Site icon صحيفة الوطن

معدل أعمار اللاعبين والواقع التحكيمي أهم مفاصل اللعبة ضمن أجندة اتحاد السلة

عند الامتحان يكرم المرء أو يهان، مقولة زرعها في أذهاننا آباؤنا وأستاذتنا، فيها اختصار لكثير من الحكم والنصح لأن تكون شعاراً لمرحلة كاملة، فبعد عبور أي امتحان بنجاح فهذا يعبر عن إعداده وتقديره الجيد لما سيواجه، وإذا أردنا أن نطبق هذا القول على الاتحاد الجديد فإننا نمنحه العلامة الكاملة حتى الآن لما لمسناه من خطوات جديدة وأفكار متطورة سيكون لتنفيذها فوائد كثيرة للسلة السورية، وستشهد تطوراً كبيراً في جميع مفاصلها.

لكن هل لهذه الأفكار أن تجد طريقها للتنفيذ، وهل باستطاعة الاتحاد تأمين المناخات المناسبة لها، أم سيبقى الحال على ما هو عليه، وتبقى سلتنا أسيرة الشعارات والوعود دون أي جديد على أرض الواقع؟

إعادة النظر

يبدو أن الهالة التي كانت تحيط بأغلبية نجوم السلة السورية أو التي أحاطوا أنفسهم بها قد بدأت تنقشع ولم تعد ألاعبيهم تنطلي على أحد، ووضح تماماً أن البعض منهم لا هم له سوى جني المال سواء أكان يستحق هذا المال أم لا يستحقه، أما مستواه الفني فيجيز له المطالبة بهذه المبالغ أم لا، حتى إن البعض من اللاعبين ممن كانوا يظنون أنفسهم نجوماً قد لا يؤهلهم مستواهم حالياً للجلوس حتى على مقاعد الاحتياط، وكما غمرت السعادة بعض الأندية وإداراتها الموسم الماضي عندما غمز بعض النجوم من قناة رغبتهم في الانتقال من النادي وتعاملت هذه المرة الإدارات مع الأمر بوعي وجدية وحزم ولم تضع نفسها تحت وطأة الابتزاز فانكشف المستور وظهر جلياً أن بعض اللاعبين لا مكان لهم حتى في أروقة أندية الدرجة الثانية، وبأنهم باتوا عبئاً ثقيلاً وإرثاً ضريبياً لا خلاص منه إلا بإطلاق أيديهم والسماح لهم بالرحيل لأن في رحيلهم حياة للاعبين شباب يتوقون لأخذ فرصتهم وفي بقائهم موت للنادي وللمواهب الصاعدة.

هذا الوضع ما زال يفرض نفسه بقوة في مشهد انتقالات اللاعبين هذا الموسم، وما زالت بعض الأندية التي تحولت من منتجة إلى مستهلكة تبحث عن لاعبين بلغوا من العمر عتياً لتضمهم لصفوفها حتى لو كان ذلك على حساب اللاعبين الشباب الذين باتوا يفكرون بهجر اللعبة دون رجعة في ظل سيطرة هؤلاء اللاعبين الكبار على أغلبية أنديتنا.

ولا تكفي المسابقات التي سيقيمها الاتحاد هذا الموسم الخاصة بجميع الأعمار، بل لا بد من وضع ضوابط ونسب معينة لأعمار اللاعبين الكبيرة التي تفاقمت في السنوات العشر الأخيرة دون أن يكون هناك أي حلول ناجعة لتفشي هذه الظاهرة غير المحمودة لأندينا بشكل عام، ومع إقرار دوري تحت 23 سنة وجد هؤلاء اللاعبون ملاذاً لهم للمشاركة وإثبات جدارتهم وهي خطوة جيدة تسجل للاتحاد الحالي.

الواقع التحكيمي

نتمنى من أفكار الاتحاد الجديدة ألا تنسى الواقع التحكيمي الهزيل والضعيف، والذي لا يبشر بالخير، فيبدو أن القائمين عليه باتوا يظنون أن الحلول لتطوير مستوى الحكام هو رفع أجورهم فقط، ونسوا أو تناسوا أن هناك أشياء كثيرة ما زلنا نفتقدها في أدائنا تجاه هذا المفصل المهم، أهمها العمل على رفد القاعدة التحكيمية بحكام شباب والعمل على رفع مستواهم عبر محاضرات ودورات عالية المستوى من خلال استقدام محاضرين دوليين لشرح أهم وآخر التعديلات الطارئة على قانون اللعبة، إضافة إلى تأمين الأجواء المناسبة للحكام خلال مباريات الدوري وتشكيل خط دفاع منيع ضد كل من تسول له نفسه إلحاق الأذى بهم وإبعادهم عن هذه الضغوطات التي من شأنها أن تقلل من شجاعتهم في اتخاذ قرارات مهمة وسريعة خلال المباريات، من خلال إجراء تعديلات جوهرية باللائحة الانضباطية وفرض عقوبات صارمة بحق كل من يسيء لأجهزة الحكام بشكل عام واعتبار الحكم شخصية اعتبارية وخطاً أحمر لا يجوز المساس به، العودة مجدداً لتصوير جميع مباريات الدوري والعودة إليها مع طواقمها من أجل توضيح بعض الأخطاء والعمل على تلافيها عن طريق المحاضرين الدوليين الوطنين، بعد تأمين هذه الشروط لابد من رفع أجور الحكام بما يتناسب مع موجة الغلاء الفاحشة التي تجتاح البلاد في المرحلة الراهنة.

بصراحة على ضوء هذا الواقع لن نكون متفائلين بمستقبل سلتنا في حال بقي الوضع على حاله، ولا يمكن أن تتطور سلتنا ما دام عمل أنديتنا غير منتظم، ولن ترى النور مادمنا على هذه الدرجة من الاستخفاف بمسابقاتنا المحلية التي لم تشهد أي تطور منذ سنوات يتناسب مع التطور الحاصل بمفاصل اللعبة، فهل سيكون الاتحاد الحالي أول من يضع سلتنا على الطريقة الصحيحة، أم سيبقى الحال على ما هو عليه إلى أن تبقى سلتنا أسيرة قرارات عشوائية قد توصلها لحد الهاوية.

Exit mobile version