Site icon صحيفة الوطن

«سلام من صبا بردى»: ليلة سورية في قسنطينة «تحيّة لدمشق الصامدة» … وزير الثقافة الجزائري لـ«الوطن»: نحن جيل العرفان، ولا يمكننا أن نقفز على حقائق التاريخ

| الجزائر- محمد الأذن

قال وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي إنّ: «سورية رقم مهم في الثقافة العربية، ليس سينمائياً فحسب، بل في كل المجالات الإبداعية والثقافية، وكان لها دائماً عطاؤها المتميز، وأسماؤها الكبرى، إذ لا يمكن أن تتحدث عن سينما عربية، دون ذِكر أيقونتها المخرج الشهيد مصطفى العقّاد الذي قدم للسينما العربية الرائعتين التاريخيتين فيلمي (الرسالة) و(عمر المختار)، وحينما نتحدث عن المسرح لا بد لنا أن نذكر المسرحي السوري سعد اللـه ونوّس، وفي الأدب العربي هناك أسماء سوريّة كبيرة كـ نزار قبّاني، وأدونيس، ومحمد الماغوط، وممدوح عدوان، وغيرهم من الأسماء الثقيلة والوازنة التي تركت بصمة كبيرة في المسار الثقافي العربي، إلى جانب جيل المخرجين والفنّانين السوريين الجدد الذين أحدثوا ثورةً في الدراما العربية، أخرجتها من رتابتها، بدءاً من أعمال الفانتازيا الأولى مروراً بالأعمال التاريخية، والمعاصرة، وقدّموا فرجة حقيقية للمشاهد العربي، عبر دراما مثقّفة بعيدة عن الاستهلاك، تمزج بين المتعة والمعرفة، وتشعر حيالها أنّك أمام أناس يحترمون الفكرة، والصورة، والمشاهد».
وأعرب ميهوبي عن ألمه الكبير لرؤية: «هذه التجربة التي كانت تسير بسرعةٍ قويّة وتقدم كل جديد دائماً؛ تصاب في مقتل، بفعل الأحداث التي تمر بها الجمهورية العربية السوريّة، ونأمل إن شاء اللـه بأن تخرج منها منتصرة، بما يمثّله هذا البلد الشقيق من حضارة وإبداع».
تصريحات وزير الثقافة الجزائري لـ»الوطن» أتت في ختام مهرجان «عنّابة للفيلم المتوسطي»، والذي فازت فيه المخرجة سلاف فواخرجي بجائزة الجمهور عن فيلمها «رسائل الكرز» الفيلم السوري الوحيد المشارك بالمهرجان، وتمهيداً لحدثٍ مرتقب تحتفي فيه الجزائر بالإبداع السوري ضمن فعاليات احتفالية «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015».
واعتبر الوزير ميهوبي أنّه: «من الطبيعي حضور سورية في نشاطات السينما الجزائرية، عبر أفلام، وممثلين، ومخرجين، وإعلاميين سوريين، يهتمون بالسينما، لهذا رأينا أن نقيم ضمن فعاليات احتفالية قسنطينة عاصمةً للثقافة العربية؛ ليلة سورية تحيّة لدمشق الصامدة، تحت عنوان (سلام من صبا بردى)، ويدعى لها عدد من السينمائيين والأسماء السينمائية المهمة في الدراما السورية وهذا أقل ما يمكن أن يقدمّه فنّانون جزائريون لإخوانهم السوريين، خارج أي حسابات سياسية، فلطالما كان لسورية مواقف داعمة للثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، واحتنضتها من خلال أدبائها ومبدعيها، وإعلامييها في تلك الفترة، ونحن جيل العرفان والوفاء، وبالتالي لا يمكننا أن نقفز على حقائق التاريخ، وعلينا إبراز دعمنا وتضامننا على المستوى الثقافي لإخواننا الذين يمرّون في ظروفٍ صعبة، عبر هذه اللفتة التي نراها من طباع الجزائريين لا أكثر ولا أقل».
أيام قسنطينة السينمائية المهداة لدمشق، سيكرّم فيها النجمان السوريان سلاف فواخرجي وعباس النوري، وستكون عبارة عن مهرجان لـ»الفيلم العربي المتوّج» تمتد فعالياته بين 18 و23 /12/ 2015، يعرض فيه عشرة أفلام روائية طويلة حصدت جوائز في مهرجانات عربية ودولية، هي «الزيارة» للمخرج نوفل صاحب الطابع (تونس)، و«على حلّة عيني» لليلى بوزيد (تونس)، و«بتوقيت القاهرة»، و«الفيل الأزرق» للمخرجين أمير رمسيس ومروان حامد (مصر)، وفيلم «ذيب» لناجي أبو نوار (الأردن)، و«جوق العميين» لمحمد مفتكر(المغرب)، و«تمبكتو» لعبد الرحمن سيساكو (موريتانيا)، و«المهاجران» لمحمد عبد العزيز(سورية)، و«تحترم البابل» لمحمد جبارة الدراجي (العراق)، و«البئر» للطفي بوشوشي (الجزائر)، ويشارك فيلم «موج 98» لإيلي داغر (لبنان)، عن فئة الأفلام القصيرة.

Exit mobile version