Site icon صحيفة الوطن

طباع من المغرب للوزراء العرب: نتمنى أن نراكم بدمشق … وزير التربية: من فوائد التحول الرقمي تمكين اللغة العربية لتكون لغة الحوار والنقاش بين الشباب

رأى وزير التربية دارم طباع من خلال ما يحدث اليوم في العالم من حروب ونزاعات وأوبئة وكوارث أن التربية والتعليم هما الوسيلتان الوحيدتان اللتان تستطيعان خلق مستقبل أفضل للبشرية.

وقال الوزير طباع في كلمة له خلال المؤتمر الثالث عشر لوزراء التربية والتعليم العرب الذي عقد في المغرب تحت عنوان مستقبل التعليم في الوطن العربي في عصر التحول الرقمي: إذا كان للتحول الرقمي في قطاع التعليم بعض الفوائد في تتبع تقدم الطلاب بشكل أسرع وأكثر دقة، والتعلم التعاوني، والمناقشات أو المحاضرات التي تركز على المستقبل، وترشيد الوقت والتكلفة، وتحسين التواصل بين المعلم وأولياء الأمور وبين الطلاب وأقرانهم، فإن له على صعيد الوطن العربي فائدة أهم وهي التمكين للغة العربية لتكون لغة أدبية وعلمية للحوار والنقاش بين الشباب، بعد أن أصبح جيل الشباب العربي اليوم من خلال وسائط التواصل الاجتماعي رهينة مصطلحات غريبة ستضيّع انتماءهم وهويتهم وتجعلهم عناصر عامة فعّالة في مجتمع العولمة لا تستطيع ولا ترغب أن تخدم مجتمعاتها.

وأضاف: من المؤسف أن تزخر مراكز البحوث العالمية الرقمية بالعلماء الشباب العرب وإبداعاتهم ومساهماتهم المثمرة في تطوير مستقبل العالم الرقمي، على حين تفتقر بلداننا إلى مؤسسات مفتوحة للعلماء الشباب العرب ليطوّروا مفاهيم استثمارية عربية جديدة في العالم الرقمي تدعم اقتصادات بلادهم وتطور مجتمعاتهم وتحسن حياة أسرهم.

ولفت إلى أن تقرير التنمية البشرية للمنطقة العربية لعام 2022 أشار إلى أن اقتصاد المنطقة انكمش بنحو 4.5 في المئة في عام 2020، حيث شهدت البلدان الهشة والمتأثرة بالصراعات أكبر متوسط للانخفاض بمقدار حوالي 15 في المئة. وعلى الرغم من بعض المؤشرات الإيجابية في نهاية عام 2021، يشير التقرير إلى أنه لم يحدث تعاف خلال عام 2022 نظراً للتحديات التي تواجه المنطقة. وظل النمو الاقتصادي يمثل تحدياً في ظل متوسط معدل نمو بلغ 5.5 في المئة للمنطقة بأكملها، مدفوعاً بشكل أساسي بأداء البلدان المصدرة للنفط.

وتابع قائلا: في عام 2021 ارتفع معدل البطالة إلى 12.6 في منطقة الدول العربية، أي أكثر من ضعف المتوسط العالمي البالغ 6.2 في المئة. وكانت معدلات مشاركة الإناث في القوى العاملة من بين أدنى المعدلات في العالم، حيث بلغت 20.3 في المئة في منطقة الدول العربية في عام 2019. وظل معدل بطالة النساء عند 24 في المئة في منطقة الدول العربية، وهو ما لا يزال يماثل ثلاثة إلى أربعة أضعاف المتوسط العالمي.

ولفت إلى أن المنطقة سجلت أعلى معدل للبطالة بين الشباب (ما بين عمر 15 و24) في العالم أجمع، حيث بلغ 28.6 بالمئة وبين الشابات أيضاً هو الأعلى في العالم إذ بلغ 49.1 في المئة.

