وصلت أمس إلى مطار دمشق الدولي طائرة مساعدات مقدمة من منظمة أطباء بلا حدود تحمل نحو أربعين طناً من المساعدات الطبية والإغاثية وحليب الأطفال لدعم متضرري الزلزال، تسلمها الهلال الأحمر العربي السوري.
رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري خالد حبوباتي قال في تصريح لـ«الوطن»: «إن هذه هي الشحنة الثانية المقدمة من منظمة أطباء بلا حدود، فخلال الفترة العصيبة التي مرت على سورية إثر كارثة الزلزال وصلت أول المساعدات المقدمة من المنظمة بعد عشرين يوماً من وقوع الزلزال عن طريق بيروت».
وبين حبوباتي أن هذه المساعدات وصلت من مستودعات المنظمة في كينيا، لافتاً إلى أن منظمة أطباء بلا حدود أسست من قبل خمسة بلدان جميعها من الاتحاد الأوروبي ومقرها بروكسل، وقدوم هذه الطائرة يحمل الكثير من الدلالات.
وكشف حبوباتي أن الهلال الأحمر العربي السوري يجري مباحثات مع منظمة أطباء بلا حدود، «وفي حال وجدنا أن التطور كان إيجابياً ولمصلحة الشعب السوري سيتم التوصل إلى تفاهمات مشتركة.
وشدد حبوباتي في تصريحه على أن الهلال الأحمر السوري يعمل على تقديم المساعدات لكل فئات الشعب السوري ولا تفريق بين مناطق تسيطر عليها الدولة أو المناطق الخارجة عن سيطرتها، وما يهمها هو مساعدة الفئات المحتاجة والأشد ضعفاً أينما وجدوا، وقال: «سنكون فاعلين على كل الأراضي السورية».
وفي رده على سؤال آخر لـ«الوطن» بخصوص المساعدات الأوروبية، بين حبوباتي أن هذه المساعدات مستمرة لكن هناك مشكلة مرتبطة بالتأمين الكبير الذي تدفعه الطائرات التي تصل إلى سورية ولذلك تفضل هذه الدول إرسال المساعدات إلى بيروت ومن ثم يعمل الهلال الأحمر على نقلها إلى سورية، مبيناً أن مساعدات أوروبية وصلت من عدد من الدول من اليونان وصربيا ويوغسلافيا وبلغاريا وقبرص وإيطاليا.
وكشف حبوباتي أن شحنة مساعدات محملة بحليب الأطفال مقدمة من شركة دانون الفرنسية ستصل مباشرة من فرنسا إلى ميناء اللاذقية قريباً.
مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود أحمد عبد الرحمن وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، عبّر عن سعادته بوجود المنظمة في دمشق، مبيناً أن شحنة المساعدات التي وصلت إلى مطار دمشق الدولي هي الثانية التي تقدمها المنظمة حيث سبق لها تسليم شحنة في شباط الماضي وكانت شحنة برية قدمت من مخازن المنظمة في لبنان وشحنت إلى مخازن منظمة الهلال الأحمر العربي السوري في طرطوس ومنها إلى المحتاجين.
وأشار عبد الرحمن إلى أن هذه الشحنة قدمت من كينيا وحملت مساعدات إنسانية من مستودعات المنظمة في نيروبي تقدر بنحو 40 طناً وتأتي استجابة للاحتياجات التي مازالت مستمرة لمتضرري الزلزال حسب تقييمات الهلال الأحمر العربي السوري.
وقال: «الشحنة تتضمن خيم إيواء خاصة بالعائلات وحليب أطفال ومعدات خاصة بالعمليات الجراحية».
وكشف عبد الرحمن أن منظمة أطباء بلا حدود بصدد إجراء محادثات مشتركة مع الهلال الأحمر العربي السوري متمثلة برئيسها خالد حبوباتي، وتتمركز حول إيجاد أرضيات مشتركة للعمل المشترك بين منظمة أطباء بلا حدود والهلال الأحمر العربي السوري لزيادة كفاءة فعالية وصول المنظمة لمناطق لا تتواجد بها حالياً وأضاف: «نتطلع في القريب العاجل للتوصل إلى تفاهمات واتفاقيات مع الهلال الأحمر العربي السوري للقيام بذلك الدور وإيصال المساعدات لكافة المحتاجين في كل أنحاء سورية».
وعلى خطٍّ موازٍ ذكرت وكالة «سانا» أن طائرة مساعدات مقدمة من روسيا الاتحادية للمتضررين من الزلزال وصلت إلى مطار اللاذقية الدولي أمس.
وأشار مدير مطار اللاذقية زياد الطويل إلى أن الطائرة تحمل على متنها 14.6 طناً من المساعدات الإغاثية، بهدف إعانة متضرري الزلزال في المناطق المنكوبة.
وفي وقت سابق أمس أعلنت وزارة حالات الطوارئ الروسية عن إرسال طائرة خامسة تحمل على متنها 14.6 طناً من المساعدات الإنسانية الإغاثية إلى متضرري الزلزال في سورية.
وقالت السفارة السورية في موسكو: إن هذه الشحنة التي قامت السفارة بتجميعها وفرزها مقدمة من أبناء الجالية السورية ومن الشعب الروسي الصديق.
وفي السياق وصلت باخرة مساعدات رومانية إلى المرفأ مقدمة من الجالية السورية والمجتمع المحلي الروماني بالتعاون مع السفارة السورية، محملة بمواد طبية وغذائية ومستلزمات الأطفال وغيرها.
كما استلمت المؤسسة السورية للتجارة في مرفأ اللاذقية أمس حمولة 52 حاوية من مادة الرز تحوي 1180 طناً، كهدية مقدمة من جمهورية الصين الشعبية.
وبدأ فرع المؤسسة السورية للتجارة تفريغ الحمولة أمس، ونقلها إلى المستودعات في عملية تستمر يومين، ليصار إلى توزيعها لاحقاً إلى باقي الفروع.