شؤون محلية

الألبسة الشتوية حاجة في مراكز الإيواء

|حلب- خالد زنكلو

لم يخطر في بال أي من سكان حلب أن تخرج الآلاف من أسر المدينة على حين غرة من دون طعام أو لباس إلى الشوارع ثم إلى مراكز الإيواء.

وفعل زلزال 6 الشهر الجاري والهزة الأرضية التي تبعته في 20 من الشهر نفسه، فعلتهما في تعرية المتضررين من الكارثة من مستلزمات التدفئة، وخصوصاً الألبسة الشتوية التي غابت عن أذهان المتبرعين، وغفلت عنها معظم القوافل الإغاثية.

ووجد المنكوبون من الزلزال، ومع الأيام الأولى من وقوعه، أنفسهم في موقف يرثى له داخل المساجد والكنائس والمدارس والصالات الرياضية، وغيرها من مراكز الإيواء، بسبب غياب وسائل التدفئة، وفي مقدمتها الألبسة الشتوية، التي تقيهم الشتاء في عز برده.

وركزت طلائع المبادرات الأهلية على التبرعات المالية والعينية للمنكوبين المشردين في الطرقات، ثم تطورت لتأمين المأوى والسكن ودعم مراكز الإيواء المؤقتة بالطعام ومستلزماته وتأمين حاجات الأطفال من حليب وحفاضات.

واشتملت قوافل المساعدات الإغاثية القادمة إلى المدينة براً وجواً على الأغطية والمواد الغذائية والطبية، وقليل منها التفت إلى أهمية توفير الألبسة الشتوية لجميع أفراد الأسرة، وهو ما التفتت إليه مبادرات المجتمع المحلي أخيراً بعد أن ضرب الصقيع أجساد الأسر ونخر عظام صغارها.

وعلى مدار أسبوع من حدوث الزلزال، اقتصر توزيع الألبسة الشتوية على المبادرات الفردية، التي لحظت حاجة الأسر المنكوبة إلى هذا النوع من الإغاثة، قبل أن تدخل المبادرات الأهلية المنظمة على خط توفير الألبسة بعد ذلك.

إحدى الأسر المتضررة التي اضطرتها شقوق وتصدعات شقتها السكنية للجوء إلى إحدى مدارس حي بستان القصر، اشتكت لـ«الوطن» من أنها لم تحصل إلا على حرامين من حصة مواد الإغاثة لتغطية أجساد خمسة من أفرادها، الأمر الذي دفعهم لاعتماد النوم بالتناوب لسد النقص بالأغطية!

وقال رب أسرة لـ«الوطن»: إنه أرغم على إحراج أحد أقربائه بالمبيت عنده عدة أيام لإظهار حاجة أفراد أسرته إلى الألبسة الشتوية التي حصل منه على ما تيسر منها، قبل انتقال الأسرة إلى إحدى المدارس القريبة.

ولفت آخر إلى أن «أهل الخير» وفروا في ثاني يوم من الزلزال ألبسة شتوية للأطفال في المسجد الذي لجأت إليه أسرته في حي أقيول مع تأمين كل وجبات الطعام على مدار اليوم، قبل أن تلحظهم الجمعيات الخيرية وتهطيهم من حصة المساعدات الإغاثية التي وصلت إلى المدينة لاحقاً.

ولم تغفل الأمانة السورية للتنمية عبر مناراتها في حلب، وكجزء من مبادراتها تجاه المتضررين من الزلزال، عن توزيع الألبسة الشتوية التي استلمتها من الجمعيات أو المبادرات الفردية على محتاجيها في مراكز الإيواء بعد فرزها بحسب الأعمار والقياسات والجنس، إلى جانب الوجبات الغذائية التي يجري إعدادها في مطبخ ميداني وتوزعها عبر متطوعين على المقيمين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن