Site icon صحيفة الوطن

الأرجنتين على موعد مع بطل جديد لمونديال الشباب … النهائي الثالث للأوروغواي والأول لإيطاليا .. السيليستي والآتزوري في نهائي النسخة الثالثة والعشرين

تختتم الليلة منافسات النسخة الثالثة والعشرين لبطولة كأس العالم للشباب (مونديال 20 عاماً) من خلال مباراتي المركز الثالث التي تجمع منتخبي الكيان الصهيوني وكوريا الجنوبية بداية من الساعة الثامنة والنصف مساءً بتوقيت دمشق وتليها المباراة النهائية عند منتصف الليل وتجمع للمرة الأولى منتخب إيطاليا ممثلاً للقارة الأوروبية ومنتخب الأوروغواي ممثلاً أميركا الجنوبية وكلاهما يطمح لكسب الكأس للمرة الأولى وتقام المباراتان على ملعب سيوداد أو ملعب (مارادونا) في مدينة لابلاتا ويتسع لـ53 ألف متفرج، فالآتزوري الصغير يخوض مباراة التتويج للمرة الأولى في حين السيليستي الشاب يظهر في النهائي للمرة الثالثة، وهي المرة العاشرة التي يجمع النهائي بين فريق من القارة العجوز وآخر من القسم الجنوبي لأميركا، حيث حضر ممثلو أميركا اللاتينية في 16 نهائي سابق بينها ثلاثة نهائيات جمعت فريقين من القارة، ويتطلع الطليان للاحتفاظ باللقب أوروبياً للنسخة الخامسة على التوالي ومعادلة الرقم القياسي لأميركا الجنوبية باللقب الحادي عشر.

قوتان عظيمتان.. بعيدتان

عندما نذكر إيطاليا والأوروغواي على صعيد كرة القدم فلا شك أننا نقف أمام قوتين كرويتين كبيرتين ويكفي التذكير بأنهما أول بطلين للعالم على مستوى مونديال الرجال فالسيليستي بطل النسخة الأولى 1930 ثم توج الآتزوري بلقب النسخة الثانية على أراضيه بعد أربع سنوات وقبلها في أولمبياد 1928 تقابلا في نصف نهائي مسابقة كرة القدم أي أنهما من كبار اللعبة، وتاريخهما في المونديال وكذلك البطولات القارية سواء على مستوى المنتخبات أم الأندية تعتبر من ركائز هذه المسابقات، إلا أنهما متراجعان كثيراً على صعيد الفئات العمرية مونديالياً على الأقل، وإذا كان السيليستي الأورغوياني لامس لقب مونديال الشباب في مناسبتين وبلغ مربع الكبار في ست مناسبات سابقة فإن الآتزوري الإيطالي تأخر كثيراً حتى بلغ نصف النهائي مرتين في النسختين الأخيرتين وها هو يبلغ هذا الدور للمرة الثالثة على التوالي ووحدهما منتخبا الأرجنتين والبرازيل بلغا دور الأربعة في أربع نسخ متتالية.

ورغم أن المنتخبين لم يكونا من أبطال قارتيهما على مستوى الشباب بشكل كبير، إذ سبق للآتزوري التتويج ببطولة أوروبا مرة واحدة عام 2003 في حين توج السيليستي بطلاً لأميركا الجنوبية عام 2017 بعد غياب طويل إلا أنه قد يكون أوانهما قد حان للتتويج باللقب العالمي للشباب للمرة الأولى فهاهما على بعد مواجهة بينهما للظفر بالكأس وقد سجلا نتائج متشابهة حتى بلغا مباراة التتويج وكل منهما يسعى لختام مسيرته بالنتيجة المثالية للفوز حتى لو كانت بالتعادل وركلات الترجيح.

براعم واعدة

كما في كل بطولة من مونديال الصغار يبرز عدد من النجوم ومنهم من يكمل مشواره الناجح ومنهم من يخبو وسط الأضواء ويغرق في عالم النجومية، ولا يختلف الأمر كثيراً في ( الأرجنتين 2023) حيث برز عدد من المواهب التي يمكن أن يكون لها شأن في عالم قطعة الجلد المدور وبالطبع من هؤلاء بعض لاعبي قطبي النهائي الذين يعول عليهم مدربا الفريقين في لقاء الليلة.

