Site icon صحيفة الوطن

إدارة أردوغان دعمت التنظيم في جبل الزاوية والتوتر مستمر في شمال إدلب بعد مقتل ٤ أشخاص … مخاوف لدى مسلحي أنقرة من استفراد «النصرة» بالسيطرة على «خفض التصعيد»

انتابت مسلحي الفصائل الموالية لإدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مشاعر من الخوف خشية انحسار نفوذهم بشكل كامل من منطقة «خفض التصعيد»، إثر دعم الأولى تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في جبل الزاوية بإدلب لطرد مسلحي «فيلق الشام» من أهم معقل لهم في المحافظة.

وقالت مصادر أهلية في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي: إن مسلحي إدارة أردوغان أعربوا عن قلقهم المستمر حيال دعم الإدارة لـ«النصرة»، الذي تشكل ما يسمى «هيئة تحرير الشام» واجهته الحالية، بعد طرد فصائلها من مواقع عديدة من المحافظة سابقاً، واستفراد التنظيم بالهيمنة عليها كلياً بالتدريج.

وأكدت المصادر لـ«الوطن» أن أنقرة تريد تسليم خطوط تماس جبهات «خفض التصعيد» مع الجيش العربي السوري إلى «النصرة» الذي يعمل على الدوام لإشغال تلك الجبهات بغية تشديد مطالبها في المفاوضات مع الجانب السوري.

وبينت أن طرد «فيلق الشام» من مقاره بجبل الزاوية واعتقال ١١ من مسلحيه في بلدة البارة على يد «النصرة» الأربعاء الماضي يندرج في هذا الإطار، إذ إن الفصيل يعمل مع التنظيم ضمن ما يسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي يقودها «النصرة» ويشكل أهم فصائل أنقرة وأكثرها تقرباً من مسؤوليها.

وأشارت إلى أنه سبق لـ«النصرة» أن طرد ما يدعى «الجبهة الوطنية للتحرير»، التي يؤلف «فيلق الشام أهم فصائلها، من محيط معبر سراقب شرق إدلب نهاية أيلول الفائت، بهدف الاستفراد بالسيطرة على المعبر والاستحواذ على كل عائداته المالية في حال افتتاحه مع مناطق الحكومة السورية.

وأضافت: «إدارة أردوغان تغض النظر عن تمدد التنظيم الإرهابي في «خفض التصعيد» وتدعمه اقتصادياً بعد أن سمحت له بالسيطرة على معبر الغزاوية، الذي يصل بين إدلب والمنطقة التي تسميها أنقرة «غصن الزيتون» شمال حلب بعفرين في حزيران الماضي إثر اشتباكات مع «فيلق الشام» أدت إلى انسحابه من المنطقة، وذلك بعد فترة من طرد ميليشيات تابعة لأنقرة من محيط مدينة أريحا بإدلب.

المصادر استغربت قيام أنقرة بتسليم زمام «خفض التصعيد» بالكامل إلى التنظيم الإرهابي على حساب فصائلها، لأن المنطقة يحكمها اتفاقا «سوتشي» و«موسكو» بين روسيا وتركيا، وهما ينصان على انسحاب التنظيمات الإرهابية منها منذ حزيران ٢٠١٨ وفتح طريق عام حلب- اللاذقية أو ما يعرف بـ«M4» المار منها منذ آذار ٢٠٢٠، لكن إدارة أردوغان تماطل في تنفيذ الاتفاقين وترفض تغيير الأمر الواقع في المنطقة.

ولفتت إلى أن إدارة أردوغان تعول على «النصرة» في فرض أجندتها الخاصة في «خفض التصعيد»، حيث يداوم على شن هجمات وتنفيذ عمليات تسلل باتجاه مناطق انتشار الجيش العربي السوري على طول جبهاتها، ولاسيما جنوب إدلب وشرقها وفي ريف حلب الغربي، بغية إبقاء التصعيد على حاله للهروب من الاستحقاقات التي تمليها الاتفاقات الثنائية لأنقرة مع موسكو.

إلى ذلك، رد الجيش العربي السوري أمس على خروقات إرهابيي «الفتح المبين» لوقف إطلاق النار في ريف إدلب الجنوبي، ودمر مصادر نيرانهم وتحصينات لهم في محيط بلدات البارة وسفوهن وفليفل بجبل الزاوية وقرب بلدتي السرمانية والقرقور بسهل الغاب شمال حماة، إضافة إلى مقرات لهم في محور جبل التركمان شمال اللاذقية وعند مدينة الأتارب بريف حلب الغربي.

وفي السياق، تصاعد التوتر أمس في ريف إدلب الشمالي، وبالأخص في بلدة أطمة ومخيمات اللاجئين في محيطها، على خلفية مقتل ٥ أشخاص وجرح ٤ آخرين باقتتال عائلي في مخيم «الكرامة» أول من أمس بين أقارب من ريف حماة رفضت بعض عائلاتهم إخلاء خيمها نزولاً عند رغبة مالك أرض المخيم.

وذكرت مصادر محلية في أطمة ومخيماتها لـ«الوطن» أن التوتر ما زال سائداً في المنطقة على الرغم من جهود ما يسمى «القوة الأمنية» لـ«النصرة» من احتواء الموقف واعتقال بعض الأشخاص، وتوقعت اندلاع اشتباكات جديدة بين المتصارعين في أي لحظة وامتدادها إلى باقي المخيمات وقرى وبلدات ريف إدلب الشمالي الذي يضم نازحين من حماة.

Exit mobile version