المعلن، وهي جيوش مصر وباكستان وتركيا، من أكبر 12 جيشاً على مستوى العالم»، مستنكراً تولي الرياض قيادة الجيوش الثلاثة، ضمن التحالف المشار إليه.
وأضاف السناوي: إن تشكيل التحالف يأتي كمحاولة سعودية للقفز على المشكلة اليمنية، التي تشهد مفاوضات يمنية – يمنية بغطاء أممي، وتابع: «لا أحد في العالم سيأخذ قيادة السعودية للتحالف الإسلامي العسكري على محمل الجد».
وأوضح السناوي أن: «هناك خللاً فادحاً مكتوماً في العلاقات المصرية السعودية، خاصة إزاء الملف السوري، فمصر أقرب إلى موسكو، والرياض أقرب إلى أنقرة»، ووصف التحالف الجديد بأنه: «يضم مجموعة دول بينها خلاف إستراتيجي إزاء أزمات المنطقة».
وقال السناوي: إن بعض الدول المشاركة في ‏التحالف الإسلامي العسكري لم تبلغ بقرار إنشائه إلا قبل ساعات من الإعلان عنه رسمياً، وأن تشكيل التحالف ينفي فكرة القوة العربية المشتركة التي اقترحتها مصر.
كما تمنى السناوي أن يكون هنالك: «تنسيق عربي وإسلامي لضرب الإرهاب في ليبيا، فالمشكلة الحقيقية أن التحالف الإسلامي العسكري بقيادة السعودية يضم دولاً مثل تركيا وقطر، تؤيد جماعات في ليبيا موصوفة بأنها إرهابية، وبالتالي الرهان على هذا التحالف لا يصمد أمام أي اختبار».

Exit mobile version