Site icon صحيفة الوطن

الاقتباس والدراسة مهمان في عالم الفن! … رضوان نصري لـ«الوطن»: ميزة الموسيقي السوري أنه غير نمطي ولا يقدم عملاً من دون رسالة

رغم أنه يجول بموسيقاه مدارس مختلفة، إلا أن شرقيته تترك أثرها في أعماله، وحتى لو سافر بموسيقاه إلى بلدان متعددة تبقى دمشق المحطة الأولى التي يسلكها..

فهذا ما يميز الموسيقي السوري رضوان نصري الاعتزاز بشرقيته والانتماء لسوريته غير أن ما يجعله مختلفاً هو البعد عن النمطية والشيء الدارج، دائماً تأخذنا موسيقاه إلى مكان بعيد ببساطتها تقترب من أرواحنا وتعلق في الذاكرة حتى تكاد تصبح تيمة عند السوريين..

التقيناه اليوم في جلسة أخبرنا فيها عن أعماله لهذا العام وما يحضره في هذا الحوار..

• بداية دعنا نتحدث عن شارة مسلسل «كانون» والتيمة التي تميزه؟

أتمنى أن يحقق هذا العمل صدى إيجابياً عند الناس، فهو مشغول بجهد كبير بدءاً من النص وانتهاء بالإخراج لإياد نحاس.

والموسيقا أيضاً ستحمل حالة غريبة لأنني أول مرة أطرق بعض المدارس العالمية الغريبة قليلاً عن مجتمعنا وعن ذائقة الجمهور بشكل عام، أتمنى أن يكون هناك ردة فعل إيجابية ليس فقط على الموسيقا، بل على المسلسل بشكل عام.

والمسلسل يحكي عن قاع المدينة وعن الأماكن التي قد لا نعرف عن تفاصيلها شيئاً، لذلك ممكن أن يحدث ردة فعل عند الجمهور لأننا دائماً في الأعمال نضيء على الحالات السطحية ولا نتطرق إلى الحالات بقاع المجتمع وذلك مهم جداً لأن القاع هو امتداد للأشياء الكبيرة التي نراها في مجتمعنا.

• كيف حضرت لموسيقا تحمل كل هذا الاختلاف، وفي الوقت نفسه تتلاءم مع طبيعة العمل؟

الموسيقا كل ما كانت بسيطة تصل للجمهور بطريقة أكبر ويكون وقعها أهم، وقد تأخذنا إلى أماكن مهمة جداً رغم بساطتها وتتحول إلى حالة عالمية كمن يعمل على التراث، ويحاول إظهاره بطريقة عالمية وجديدة، وفي هذا العمل تقصدت أن أكون بيئياً، وفي الوقت نفسه أظهر العمل بطريقة عالمية جداً.

• هل تأمل أن العمل يحمل مع الموسيقا النجاح وليس الموسيقا وحدها التي تحمل العمل كما رأينا في «الكندوش»؟

الموضوع مزعج جداً أن تغرد الموسيقا وحدها وهذا يعني أن التعب كله تلاشى، ولم يكن بمكانه، لأن المشاهد عندما لا يتابع المسلسل ستفوته مقطوعات موسيقية تعبت في تحضيرها.

• كذلك انتهيت من شارة مسلسل «زقاق الجن» نتحدث عنه أكثر؟

انتهيت من عمل زقاق الجن، هو بيئة شامية، لكن لا يخص كثيراً حكايات الشام بقدر ما يخص قصة لها علاقة لأول مرة بعالم الرعب والجن والآكشن والخرافات، وهو من عنوانه يوضح أن له علاقة بالجن والمعتقدات التي كانت سائدة في تلك الفترة، لكنها غير حقيقية وهناك أشخاص يقومون بهذه الأدوار ليوهمونا أن هناك عالماً آخر.

موسيقياً استعنت بموسيقيين من بلدان أوروبية والشرق الأوسط، واخترت آلات غريبة جداً أستخدمها للمرة الأولى حتى أكون بعيداً عن النمطية، حيث سنسمع بالشامي لأول مرة «التيكنو والراب» والحالات الغربية القوية وكلها بالنمط الشامي.

• رغم الظروف الصعبة هل تعمل على إنجاز حالة موسيقية مختلفة؟

الاختلاف عندما يكون مدروساً يؤدي إلى نتيجة مميزة، وحاولت بأعمالي أن أقدم وجبة موسيقية مختلفة، وفي الوقت نفسه ألا تكون غريبة عن الناس، بل تحبها من الوهلة الأولى.

