Site icon صحيفة الوطن

في الأسبوع الثامن من إياب الدوري الكروي الممتاز … الفتوة وجبلة على حافة البطولة والأمل الأخير بالمنافسة لأهلي حلب والوثبة

تنطلق في الرابعة من عصر اليوم مباريات المرحلة الثامنة من إياب الدوري الكروي الممتاز، والمباريات كلها مهمة سواء على صعيد المنافسة على القمة أم على صعيد الهروب من شبح الهبوط.

اليوم سيخسر الدوري أحد أبرز المنافسين على اللقب باللقاء الذي سيجري على ملعب الباسل في حمص بين الوثبة وأهلي حلب، فالخاسر سيفقد آماله ويخرج من قائمة الكبار بينما التعادل سيضر بكليهما معاً وقد يخرجهما من المنافسة في حال فوز الفتوة وجبلة بلقائهما اليوم.

الفتوة وجبلة لا بديل لهما من الفوز إن أرادا اللقب أو الاستمرار بالمنافسة، وتعثر أحدهما يضعف آماله، أما تعادلهما فسيبقي الحال على ما هو عليه، الفتوة سيواجه الطليعة في حماة أما جبلة فسيستقبل تشرين على ملعبه.

معركة الهبوط نجدها في ثلاثة ملاعب مع الإشارة إلى أن المجد يغيب هذا الأسبوع عن الدوري، الطليعة أمامه لقاء صعب مع الفتوة، وحطين يستقبل الجيش، والوحدة يواجه الكرامة على ملعب الجلاء، أصعب المباريات تلك التي طرفها الفتوة الذي يعيش أحلام البطولة ويعتبر نقاطها ممراً شرفياً نحو اللقب، أما حطين والوحدة فيواجهان الجيش والكرامة على التوالي، وقد فقد الفريقان كل حافز لذلك سيكون اللقاءان أقل صعوبة عليهما من لقاء الطليعة مع الفتوة.

بشكل عام حساسية المباريات والخشية من الخسارة باتت تفقد الدوري متعته وجماليته، لذلك رأينا انحداراً بالمستوى إلى درجة غير مسبوقة جعلت المراقبين يرفعون الكثير من إشارات الاستفهام حول الأداء غير المقبول؟

والكلام يخص بالدرجة الأولى مباراة الفتوة مع جبلة التي كانت عبارة عن عك كروي ولم نجد فريق الفتوة الذي كان يمني النفس بالفوز يقدّم في المباراة ما يؤهله لنيل نقاطها، ومثله كان جبلة الذي رافق الفتوة في انحداره بالمستوى وبات المراقبون يقولون: إذا كان هذا حال فريقي المقدمة المتنافسين على اللقب فلا عتب على أداء باقي الفرق ومستوى بقية المباريات؟

لذلك نأمل أن يتحسن المستوى في هذه المرحلة، ونعتقد أنه من الصعوبة بمكان أن يفوز الفتوة وجبلة اليوم إن تمسكا بالأداء الذي قدماه الأسبوع الماضي.

مباراة ثأرية

المتصدر الفتوة يحل ضيفاً على الطليعة على ملعب حماة البلدي، والعقبة في المباراة أن ملعبها لم يعد يصلح لمباريات كرة القدم وكل الفرق اشتكت من أرضيته السيئة، وإذا كان أبناء المدينة اعتادوا سيئات الملعب فإن الضيوف قد تواجههم مشكلة في ذلك.

الفتوة بكل الأحوال يتذكر مباراة الذهاب التي خسرها على أرضه بهدفين لهدف، سجل للطليعة عميد بصيلة من جزاء وعدي حسون وسجل هدف الفتوة باسل مصطفى وكان هدف السبق في المباراة، لذلك سيرفع شعار (لا يلدغ المؤمن من جحره مرتين) فمن غير الطبيعي أن يخسر فريق بمستوى الفتوة مرتين من فريق لا يملك إمكانياته ومستوى لاعبيه، مع العلم أن أزرق الدير يعرف أن المباراة إن ضاعت منه ضاع اللقب الذي يحلم به.

