Site icon صحيفة الوطن

مزارع حب

السوريون مدهشون حقاً.. تكشر الحياة بوجوههم.. فيبادلونها الابتسام.. تركلهم بعيداً عنها فيعانقونها..

في هذه الأيام المباركة بالفرح ونحن في أجواء أعياد مسيحيين ومسلمين يمكنك أن تلاحظ بقليل من الجهد قدرة السوريين على التعامل مع الحياة.

لا أدري ما السر الذي يجعل أهل هذه البلاد بارعين في نسج خيوط الفرح في عالم مضطرب!!.. وما السر في إتقانهم الصبر.

يمكنك أن تقول إن هذه ميزة بشرية وليست خاصة بشعب دون آخر.. فجميع الناس لديهم هذه القدرة على الحياة لأنها فعلاً تستحق أن تعاش.

لكن الشيء الذي يمكن أن يميز السوريين عن غيرهم أن أشياء صغيرة قادرة على أن تشعل فيهم الحماس من جديد.

لا شك أن الأخبار الجميلة التي تأتي من هنا وهناك وكثير من شموع التفاؤل التي تضاء في دمشق قادرة فعلاً على إضفاء مشاعر خاصة عند السوريين. لكني على إيمان أن المسألة ليست فقط في تباشير الخير إنما تتأتى ميزة السوريين على الفرح من إرث طويل من التاريخ الذي يحفظونه جيداً وأن مصائر الأيام أن تغيب شمسها سواء كانت فرحاً أم حزناً صيفاً أم شتاءً.. حرباً أم سلماً وأنها في كل حالاتها ستذهب ونبقى كبشر وأن ما يحدث على شدته سيمرّ ويتلاشى شيئاً فشيئاً.

الآن قرب أيام من العيد ليس من المفيد استحضار الأحزان التي حولنا وما أكثرها لكن من المهم أن تعرف كيف نقابل القادم من الأيام بكثير من الأمل والرجاء.

في علم النفس يتحدثون عن «العقل السعيد» وهي التدرب على جعل عقلك مولداً للسعادة بحيث لا تتأثر بما حولك، ويقولون وعلى ذمتهم إن مزرعة الأفكار الجميلة موجودة في داخل كل فرد منا، وإن مزارع بعض الأشخاص لا تثمر إلا النكد والحزن والتذمر والشكوى وإن آخرين لديهم مزارع من نوع آخر تصدّر السعادة والفرح والتفاؤل والطاقة الإيجابية.

شخصياً لا أظن أن أحداً يستطيع بسهولة أن يتجاوز ما لديه وينتقل إلى موج الفرح إن لم يكن لديه أسبابه، لكن إذا أردنا أن نصدق هؤلاء فإن المسألة ليست مجرد كبسة زر على جانب من رأسك فتحوِّله إلى مزرعة سعادة لكن بحاجة إلى تدريب وإيمان من نوع خاص وقدرات خاصة.

أفضّل دوماً أن يكون الإنسان حقيقياً في حزنه وفرحه لكن من المبهج فعلاً أن يحاول الناس بشكل عام أن يفتحوا حساباً في بنوك السعادة ولنتحدث عن مجرد أشياء صغيرة جميلة نلتقطها من حياتنا على غفلة منها لنصنع فرحنا الخاص.

ومثلما قلت في البداية.. السوريون مُدهشون حقاً، ويستطيعون ذلك.. فرغم أن حياتهم ليست سعيدة لكنهم يملكون في عقولهم مزارع سعادة.

كل عيد وقلوبكم مزارع سعادة.

أقوال:

• السعادة لا تستورد بل من داخلنا تولد.

• تدخل السعادة غلى حياتنا من أبواب لا نتذكر أننا تركناها مفتوحة.

• لقد اخترعنا السعادة اختراعاً.

• لا تقل إن الدنيا تعطيني ظهرها فربما أنت من يجلس بالعكس!!!!!

Exit mobile version