Site icon صحيفة الوطن

إبداع من نوع آخر

الاستقرار عامل مهم في كرة القدم، ولكن عندما يدور الحديث حول منتخب سورية الأول فالأمر لا يمت للاستقرار بصلة، ولهذا نجد المنتخب ملطشة لكل من يلتقيه.

فمن يصدق أن سبعة وستين لاعباً نالوا شرف تمثيل نسور قاسيون رسمياً خلال الفترة من 25 آذار 2021 و30 كانون الأول 2022، حيث لعب منتخب سورية ثماناً وعشرين مباراة خلال الفترة المذكورة بين دولية رسمية ودولية غير رسمية.

المباريات الثماني والعشرون قادنا فيها خمسة مدربين بواقع خمس مباريات مع التونسي نبيل معلول وثمان مع المدرب الوطني نزار محروس وخمس مع الروماني تيتا وثلاث مع الوطني غسان معتوق وسبع مع الوطني حسام السيد.

خمسة مدربين خلال 28 مباراة حدث عظيم في ميزان النقد الكروي ويدل بطريقة أو بأخرى على الإفلاس، ولذلك لم يكن غريباً المغطس الساخن الذي عاناه نسورنا الشباب الذين خرجوا بخفي حنين غير مأسوف عليهم من النهائيات القارية الأسبوع الفائت.

هل تحوّل تمثيل منتخب سورية الأول لمن هب ودبّ؟

هل بات ارتداء قميص المنتخب كشرب الماء الزلال لمن أراد؟

هل الصيغة المثلى للعمل أن ينسف كل مدرب عمل من سبقه؟

لماذا لم يبادر القائمون على القبة الكروية في الفيحاء لمخاطبة موسوعة غينيس لدخولها من الباب الواسع من خلال هذا الفتح الكروي الذي يستعصي على كل منتخبات الكون؟

كثرة الطباخين تحرق الطبخة مثل شعبي نتداوله منذ الأزل فلماذا نجعل المنتخب وسيلة للتجريب؟

ولماذا رأس المنتخب وسيلة دائمة لمن يريد أن يتعلم الحلاقة؟

سبعة وستون لاعباً يعني ست تشكيلات مختلفة مع لاعب جوكر خلال أقل من سنتين، وبالمناسبة هذا الرقم اكتشفته خلال إعداد كتاب عن كأس أمم آسيا ضمن الملف السوري، وهذا الرقم صراحة يجعل الحليم حائراً.

أختم بدعابة خطرت على البال مفادها أن 67 لاعباً مثلوا سورية خلال أقل من عامين بينما المحررون المركزيون للقسم الرياضي في صحيفة «الوطن» منذ التأسيس 2006 لم يتجاوز عشرة إعلاميين بمن فيهم مستشار القسم الرياضي العميد فاروق بوظو أطال الله في عمره.

وملخص الحديث أننا نبدع بطريقتنا وإن فاتنا قطار التألق داخل المستطيل الأخضر..

Exit mobile version