Site icon صحيفة الوطن

للتخلص من عبء تكاليف معيشتهن وإنقاذهن من الفقر … زواج القاصرات ينتشر في إدلب بتشجيع من تنظيم «النصرة»

أكد تقرير أن زواج القاصرات ينتشر بشكل لافت في مناطق سيطرة تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، وسط تشجيع منه، لافتا إلى أن كثيراً من القاصرات تزوجن من مسلحين في التنظيم.
ونقل التقرير الذي نشرته مواقع الكترونية معارضة، عن هبة (17 عاماً) في معرض حديثها عن سبب زواجها المبكر بعمر الـ15 عاماً، أنها لم تكن تعلم عن الزواج غير أنه «سترة للبنت» كما أخبروها، وأن جميع أقرانها تزوجوا، الأمر الذي يعكس واقع مئات ضحايا زواج القاصرات في إدلب.
وأوضحت هبة أنها لم تعِ ما الذي يمكن أن تحمله لها خطوة الزواج، ولم تملك الحق بالاختيار، باعتبار أن عائلتها «تعرف مصلحتها جيداً»، وأعربت عن حالة التيه التي تعيشها رغم مضي عامين على زواجها.
وعلى حين يبرز الحديث عن حالات زواج القاصرات في إدلب، تغيب الإحصائيات حول نسبة انتشاره، وهو ما أرجعته محامية وباحثة في مركز دراسات معارض إلى صعوبة العمل الميداني في وقت الحرب، وعدم تصريح كثير من الأسر عن حالات زواج القاصرات.
بدورها أكدت فريـال (17 عاماً) أنها أجبرت على الزواج قبل ثلاثة أعوام لتنقذ عائلتها من الفقر وحياة المخيم، إذ كان زوجها يسكن في منزل، وهم بمخيم، ووضعه المادي أفضل من عائلتها المعتمدة على المساعدات، موضحة أن محيطها صوّر الزواج على أنه نجاة من مأساة النزوح التي تعيشها، بينما لم تكن تعرف عن الزواج أكثر مما قيل لها.
ونقل التقرير عن باحثة اجتماعية إن أسباب انتشار ظاهرة الزواج في إدلب مرتبطة بعوامل اقتصادية واجتماعية وأمنية، مضيفة: إن الظروف المتردية لمعظم العائلات جعلتها تتوجه لتزويج بناتها للتخلص من عبء تكاليف معيشتهن، وإنقاذهن من الفقر.
وتسيطر على إدلب ما تسمى «هيئة تحرير الشام» التي يتخذ منها «النصرة» واجهة له مع وجود ما تسمى حكومة «الإنقاذ» التابعة له في إدلب، وتفرضان على المجتمع أحكاماً باسم «الشريعة»، تقيّد حياة الفتيات والنساء بشكل خاص.
وحسب التقرير لا تمنع «الإنقاذ» زواج القاصرات، إذ تُسجّل عقود الزواج بشكل رسمي دون وجود سن محددة للزواج، بينما خلصت دراسة عملت عليها المحامية والباحثة في مركز الدراسات المعارض إلى أن «النصرة» لم يكن لها موقف رسمي وقانوني للحد من زواج القاصرات، بل كانت مشجعة له، إذ إن كثيراً من القاصرات تزوجن من مقاتلين في التنظيم.
وأشار التقرير إلى أنه في حين تعتقد العائلات أن زواج الفتيات إنقاذ لهن، ينقلهن الزواج في عديد من الحالات من عوالم الطفولة إلى دوامة من المشكلات والمسؤوليات وضياع الحقوق.
وتنعكس المشكلات التي تواجهها الفتيات على أسرهن ومحيطهن، ما يزيد احتمالية أن يطول الأثر السلبي للزواج المبكر المجتمع بأكمله.
ويشير تقرير صادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان «UNFPA»، إلى أن زواج القاصرات مرتبط بعديد من المشكلات الصحية التي يمكن أن تؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة.
ووفق التقرير، تعد مضاعفات الحمل والولادة من بين الأسباب الرئيسة للوفاة بين الفتيات المراهقات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاماً في البلدان النامية.

Exit mobile version