الفتوة ذاهب إلى حماة ليضع النقاط على الحروف وليرد اعتباره من خسارته في الذهاب وليبقى على قائمة الفرق أسبوعاً آخر، الفتوة يخسر في هذه المباراة مدربه عمار الشمالي الموقوف ثلاث مباريات وسيتابع فريقه من على المدرجات.

الطليعة صاحب الضيافة في وضع لا يحسد عليه ورغم أنه لم يخسر منذ افتتاح الإياب أمام الوثبة صفر/3 إلا أنه لم يربح، ومبارياته الأربع انتهت إلى التعادل السلبي في مناسبتين والإيجابي 1/1 في مناسبتين غيرهما، وهو يشاطر حطين والمجد والوحدة الأحزان بوقوعهم في منطقة الخطر المباشر، وهذه الفرق عليها أن ترفع شعار ممنوع الخسارة وعليها اقتناص ولو نقطة من هذه الفرق الكبيرة فلعلها تكون المنجية في آخر المطاف.

على الصعيد النظري فإن المباراة غير متكافئة والأوراق التي بحوزة الشمالي أفضل من الأوراق التي يملكها فراس قاشوش مدرب الطليعة مع هوامش احتياطية تعين الفتوة على إدارة المباراة كيفما يشأ، حافز الطليعة وحاجته للنقاط يدفع اللاعبين لتقديم أفضل عرض لهم من باب إثبات الوجود على مبدأ (مافي حدا أحسن من حدا) ولا ننسى أن مدرب الطليعة يريد تقديم نفسه كمدرب قادر على الفوز على المتصدر أو إحراجه على أقل تقدير.

من الطبيعي أن يلعب الطليعة بحذر دفاعي وألا يغامر بفتح الملعب وأن يستعين بأرضه المتصحرة لتوصله إلى أهدافه، وأعتقد أن نقطة التعادل قد ترضي الفريق وهي أحسن بكل الأحوال من الخسارة.

ديربي البحر

على ملعب البعث يستقبل جبلة جاره تشرين العائد من البطولة العربية بعد أن قدّم أداء جيداً أمام الشباب السعودي، عودة تشرين قد يرافقها التعب وخصوصاً التعب النفسي، وما يخشاه عشاق البحارة أن ينخفض مستواه إلى مستوى الدوري، وهم يتمنون أن يقدم عرضاً جيداً كما يقدمه في الملاعب العربية ليثبت فريقه أنه من طينة الكبار وأن الظروف وحدها هي التي أبعدته هذا الموسم عن المنافسة.

بغض النظر عن كل شيء فإن عين جبلة على اللقب تجعله يقدم أفضل ما عنده بعيداً عن حق الجيرة وكرم الضيافة، ودوماً اللقاء بين الفريقين سواء كان في اللاذقية أو جبلة يرتقي إلى لقاء الفرسان لأن كليهما يبحث عن زعامة كرة القدم في الساحل السوري وهو حق مشروع لكلا الفريقين.

باب المقارنة بين الفريقين غير مشروع لأن الفريقين يملكان نخبة من اللاعبين الجيدين ومن الطبيعي أن يرتقي اللاعبون بمثل هذه المواجهات التي يشوبها الكثير من التحدي والمنافسة الساخنة إلى أعلى مستوى، لذلك إن كان هناك فوارق فإنها ستذوب في هذا اللقاء المهم.

في الفريقين نقاط قوة ونقاط ضعف، والمدربان هما الأقدر على اكتشاف الثغرات في صفوف كلهيما لينفذا من خلالها نحو فوز مأمول، جبلة يحتاجه كثيراً لاستمراره في مطاردة الفتوة، وتشرين يبحث عنه من أجل تعويض إخفاقاته السابقة بالتعادل الذي كان سمة الفريق في أغلب مبارياته.

المنطق يقول إن المباراة قد تنتهي إلى التعادل إن لعب الفريقان بمستواهما وقدما كل جهد فيها بتجرد عن كل الحسابات، ومع أفضلية نسبية لجبلة، في لقاء الذهاب انتهى إلى التعادل الإيجابي بهدف لهدف، سجل لجبلة محمد لولو ولتشرين نصوح نكدلي.

وجاء التعادل مع نهاية المباراة منجياً تشرين من الخسارة.

