Site icon صحيفة الوطن

زاهر العجلاني… فيرا.. وأدب مثير للاهتمام

أصدر متحف الأدب التجريبي في بيرايوس في اليونان كتاب «فيرا وقصص أُخرى» للكاتب الشاب المغترب زاهر شمس الدين العجلاني. الكتاب هو المجموعة القصصية الثانية باللغة الإنكليزية للكاتب بعد مجموعته الأولى «في الموت تكمن الحقيقة»، أيضاً باللغة الإنكليزية.
تمَّ كتابة وصفٍ صغيرٍ للكتاب والكاتب باللغة الإنكليزية على الغلاف الخلفي من الكاتب الكبير الدكتور رياض عصمت، حيث وصَفَ العجلاني بـ«الصوت الجديد المثير للاهتمام في عالم القصّة القصيرة». ويقول الدكتور عصمت إن قصص العجلاني تستحضرُ أجواء أثينا وموسكو بطريقةٍ جذابةٍ، وإن العجلاني بأسلوب جميل لديه القدرة على رسم شخصياتٍ ذاتِ أرواحٍ مظلومةٍ تصارع من أجل البقاء. وينهي الدكتور عصمت مقدمته بالقول إن القراء سيجدون الأسلوب الذي ابتكره العجلاني إمّا «مثيراً للاهتمام أو مخيباً للأمل»، لكنه يتابع قائلاً إن «هذا الأمر لا يهم العجلاني الذي لديه ولاء راسخ للحقيقة من دون أي تزيين».
أمّا بالنسبة لمحتوى الكتاب، فعلى عكس المجموعة القصصية الأولى «في الموت تكمن الحقيقة» التي تقع في خانة الأدب القوطي حيث تبدو الشخصيات كما لو أنها أرواح هائمة منفصلة عن الواقع وتمثل مفاهيم مجردة أكثر من كونها شخصيات لها مكان في عالمنا الحقيقي، «فيرا وقصص أخرى»، تقع في خانة الأدب الواقعي.
تقريباً جميع القصص في المجموعة تحدث في أثينا أو في قرى شرق أوروبا، حيث يشعر القارئ بأن أبطال القصص هم مجرد أشخاص عاديين لهم عيوبٌ وأخطاء تماماً كما لهم إيجابيات، لكن الأمر الأبرز في سرد القصص هو الوحدة بين جميع الأبطال عبر محاولتهم الانتصار على الواقع المرير من خلال تفضيل الروحانيات والترفع عن صراع الحياة المادي.
فمثلاً، ديميتريس، بطل إحدى قصص المجموعة، هو شابٌ يوناني متعلم تضطره الأزمة الاقتصادية إلى تركِ عمله كمدرس فلسفة والعمل كسائق سيارةِ أُجرة في الليل. إلا أنه وبالرغمِ من حاجته إلى التأقلم مع قلةِ حيلته وفقرهِ، يقومُ ديميتريس في نهاية القصّة بالتغلب على خوفه من خسارة مورده المادي، وينقذُ شابة مهاجرة غير شرعية من عملها كفتاة ليل.
أمّا بالنسبة لفيرا أنتونشكو، الشخصية التي سميت المجموعة على اسمها، فهي فتاة أجبرتها الحياة على العمل كراقصةِ تعر، لكنها عبر محاولة انتحارٍ فاشلة تعيد اكتشاف علاقة كانت قد أهملتها لوقتٍ طويل، ألا وهي علاقتها بالله وإيمانها به. هذه العلاقة تشكل بالنسبة لفيرا طوق النجاة من الموت واليأس.
بالنسبة لباقي القصص، فأبطالها- تماماً كديميتريس وفيرا- يصارعون الظروف التي وضعتهم في أسفل الهرم الاجتماعي، وينتصرون في النهاية عبر تفضيل الروحانيات على الماديات.
الكتاب متوافر على أمازون وكتب غوغل ومواقع أخرى لبيع الكتب بنسخة إلكترونية أو ورقية. كما يمكن متابعة الكاتب وقراءة كتابه الأول مجاناً على موقعه: zaheralajlani. com.
تجدرُ الإشارة إلى أن العجلاني هو من مواليد 1985، ويعمل كمترجم وباحث، وهو يحمل درجة البكالوريوس في الأدب الإنكليزي من جامعة دمشق، ودرجة الماجستير في الثقافة والأدب والإيديولوجيا الإنكليزية من جامعة أثينا الكابوديسترية الوطنية في اليونان، ودرجة الماجستير في الاتصالات من جامعة اينديانابوليس الأميركية، وشهادة بالدراسة عن بعد في علم النفس من جامعة ستافوردشير البريطانية. حالياً، الكاتب يعملُ على مجموعة قصصية جديدة ستكون مجموعته الأولى باللغة العربية.

إهداء الكتاب
في ذكرى أخي ثائر العجلاني الحبيبة (1981-2015): أبٌ، وابنٌ، وأخٌ، وشهيدٌ، وصحفيٌ شجاع، وسوريٌ حقيقي.
ثائر، تضحيتك من أجل الحقيقة لن تُنسى أبداً. دمشق كانت دائماً في قلبك، أما الآن فأنت تنامُ قرير العينِ في قلبها.
أخي ثائر، أحبك جداً، وأحب علاقتنا على الرغم من البعد، فلترتح روحك بسلامٍ.
هدى، شمس، هيا، ويوجينيا: الكلمات لا تستطيع التعبير عن مدى حبي لكمْ.

Exit mobile version