ففي الجانب الإيطالي يقود الفريق المدرب كارمين نونزياتا الذي عمل مع منتخبات الفئات الصغيرة منذ 2012 ويحاول إضفاء لمسة هجومية على فريق يمثل قمة الكرة الدفاعية، ولعل أبرز لاعبيه الهداف سيزاري كاسادي الذي ضمن الحذاء الذهبي كهداف للبطولة برصيد 7 أهداف ويطمح للظفر باللقب الذي يمنحه عندها الكرة الذهبية، ومعه سيميوني بافوندي الذي اختاره المدرب مانشيني لتمثيل المنتخب الأول وهناك توماسو بالدانزي الذي سجل هدفين وكان النجم الأول قبل ظهور كاسادي المفاجئ في النهائيات ولا ننسى الحارس ديسبلانيش وماتيو براتي لاعب الوسط ومدافع إنتر ميلان وماتيا زانوتي.

ويقود الأوروغواي مارسيلو برولي المدرب الذي يحاول إضفاء صورة مغايرة للسيليستي وقد وعد بالتأهل إلى المونديال وهناك فعل أكثر مما هو منتظر وبات على موعد مع المجد علماً أنه قاد المنتخب الأول في آذار الماضي كمدرب مؤقت، وأبرز لاعبيه المدافع سباستيان بوسيلي والحارس المتألق راندال رودريغيز وأندرسون دوراتي (3 أهداف) ومعه إيغناسيو سوزا وفاكوندو غونزاليس المحترف في فالنسيا الإسباني ومن الركائز كذلك لاعب جنوى الإيطالي آلان فاتورو وفرانكو غونزاليس الذي سجل هدفين في البطولة.

الطريق إلى النهائي

احتل منتخب الأوروغواي المركز الثاني للمجموعة الخامسة عقب فوزه على المنتخب العراقي الشقيق برباعية نظيفة قبل أن يخسر أمام إنكلترا 2/3 ثم أنهى الدور الأول بالفوز على المنتخب التونسي الشقيق بهدف، وفي دور الـ16 تجاوز منتخب غامبيا بهدف قبل أن يتخطى نظيره الأميركي بهدفين ثم الكيان الصهيوني في نصف النهائي بهدف، وباختصار سجل 5 انتصارات وهزيمة واحدة والأهداف 11/3.

أيضاً احتل المنتخب الإيطالي المركز الثاني في المجموعة الرابعة بعدما تعادل مع البرازيل ونيجيريا بالنقاط (6 نقاط لكل منهم) وبدأ البطولة بفوز على البرازيل 3/2 لكنه سرعان ما خسر أمام نيجيريا بهدفين دون ردّ قبل أن يفوز على الدومينيكان بثلاثة أهداف نظيفة وفي ثمن النهائي قهر نظيره الإنكليزي بهدفين لهدف ثم تخطى الكولومبي 3/1 في ربع النهائي وتجاوز الكوري الجنوبي في نصف النهائي بهدفين لهدف وباختصار فقد سجل 5 انتصارات وهزيمة واحدة والأهداف 14/7.

مشاركات الأوروغواي

كان منتخب الأوروغواي من أوائل المنتخبات التي ظهرت في البطولة فقد شارك في النسخة الأولى في تونس 1977 ويومها احتل المركز الرابع ثم احتل المركز الثالث في النسخة الثانية (اليابان 1979) وخرج من ربع نهائي 1981 و1983 ثم غاب عن النسخ الثلاث التالية وعاد عام 1991 في البرتغالي فغادر من الدور الأول ويومها خسر أمام منتخب سورية بهدف ثم خسر ربع نهائي 1993 وغاب عن 1995 وفي ماليزيا 1997 حقق أفضل إنجازاته ببلوغ النهائي وخسر هناك أمام جاره الأرجنتيني 1/2، ثم حلّ رابعاً في نيجيريا 1999 قبل أن يغيب عن ثلاث نسخ متتالية مرة جديدة وعاد في 2007 ليخرج من ثمن النهائي وكرر الخروج من الدور ذاته في مصر 2009 ومن الدور الأول 2011، وفي 2013 عاد ليبلغ النهائي مرة ثانية وخسر هذه المرة أمام المنتخب الفرنسي بركلات الترجيح 1/4 عقب التعادل السلبي، وخرج من دور الـ16 في نسخة 2015 واحتل المركز الرابع في كوريا الجنوبية 2017 عقب الخسارة بركلات الترجيح أمام إيطاليا 1/4 إثر التعادل من دون أهداف.

