حفلت مباريات الجولة الثالثة من إياب سلة المحترفين بكثير من الإثارة والقوة والحضور الجماهيري، والتي جاءت نتائجها غير متوقعة ساهمت في تغيير كبير بمواقع الأندية على لائحة الترتيب العام للدوري، فكان حضور الطليعة جيداً وأكد صحوته بعد سلسلة كبيرة من الخسارات، وكذلك الحال بالنسبة للجلاء الذي استعاد ثقافة الفوز وقلب كل التوقعات وغلب ضيفه الجيش، على حين أن النواعير تابع مشوار تألقه ونتائجه الجيدة وزاد من هموم حطين الذي مني بخسارة جديدة، وتابع الوحدة مسيرته ولعب أول من أمس أولى مبارياته تحت إشراف مدربه الجديد اللبناني مروان خليل وتغلب على الحرية، أما الكرامة فقد نجح في مواصلة عزفه على وتر الفوز وتغلب على جاره الوثبة حاسماً قمة حمص لمصلحته.
كل هذه النتائج تضعنا أمام مباريات مهمة وقوية ومثيرة في المراحل القادمة، وتؤكد لنا أن الحسم مازال بعيداً في المقدمة والمؤخرة، فستة أندية تتنافس على دخول المربع الذهبي واشتعلت المنافسة بينها بعد أن خلطت الحسابات وأوراق الأندية، وكذلك الحال بالنسبة في الصراع للهروب من شبح الهبوط بعدما انحصر بين أربعة فرق وهذا يعطينا إثارة كبيرة ومتعة مشوقة في المتابعة التي نريدها ونتمناها في المراحل القادمة.
وتنطلق اليوم الإثنين مباريات المرحلة الرابعة بعناوين مهمة وحسابات متجددة لجميع الفرق سواء بالصراع على المقدمة أم الهروب من المؤخرة بعد النتائج الجيدة التي حققتها الأندية في الجولات الماضية، وستلعب جميع الفرق تحت شعار الفوز ولا شيء بديلاً منه، لأن الخسارة قد تعيد حسابات المنافسة أو البقاء بالأضواء لذلك ستصل حرارة المباريات لدرجة الغليان وستكون عيون جميع مدربي الأندية مفتوحة على آخرها، فالجميع تحضر واستعد ودعم صفوفه وتجددت آماله ويأمل بالخروج بنتيجة إيجابية ويزيد غلته من النقاط.
مهمة ومثيرة
يستضيف حطين الذي تراجع للمركز العاشر فريق الطليعة الذي تقدم للمركز التاسع باللاذقية في لقاء شبه متكافئ بين فريقين طامحين لتحقيق الفوز والابتعاد عن شبح الهبوط لأن أي خسارة ستجعل أمالهما ضعيفة بنسبة كبيرة بالبقاء بدوري الأضواء، الطليعة الذي دعم صفوفه بلاعب محترف من مستوى جيد وحقق فوزاً على أرضه وبين جمهوره على تشرين استعاد لاعبوه خلاله ثقافة الفوز والثقة باللعب بقوة، على حين أن حطين الذي مني بخسارة أمام جمهوره أمام النواعير يدرك أن خسارته اليوم ستكون نتائجها وخيمة وستجعله يدخل في حسابات صعبة للبقاء بدوري الأضواء، ولديه أوراق فاعلة ومؤثرة وقوية وخاصة أنه سيلعب أمام جمهوره المتوقع حضوره ومساندته وهذا ما سيشكل أوراق ضغط على لاعبي الطليعة المنتشي ويتطلع لرد الدين للطيعة الذي تفوق في لقاء الذهاب، لذلك اللقاء سيكون هجومياً منذ بدايته، وهو بمنزلة فرصة مواتية لإنعاش الآمال مجدداً، والفريقان سيلعبان من أجل الفوز وهذا سيعطي اللقاء نكهة تنافسية قوية.
النتيجة أقرب للفريق الأكثر توزناً وهدوءاً في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء. ذهاباً فاز الطليعة72-65.
قمة مثيرة ومتكافئة
يحل الجلاء صاحب المركز السادس ضيفاً على المتصدر النواعير في صالة صالح علواني بمدينة حماة، ويأمل النواعير أن يتابع مشوار نتائجه الجيدة ويخرج بنقاط الفوز، والنواعير الذي حقق فوزاً سهلاً على حطين في الجولة الماضية وضعته بالصدارة بعد تعثر الجيش واستراحة فريق أهلي حلب، يدرك أنه سيواجه فريقاً منتشياً من نتائجه بعد فوزه المثير والمهم على الجيش، لذلك سيزج مدرب النواعير بكل أوراقه القوية وسوف يستغل النجاحات التي يحققها محترفه كريس دانيال في تخديم لاعبي الفريق حسب مجريات اللقاء، على حين أن الجلاء الذي بدأ مستواه يتصاعد من مباراة لأخرى وبدت لمسات مدربه جورج شكر واضحة على أدائه يدرك أن لقاءه اليوم ليس سهلاً والوصول لنقاط الفوز يحتاج جهود مضاعفة واللعب بتركيز عال.
اللقاء سيكون حافلاً بالإثارة والندية والقوة وباللمحات الفنية الجميلة نظراً لما يملكه الفريقان من لاعبين كبار من مستوى عال.
ولدى الفريقين أوراق فاعلة ومهمة كثيرة، وخاصة الجلاء الذي يتطلع لمواصلة مشوار تألقه بعد فوزه الجدير على الجيش والمنافسة بقوة على التأهل للمربع الذهبي.
على حين أن النواعير الذي سيتسلح بعاملي الأرض والجمهور سيلعب بقوة من أجل الظفر بنقاط الفوز وتمكين أقدامه في الصدارة وهو يعرف مقدرات خصمه جيداً.
والفريقان لديهما الكثير ليقدماه في هذا اللقاء من لاعبين محليين متميزين ولاعبين أجانب من مستوى عال ولديهما مدربان خبيران يعرفان كيف يتعاملان مع مجريات كل مباراة بحرفية عالية.
النتيجة أقرب للجلاء لكن لاعبي النواعير وهاجس الفوز لديهم قد يقلب كل الأمور ويخطف نقاط الفوز عن جدارة واستحقاق، مباراة الذهاب حسمها الجلاء 52-46.
استمرار الصحوة
وتستكمل مباريات الجولة يوم الثلاثاء بثلاثة لقاءات، فالوثبة الأخير يستضيف الوحدة الرابع بحمص في موقعة من المتوقع أن تحفل بكثير من التشويق والإثارة، فالوثبة الذي تراجع للمركز الأخير بدأت أقدامه تهتز بقوة في المنطقة الخطرة بعد أن نجح منافسوه بالبقاء بدوري الأضواء من تسجيل انتصارات جديدة وفوز الطليعة على تشرين انعكس سلباً على فرق المؤخرة وخلط الأوراق مجدداً.
لذلك سيلعب الوثبة بكل قوة وفي حال لعب الوثبة بالمستوى الجيد الذي ظهر عليه أمام جاره الكرامة في الجولة الثالثة سيكون لنتيجة المباراة كلام آخر وخاصة أن الوثبة ضم لاعباً أجنبياً بدأ يتأقلم مع لاعبي الفريق بشكل جيد، على حين أن فريق الوحدة الذي تولى قيادته المدرب اللبناني مروان خليل يسعى أن رحلته لحمص لن تكون مفروشة بالورود وأن الوصول لنقاط الفوز يحتاج للعب بقوة والتقليل من الأخطاء وتنفيذ صحيح لتعليمات مدرب الفريق.
النتيجة أقرب للوحدة بسبب الفارق الفني بين الفريقين لكن طموح الوثبة وهاجسه في الابتعاد عن شبح الهبوط قد يجعله يقلب كل التوقعات ويخرج بنقاط الفوز.
ذهاباً فاز الوحدة بواقع 74-53.