الأمل الأخير

المباراة المهمة الأخرى على صعيد المنافسة ستجمع الوثبة مع أهلي حلب على ملعب الباسل بحمص، هي مباراة الأمل الأخير لاستمرارهما في المنافسة فخسارة أحد الفريقين تعني انسحابه من سباق المنافسة، والتعادل لن يكون مفيداً لهما بالمطلق، أهلي حلب الضيف مدفوع من جمهوره للاستمرار والفوز بهذه المباراة، وسيتعرض للحرج الكبير أمام جمهوره وخصوصاً أن هناك بعض الأصوات التي بدأت حملتها على المدرب ولاعبيه، مشكلة فريق أهلي حلب أنه ما زال يعاني العقم الهجومي وهو أمر تستفيد منه الفرق التي تنتهج الأسلوب الدفاعي، لذلك سيتعذب الضيف كثيراً قبل أن يهز شباك الوثبة.

صاحب الأرض سيقدم لنا مدربه الجديد حسان إبراهيم لنرى ما هو صانع بمباراة كبيرة وخصوصاً أنه نال القسط الجيد من الوقت لعدم لعب الوثبة في المرحلتين السابقتين، بكل الأحوال ومن خلال المقارنة والمتابعة فإن حظوظ الوثبة بالفوز تبدو أفضل إن قدم لاعبوه العرض المفترض بهم، لكن قد يكون التعادل سيد الأحكام إن أخفق لاعبو الوثبة بالتسجيل وهو يذكرنا بمباراة الذهاب التي انتهت بلا أهداف.

المهمة الصعبة

حطين على موعد مع مباراة صعبة بمواجهة الجيش على ملعب الباسل باللاذقية، وهو في المواقع المهددة بالهبوط وفوزه على المجد بالمباراة السابقة رفع معنويات الفريق كثيراً وهو يشق طريقه نحو أماكن النجاة، لذلك لن ينظر لاعبو حطين إلى منافسهم من باب موقعه وتاريخه وإنجازاته وإنما من باب الخطر الذي يداهمهم، لذلك سيبذل اللاعبون كل جهد لنيل نقاط المباراة أو على الأقل التعادل فنقطة اليوم قد تعني الكثير في المراحل القادمة.

مشكلة حطين أن لاعبيه مزاجيون فتارة تراهم فوق كما حدث مع المجد وتارة تراهم تحت كما حدث معهم بالخسارة القاسية على أرضهم مع الكرامة، هذه المزاجية متعلقة بالشحن النفسي والمعنوي والمالي الذي تقدمه الإدارة للاعبيها، فإن كانت الأمور بخير سارت المباراة لمصلحة الحوت.

بالمقابل فإن فريق الجيش اهتزت عروضه ونتائجه في المراحل الأخيرة وأدرك التعادل متأخراً مع الوحدة بعد أن قدم أداء باهتاً وعرضاً لا يليق بالزعيم، فإن استمر الجيش على هذا الحال فسيعود محملاً بأذيال الخسارة والخيبة وإن استيقظ من غفوته فسيكون له شأن في المباراة.

في الذهاب فاز الجيش بثلاثية نظيفة سجلها عمر الترك ومحمد الواكد هدفين وكان الأول من ركلة جزاء.

آخر المباريات

المباراة الخامسة والأخيرة ستقام على ملعب الجلاء بين الوحدة وضيفه الكرامة وهي شبيهة بمباراة حطين مع الجيش، لكون الوحدة مثل حطين عالق في خطر الهبوط، والكرامة يشابه الجيش لأنهما خارج حسابات المقدمة والمؤخرة.

حاجة الوحدة للنقاط تدفعه ليقدم مباراة قوية يبحث فيها عن الفوز وهو قادر على فعل ذلك إن أحسن لاعبوه الأداء، وإن بقوا كما المباريات السابقة دون المستوى بأداء رخو فإن أقدامهم ستزل نحو الخطر الأشد.

الكرامة ليس له بالعير ولا بالنفير، ولكنه يبحث عن اسمه وسمعته في مثل هذه المباريات حتى لا ترفع بحقه إشارات استفهام عريضة، بكل الأحوال ستكون المباراة قوية وصعبة على الفريقين، والوحدة يقترب من ملامسة نقاطها وقد يكون التعادل أقرب للمنطق.

في الذهاب فاز الكرامة بهدف إبراهيم الزين.

Exit mobile version