وباختصار فقد ظهر في 15 نسخة سابقة وخاض خلالها 79 مباراة فاز في 39 منها وتعادل بـ21 وخسر 19 مباراة والأهداف 107/70.

مشاركات إيطاليا

كذلك ظهر المنتخب الإيطالي منذ النسخة مع فارق أنه لم يكن يوماً من القوى الكبيرة فيها فلم يظهر سوى في سبع نسخ قبل النسخة الحالية ولم يحقق نتائج مهمة قبل المشاركتين الأخيرتين فقد خرج من الدور الأول في تونس 1977 ثم في أستراليا 1981 وفي 1987 تجاوز الدور الأول للمرة الأولى لكنه سقط في ربع النهائي وهو الأمر ذاته الذي تكرر في هولندا عام 2005 ويومها خسر في الدور الأول أمام منتخب سورية بنتيجة 1/2 ثم حدث الأمر ذاته في مصر 2009، وفي نسخة 2017 استطاع تسجيل إنجاز غير مسبوق فبلغ مربع الكبار للمرة الأولى وهناك خسر أمام إنكلترا البطل فيما بعد 1/3 قبل أن يحتل المركز الثالث على حساب الأوروغواي، وفي بولندا عام 2019 كرر الإنجاز ذاته فخسر في نصف النهائي من أوكرانيا (البطل فيما بعد) بهدف ثم خسر مباراة الترتيب أمام الإكوادور بهدف كذلك.

وباختصار هذه النسخة الثامنة التي يشارك بها الآتزوري الصغير في 7 خاض خلالها حتى مباراة نصف نهائي النسخة الحالية 40 مباراة ففاز بـ18 منها وتعادل في 8 مباريات وخسر 14 مرة والأهداف 57/50.

مواجهات سابقة

– تقابل منتخبا إيطاليا والأوروغواي على مستوى الشباب مرتين كانتا في مونديال كوريا الجنوبية ففي الدور الأول فاز السيليستي بهدف رودريغو أمارال ثم جمعتهما مباراة الترتيب على المركز الثالث فتعادلا سلباً قبل أن بفوز الآتزوري بالترجيح 4/1.

– واجه منتخب الأوروغواي المنتخبات الأوروبية في 27 مباراة بالمونديال ففاز في ثلاث عشرة منها وتعادل ست مرات وخسر أربع فقط كانت أمام رومانيا في ربع نهائي 1981 بنتيجة 1/2 وأمام إسبانيا صفر/6 في نسخة 1991 وأمام كرواتيا صفر/1 في نسخة 2013 وأمام إنكلترا في النسخة الحالية 2/3.

– واجه الآتزوري منتخبات أميركا اللاتينية في 12 مناسبة ففاز في أربع منها وتعادل مرتين وخسر ست مباريات والغريب أنه لم يسجل خلال هذه الهزائم أي هدف، وأكثر المواجهات كانت أمام البرازيل بواقع أربع مرات انتهت نصفها للطليان ومثلها للبرازيليين.

– على مستوى الكبار تقابل المنتخبان 12 مرة ففاز الأوروغواي 5 مرات وإيطاليا 3 مرات وتعادلا 4 مرات، والأولى في نصف نهائي أولمبياد أمستردام 1928 وفاز السيليستي 3/2، تعادلا سلباً في مونديال 1970 ثم فاز الآتزوري 2/صفر في ثمن نهائي مونديال 1990 وفاز السيليستي مجدداً بهدف في الدور الأول لمونديال 2014، وتقابلا على المركز الثالث لكأس القارات 2013 فتعادلا 2/2 قبل أن يفوز الإيطالي بالترجيح 3/2.

Exit mobile version