عربي ودولي

الخارجية الأميركية: لا حل عسكرياً للأزمة في السودان … الجيش و«قوات الدعم السريع» يوافقان على هدنة مؤقتة

| وكالات

تواصل القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم ومناطق أخرى لليوم الرابع على التوالي، في حين تبذل أطراف دولية وإقليمية جهوداً لحث الطرفين على الاتفاق على وقف إطلاق النار.
وأكدت قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو موافقة قواته على هدنة 24 ساعة لضمان المرور الآمن للمدنيين وإجلاء الجرحى، مضيفاً: «القوات المسلّحة السودانية لم تلتزم بوقف إطلاق النار، وقصفت مناطق مكتظة بالسكان من الجو، وعرّضت أرواح المدنيين للخطر»، مشيراً إلى أنه ينتظر المزيد من المناقشات مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حول سبل معالجة هذه الانتهاكات.
وأجرى بلينكن مساء أول من أمس الإثنين محادثات منفصلة مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان ومع دقلو ووزراء خارجية دول مجموعة السبع الذين دعوا إلى وقف الأعمال العدائية فوراً.
كما رحب المستشار السياسي لقائد «قوات الدعم السريع»، يوسف عزت، بالوساطة المصرية، لإيقاف القتال في السودان.
وفي حديثه لـ«سكاي نيوز عربية» قال عزت إن قوات الدعم السريع، ترحب بأي وساطة من الدول الصديقة، سواء الولايات المتحدة أو دول الخليج أو دول عربية شقيقة.
وقال عزت: مصر دولة مهمة وشقيقة، وأي دور مصري لإيقاف العنف مرحب به، ولا نعترض على أي دور مصري في السودان، وكذلك أي وساطة أخرى من الدول الصديقة.
وفي وقت سابق أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن بلاده لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، مشيراً إلى أن القاهرة على اتصال دائم مع الفرقاء في السودان، من أجل وقف إطلاق النار، مؤكداً استعداد مصر للوساطة لإنهاء الأزمة.
من جهته، أكد البرهان أمس، أن الجيش السوداني سيلتزم بوقف إطلاق النار المقترح من قوى دولية ابتداء من الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي لمدة 24 ساعة.
في المقابل، أعلن الناطق باسم الجيش السوداني إن البرهان أصدر عفواً عمن يضع السلاح من «الدعم السريع»، على حين قالت الأخيرة أن «ثورة جديدة انطلقت وهي مستمرة لبلوغ غاياتها»، وأضافت في بيان: لقد انطلقت منذ السبت الماضي ثورة جديدة حققت انتصارات متوالية، وما زالت مستمرة لبلوغ غاياتها النبيلة، وفي مقدمتها تشكيل حكومة مدنية تمضي بنا نحو تحول ديمقراطي حقيقي.
من جهتها، أكدت لجنة أطباء السودان أن عدد القتلى المدنيين جراء الاشتباكات في السودان ارتفع إلى 144، وجاء في بيانها إن «عدد المصابين من المدنيين والعسكريين ارتفع إلى 1409.
في غضون ذلك أكد المبعوث الأممي إلى السودان فولكر بيرتس، أن طرفي الصراع لا يبديان أي استعداد لوساطة فورية من أجل السلام، مرحباً بالمبادرات الدولية للوساطة بين الجانبين.
وبينما حضت مجموعة السبع طرفي النزاع في السودان على وقف الأعمال العدائية فوراً، عقب اجتماع لوزراء خارجية المجموعة، شدد وزير الخارجية الياباني على ضرورة ضمان سلامة المدنيين.
إلى ذلك قال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية ساميويل وربيرغ في تصريحات لـ«سكاي نيوز عربية»، أنه ليس هناك أي حل عسكري للأزمة في السودان، مؤكداً أن واشنطن تؤكد أهمية بدء المحادثات لحل الأزمة.
وتدور منذ صباح السبت الماضي اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين الطرفين في مناطق متفرقة من السودان، يتركز معظمها في العاصمة الخرطوم والولاية الشمالية، إذ يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية، بينها القصر الجمهوري في الخرطوم ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة قوات «الدعم السريع» وعدد من المطارات العسكرية والمدنية.
وخرجت الخلافات بين البرهان ودقلو إلى العلن، بعد توقيع «الاتفاق الإطاري» المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري الذي يضم قوات الجيش وقوات «الدعم السريع» في شهر كانون الأول الماضي، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة إلى المدنيين.
وأثارت المواجهات الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع إدانات دولية ومخاوف إقليمية، الأمر الذي أدى إلى إغلاق حدود مصر وتشاد المجاورتين، وتبادلت قوات الدعم السريع والجيش السوداني الاتهامات بالمبادرة إلى القتال.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن