Site icon صحيفة الوطن

صيام آخر في الحسكة.. مدينة بلا مياه..!

جريمة الحرب الموصوفة المتمثلة بقطع المياه عن نحو مليون مدني في مدينة الحسكة وريفها مستمرة نتيجة خروج محطّة علوك في ريف رأس العين عن الخدمة والتعدّيات على خطّ الكهرباء المُغذّي للمحطّة.

المعاناة تتفاقم منذ خروج المصدر المائي الوحيد في محطّة مياه علوك المُغذّية للمدينة والعالم كله يتفرج على جريمة حرب موصوفة يرتكبها الاحتلال التركي بحق المدنيين. وكل الأصوات التي تنادي بإزالة التعدّيات على الخطّ وضمان رفع الجهد الكهربائي بما يعزّز استمرارية العمل في المحطة لم يكن لها أي صدى.

محطة علوك تتغذى من كهرباء الدرباسية بكمية من 2 إلى 4 ميغا وهي تكفي لتشغيل المحطة بكامل آبارها ومضخاتها وتجهيزاتها إلا أن الاحتلال التركي والمجموعات المسلحة يقومون باستجرار الكهرباء بصورة عشوائية لتغذية مقارهم وسقاية الأراضي لترتفع حمولة الخط إلى 8 ميغا وبالتالي انخفاض جهده الكهربائي وخروجه عن الخدمة.

المشكلة لا تزال مستمرة وتهدد بكارثة صحية كبيرة في ظل اضطرار الكثير من السكان لاستهلاك وشرب مياه الآبار (المرة) الأمر الذي يتسبب بانتشار الأمراض والأوبئة في ظل عجز أغلبية السكان عن الحصول على المياه الحلوة والنظيفة التي تجاوز سعر الخزان الواحد منها عشرة آلاف ليرة سورية.

وإزاء ذلك كله المنظمات الدولية لا تزال غائبة وصامتة حيال جريمة الحرب المستمرة التي ترتكب بحق السكان من دون أي تدخل أو حتى كلمة واحدة تفضخ الجريمة المرتكبة بحق مئات الآلاف من السكان.

الجهود الحكومية لم تتوقف للتخفيف من آثار قطع المياه فقامت مؤسسة المياه بالتعاون مع المنظمات لزيادة أعداد خزانات المياه وتغطية حاجة أقسام جديدة من مدينة الحسكة والأحياء المحيطة بها إضافة إلى زيادة كميات المياه الصالحة للشرب لتعبئة هذه الخزانات وتوفيرها عبر وجبات إضافية يومياً.

أيضاً مجلس مدينة الحسكة يعمل على تأمين المياه الخاصة بالاستخدامات المنزلية بشكل يومي عبر تسيير صهاريج على مدار اليوم لتأمين حاجة الأهالي وعن طريق تشغيل الآبار السطحية.

لكن يبقى الحل الوحيد هو تحييد محطة المياه في علوك، وتشغيلها بكامل طاقتها من عمال مؤسسة المياه الحكومية لأن الدولة هي الضمانة لاستمرار تقديم الخدمة العامة للمواطنين.

Exit mobile version