Site icon صحيفة الوطن

حتى أنت يا بالة!! … أسعار البالة تخذل الفقراء

| حماة- محمد أحمد خبازي

لم تعد البالة ملاذا للفقراء والموظفين والمتقاعدين، الذين لا تمكنهم ظروفهم المادية وقدرتهم الشرائية من شراء ما يلزمهم وأطفالهم من ألبسة وأحذية وقطنيات وغيرها، فقد أمست أسعارها كاوية على الرغم من أنها مستعملة!!.
وحجة باعتها في ذلك أنها مستوردة وتخضع لسعر صرف الدولار، علما أن معظمها يدخل تهريبا إلى البلد بصورة ما، وهو ما يعني أن لا رسوم جمركية عليها، ولا ضرائب يدفعونها للمالية أو غيرها.
وكونها تغرد خارج سلطة القانون ورقابة التموين وغيرها من الجهات المعنية بحماية المستهلك، فقد كثرت محال البالة المستعملة أو كما يسميها أصحابها – الذين يستهجنون وصفها بالبالة – محال الألبسة والأحذية الأوروبية في مدن محافظة حماة الرئيسة كحماة وسلمية ومصياف، والتي يستقدم أصحابها بضاعتهم من اللاذقية أو لبنان, تقول سلمى العلي التي التقيناها في محل بالة بالسوق الطويل في حماة: بصراحة أنا مدمنة على محال البالة وأشتري لزوجي وأطفالي منها باستمرار، ولكن بالفترة الأخيرة صارت أسعارها مرتفعة جداً ، الباعة يحسبونها على الدولار!!, مازن المحمد التقيناه في محل يبيع أحذية مستعملة قال: – في البالة أجد ما أبحث عنه من أحذية ذات نوعية جيدة، ولكني بصراحة أدفع ثمنها غالياً، وأعتقد لا يوجد بجودتها في السوق, وقال زميله نوار: – أحذية البلدة مقبولة على الرغم من غلاء ثمنها، فقد اشتريت حذاء رياضياً ب8 آلاف ليرة، وهو ماركة عالمية وخفيف الوزن ومتين, سها منصور قالت: – لم نعد نستطيع الاقتراب من البالة، فأسعارها لم تعد تناسبني، فأنا موظفة وراتبي على قدي، فتخيل أن الجاكيت النسائية سعرها اليوم 12 ألف ليرة فقط لا غير، والبائع يقول لك سعر مثيلتها في سوق ابن رشد 23 ألف ليرة!!, وتقول السيدة سحر وهي معلمة: – بصراحة أحذية البالة أفضل من المحلية، ولكنها هذا العام غالية جداً ، وقد أصبح الباعة يطمعون بنا كثيراً، بحجة أن أحذيتهم أوروبية وغير ملبوسة أحياناً ، لذلك قررت العودة إلى شراء الأحذية المحلية، فعلى الأقل أستطيع شراء حذاءين بسعر حذاء واحد من البالة.
صاحب محل في مدينة حماة قال لنا عندما سألناه عن ارتفاع الأسعار: – كل شيء بالدولار، عدا عن أجور النقل من لبنان أو اللاذقية أو العاصمة، والأحذية التي نبيعها هي ممتازة وهي نخب أول أو ثان، وبعضها ماركات عالمية وبخاصة أحذية الرياضة، ونريد أن نعيش أيضاً .
مصدر في جمارك حماة قال لـ«الوطن»: استيراد البالة ممنوع، ومعظم الموجود اليوم في الأسواق هو تهريب من لبنان.
مصدر في مجلس مدينة حماة قال: محال البالة غير نظامية وغير مرخصة، وتمارس عملها كمحال بيع وشراء عادية، إذ لا يوجد في نظامنا ترخيص لمزاولة مهنة البالة.
مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحماة قالت: لا تسعير للبالة، وهي متنوعة، وأسعارها خاضعة للسوق أي للعرض والطلب.

Exit mobile version