• ماذا عن العمل العراقي الذي تحضره؟

أحضر لمسلسل اسمه «الماروت» أيضاً القصة عراقية، تحكي عن واقع العراق تقريباً وأنا حريص دائماً على تقديم حالة ليست متشابهة مع حالة ثانية، وأحاول دائماً تغيير المدرسة والاتجاه إلى مدرسة موسيقية مختلفة تماماً عما اشتغلته سابقاً.

• ما الاختلاف موسيقياً بين ما تقدمه للخارج وما تقدمه لسورية؟

بالتأكيد تختلف الآلات، فعزف الآلات العراقية تختلف عن الآلات السورية وروحانيات الموسيقيين في العراق تختلف عن روحانيات الموسيقيين في سورية، ممكن أن تكون المدرسة تؤدي إلى طريق واحد، لكن روحانية العمل هي التي تختلف دائماً عن طريق الآلات.

• وعالمياً هل أنت متابع وممكن أن تستقي من التجربة، ربما من فيلم أو مسلسل؟

أحاول دائماً أن أتعلم من الناس التي سبقتنا لأنهم يقومون ببحوث موسيقية وعلمية منذ سنوات، فدائماً الاقتباس أو الدراسة مهمة بعالم الفن، والمتابعة الدائمة تعطي ثقافة، والموسيقا مثل أي مجال إن كان في الطب أو غيره، تتطلب دائماً متابعة آخر المستجدات الطبية حتى نواكب العالم.

• ممكن أن تقدم عملاً مختلفاً عن شارات المسلسلات؟

الآن أنا في طور التهيؤ لحفل موسيقي، لكني ممتنع حتى تستقر الظروف بسورية، وقد أجلت الموضوع أكثر من مرة، وأحضر ذلك بطريقة مدروسة وسيكون بموقع صحيح جداً بأحد المواقع السورية، وغالباً سيكون خارجياً، يقدم الشارات وحالات موسيقية جديدة، كما سأقدم عرضاً موسيقياً، وكل ذلك يحتاج إلى ظرف مناسب لذلك أحضر للموضوع ببطء، ريثما يصبح الظرف العام في سورية مناسباً.

• ماذا يميز الموسيقي السوري عربياً؟ وهل استطاع رغم الظروف أن يطور نفسه؟

المختلف عند الموسيقي السوري أنه دائماً يقدم قوالب غير متوقعة وكل الأسماء في سورية الذين يعملون في هذا المجال، كل عام يقدمون أشياء غير متوقعة وغير مألوفة وغير نمطية.

لأننا عندما نقدم وجبة موسيقية في سورية لا يكون شعارنا هو الأغنية أو الموسيقا الدارجة، ونبتعد كل البعد عن ذلك، بل نحاول إيجاد موسيقا حقيقية تستقطب الناس وهذا نعمل عليه منذ سنوات وليس وليد اللحظة.

• ما مصاعب الموسيقي السوري؟

بداية هناك مصاعب مادية، وثانياً مصاعب الحياة اليومية، لأننا حتى نصنع موسيقا نحتاج إلى كهرباء ونوع من الرفاهية البسيطة، وهذا كله غير موجود، لذلك نحن نكابر على جرحنا، ونحاول أن نهيئ الظروف بأيدينا حتى نبقى ونستمر.

• من تحب أن تتابع من الموسيقيين السوريين؟

أنا أحبهم جميعاً وأرى أن النمطية لا توجد عند أي منهم وذلك يحفزني، كما أنه لا يوجد أي منهم يقدم عملاً من دون رسالة، دائماً هناك قوة وعراقة وهذا ما جعلنا متفوقين.

• أجمل شارة مسلسل في الموسم الفائت؟

كانت لمسلسل «مع وقف التنفيذ» لطاهر مامللي.

• هل لدينا جيل شاب يواكب الموسيقا؟

هذه النقطة الخطيرة، فأنا للأسف لم ألحظ وجود أجيال شابة، هناك من يستهلك الموسيقا بطريقة الشارع، وهناك فرق كبير بين الموسيقي الذي يصر على تقديم شيء مختلف ومن يتماشى مع الشارع.

بالتأكيد هناك أمل بالشباب ولكن هم بحاجة إلى ظروف تساعدهم، نحن وقتنا كان مختلفاً عن اليوم رغم صعوبته إلا أنه كان يشهد حالة فنية ودرامية مختلفة وكان هناك عباقرة يعملون في هذا المجال هؤلاء العباقرة تلاشوا تقريباً، فبقينا نحن نحاول أن نستمر على أمجاد السابقين.

Exit mobile version