قمة الفيحاء اللاهبة
يستضيف الجيش الثالث أهلي حلب الذي تراجع لمركز الوصافة بسبب استراحته في الجولة الماضية، في موقعة ستصل سخونتها لدرجة الغليان وسيكون اللقاء قوياً ومثيراً وغنياً بالقوة والمتعة والنكهة التنافسية الجميلة نظراً لما يملكه الفريقان من لاعبين متميزين مهرة.
صالة الفيحاء ستكون يوم غد الثلاثاء مسرحاً وشاهداً حياً على لقاء القمة الذي سيجمع فريقين كبيرين.
قدم الأهلي نفسه هذا الموسم بكل أناقة، وبدا منذ البداية أنه من أقوى المنافسين على اللقب، لكونه يضم مجموعة شابة منسجمة ومتفاهمة شارك بها في مباريات الدوري، فكان حضوره بهياً وأنيقاً وقوياً أكد خلاله أنه مازال من أهم معاقل كرة السلة السورية، حيث تمكن بحماسة لاعبيه، وخبرة مدربه من قلب كل التوقعات والموازين، وخطف انتصارات جديرة ومستحقة، وعلى الرغم من نتائجه المقبولة في الدوري، غير أن الفريق نجح في استعادة توازنه ولعب بأداء رجولي، ويبحث الأهلي يوم غد عن فوز جديد يعيده للصدارة مجدداً، بيد أن عملية الوصول إلى هذا الفوز تتطلب الكثير من التركيز، فاللعب أمام الجيش له أكثر من حساب لكونه الفريق الأجهز والأميز.
وعلى الرغم من خسارة الجيش في الجولة الماضية أمام الجلاء غير أنه الفريق الأكثر استقراراً من الناحية الفنية، من حيث حضور كوكبة كبيرة من اللاعبين النجوم، ودكة بدلاء ممتازة، ومدرب مجتهد يعرف كيف يتعامل في فك شيفرة خصمه، عبر التبديلات السريعة، وليست المتسرعة، ويعوّل الجيش على صانع ألعابه رامي مرجانة الذي يعد العقل المفكر للفريق، وأحد أهم الخيارات الهجومية، إضافة إلى جناحه الطائر والسريع طارق الجابي، ومحترفه الأميركي الجديد الذي ظهر بصورة جيدة في لقاء الجلاء، وكل هذا يعطي الفريق مزايا جديدة وأوراقاً مفيدة بيد المدرب تمكنه من التنويع التكتيكي، ويسعى الجيش لرد الدين وتأكيد جدارته بالمنافسة على دخول المربع الذهبي بقوة لأن خسارته ستدخله في حسابات هو بغنى عنها حالياً، لكنه يعرف أن لقاءه صعباً وقوياً.
نظرة فنية
على الرغم من تفوق الأهلي منطقياً حضوراً وجاهزية نجومه إلا أن حساسية المباراة ستفرض نفسها كما جرت العادة وستفتح أبواب الاحتمالات، ذهاباً فاز الأهلي 66-61.
تضميد الجراح
يلعب تشرين صاحب المركز السابع بضيافة الحرية الثامن بحلب في مباراة يسعى كلا الفريقين لتضميد جراحه على حساب الآخر بعد خسارتهما في الجولة الماضية، تشرين يسعى للفوز من أجل عدم الدخول في حسابات الهبوط وضمّ لاعباً أجنبياً جيداً وسيلعب بكل أوراقه الفاعلة على أمل تعويض خساراته في مرحلة الإياب بشكل عام، على حين أن الحرية يتطلع أيضاً للفوز وتحسين موقعه على اللائحة، ومستواه الذي ظهر عليه أمام الوحدة في الجولة الماضية يبشر بالخير بتقدم أداء أفضل في لقائه مع تشرين.
المباراة مفتوحة على كل الاحتمالات والفوز أقرب للحرية لكن تشرين قادر على قلب كل التوقعات وخطف نقاط الفوز.
ذهاباً فاز تشرين 81-73.
نتائج الجولة الثالثة
الطليعة- تشرين 79-75.
الجلاء – الجيش 78-73.
حطين- النواعير59-76.
الوحدة- الحرية70-55.
الوثبة- الكرامة87-93.