Site icon صحيفة الوطن

الجمهور والدوري

ما إن صدر قرار عودة الدوري الكروي دون جمهور حتى اشتعل الجدل الساخن حول حيثيات هذا القرار «الغريب»، ذلك أن الجمهور هو فاكهة كرة القدم التي تلهب المدرجات «صخباً» جميلاً عندما يكون في حدوده الطبيعية.

وفي الوقت نفسه يزيد القرار من المعاناة المادية التي تمر بها معظم الأندية، ويضاعف من الأعباء على إداراتها بحرمانها من هذا الوارد المادي وبغض النظر عن حجمه الذي يكون مجزياً في العديد من المباريات، وذلك كله تحت بند الاطمئنان على سلامة الملاعب..!

وهنا ننتقل إلى النقطة المثيرة في الموضوع، فمن حيث الشكل يبدو مبرر القرار موضوعياً، لكن في المنطق، وفي منهجية العمل، كان من الممكن القيام بذلك من خلال لجان مختصة خلال فترة توقف الدوري، وقد كانت طويلة بما فيه الكفاية كما نظن، وهو ما لفت إليه العديد من المنتقدين للقرار وفي ذلك وجهة نظر وازنة في تقديرنا..؟!

ومع انطلاقة الدوري بدا أن الأمور تسير بهدوء لكن حضور بعض الجمهور، وبغض النظر عن عدده، لمباراة الوثبة وحطين أشعل فتيل الانتقادات من جديد، وأطلقت العديد من الأسئلة الساخنة حول دور اتحاد الكرة وهل أعطى موافقة ما لذلك؟ أم إن المراقب قرر ذلك منفرداً؟ أم إن الأمور أخذت شكلاً آخر وانتهت إلى هذا الحضور؟

وبعيداً عن الاعتراضات المقدمة من عدة أندية، أو لنقل تساؤلاتها، وبعيداً عن إجابات اتحاد الكرة والمراقب وغير ذلك، فإن النقطة الأكثر إثارة للدهشة تبقى معلقة بطبيعة العمل الإداري وكيفية اتخاذ القرار الذي يمر تحت منصة الارتجال في جوانب عديدة منه كما أشرنا، أو ربما حسابات لا نعرفها ونرجو ألا يكون الأمر في هذا المنحى!

نعتقد أنها قضية «هامشية» رغم أهميتها الواقعية وأثرها الكبير، وكان يمكن تجاوزها ببساطة خاصة وأن مباريات كرة السلة تقام بحضور جمهور، وجمهور كبير، ولم نسمع بذات الخطوة فهل من مبررات لا ندرك أبعادها؟

تلك ليست تفاصيل عابرة يمكن القفز فوقها، بل دلالات عميقة في بنيتها الجدلية وأثرها القريب والبعيد بما ينطوي عليه من طرائق لاتخاذ بعض القرارات ذات الطابع الإداري، وكيفية التعامل معها بما يشير إلى عمل لا يمتلك منهجيته السليمة أحياناً فتكون نتائجه المزيد من المشكلات..!

Exit mobile version