وأضاف: ندرك جميعاً أننا في العصر المفاهيمي الحديث قد تجاوزنا عصر المعلومات، ومن يملك المفاهيم الحديثة يملك المال والقوة، ومستقبل العالم حتماً سيكون بين أيدي الشباب المبدعين في ابتكار الحلول الرقمية والمفاهيم الإبداعية، لذلك آمل أن ندرك أهمية تعاوننا ونستثمر مواردنا البشرية بالصورة الأمثل لنستطيع أن ندخل عصر التحول الرقمي من أوسع أبوابه، ونغير من خلال التربية والتعليم ما حاولنا تغييره في القرون الماضية من خلال الحروب والنزاعات.

وتابع قائلا: آن الأوان أن تنتهي العلاقات الاستغلالية بين شعوب الأرض وأن تعيش شعوب على حساب شعوب أخرى، فشباب وأطفال اليوم في كل أنحاء العالم من حقهم أن يحققوا المواطنة العالمية وأن تسود القيم والمفاهيم الإنسانية جميع المجتمعات بعيداً عن أي تطرف أو تعصب، لتأخذ القيم التربوية دورها في المحافظة على قيم المجتمعات المختلفة وأدوارها وأهميتها، ومنها قيم المجتمعات العربية التي شكلتها المؤسسات التربوية وحافظت عليها لتمثل جزءاً مهماً من التراث الإنساني الثقافي اللامادي المتنوع الذي يشكل الإرث الثقافي الأصيل للإنسانية جمعاء.

مضيفاً: لا شك أن الثروات الحقيقية للشعوب هي مواردها البشرية بمهاراتها ومعارفها وتراثها الإنساني الحي وليست ثرواتها الباطنية والطبيعية، وللأسف فهذه الموارد أيضاً بدأت تستنزف وتنضب، فالاستثمار الحقيقي لنا في المستقبل هو في عقول شبابنا المبدع ومهاراته المتنوعة لنكون قادرين على البقاء والمنافسة في عصر التحول الرقمي.

ودعا طباع وزراء التربية والتعليم العرب ومنظمة الإليكسو إلى العمل سريعاً على إصلاح النظم التربوية العربية والتوجه السريع للتحول في التعليم بكل مناحيه وتأمين مؤسسات عربية متطورة لرعاية الشباب وردم الفجوة الكبيرة بين المدرسة وسوق العمل والتركيز على مهارات القرن الحادي والعشرين في التعليم والحياة لنضمن استقرار مواردنا البشرية في أوطانها، ونحافظ على هذه الثروة المهمة التي تتسرب أمام أعيننا.

وختم قائلاً: نتمنى أن نراكم قريباً بدمشق أول عاصمة للعرب، التي اشتاقت لكم كما اشتقتم لها، ومدينة الأبواب السبعة المشرعة لكل المحبين لها، والمحكمة الإغلاق في وجه كل معتد وأثيم.

وعلى هامش أعمال المؤتمر بحث الوزير طباع أمس مع مدير عام التميز في مؤسسة (موهبة) السعودية الدكتور خالد بن محمد الشريف آفاق التعاون المشترك.

وأكد الوزير طباع اهتمام سورية في مجال التميز والإبداع ورعاية الموهوبين عبر عدد من البرامج والأنشطة التعليمية الخاصة بالمتميزين من مختلف الفئات العمرية.

وتم خلال اللقاء تقديم دعوة لسورية للمشاركة مع عدد من الدول العربية في فعالية سنوية تنظمها مؤسسة موهبة، حيث تبدأ في حزيران وتنتهي في أيلول القادم.

يشار إلى أن موهبة هي مؤسسة سعودية تهدف إلى اكتشاف ورعاية المبدعين في المجالات العلمية، والمساهمة في بناء منظومة وأنموذج للموهبة والإبداع محلياً وإقليمياً وعالمياً.

Exit mobile version