Site icon صحيفة الوطن

ارتفاع استخدام مضادات الاكتئاب والقلق لدى المستوطنين … مسؤولون سابقون يتحدثون عن انهيار «شرطة» الاحتلال ويطالبون بإقالة بن غفير

وجه مسؤولون سابقون في قوات الاحتلال رسالةً غير مسبوقة ضد وزير «الأمن القومي»، إيتمار بن غفير، إلى رئيس الحكومة، طالبوا فيها بإقالته فوراً، في حين تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن زيادة كبيرة في وصف مضادات الاكتئاب ومزيلات القلق بين الإسرائيليين في السنوات الأخيرة بسبب الوضع الجيوسياسي المتوتر.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مفتشين عامين وألوية سابقين رأوا، في رسالة غير مسبوقة ضد وزير «الأمن القومي»، إيتمار بن غفير، إلى رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أن الوزير المتطرف «خطر على أمن إسرائيل، ويجب أن يُقال من منصبه فوراً».

وأشارت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إلى أن 6 مفتشين عامين و42 لواءً سابقين، كتبوا رسالةً مشتركةً إلى نتنياهو، انتقدوا فيها بشدة غير مسبوقة بن غفير، مطالبين بإقالته من منصبه على الفور.

وحسب مراسل شؤون «الشرطة والشاباك والبلديات» في الصحيفة، ألون حكمون، فإن هؤلاء المسؤولين الإسرائيليين حذّروا في رسالتهم من الانهيار المتوقّع لـ«شرطة» إسرائيل.

ومن بين المفتشين العامين السابقين الموقّعين على الرسالة: آساف حيفِتس، دودي كوهِن، يوحنان دانينو، موشِه كرادي ورافي بيلِد وشلومو أهارونيشكي.

وأشار مسؤولو الشرطة السابقون في الرسالة إلى تحذيرهم منذ مدة طويلة من الانهيار المتوقّع للشرطة، حسبما أوردت الصحيفة الإسرائيلية، مضيفين: إن «شرطة» إسرائيل لم تصل إلى الوضع الذي هي عليه اليوم فجأة.

وأضاف المشاركون في الرسالة: «الذي خشينا منه وقع، نرى بعين الحسرة كيف تنهار شرطة إسرائيل أمام أعيننا، وكيف يترك شرطيون وقادة متميزون الشرطة، بوتيرة لم تعرفها سابقاً ».

ونقلت «معاريف» عن هؤلاء المسؤولين قولهم في الرسالة: «لا قيام لإسرائيل من دون شرطة قوية ومستقلة».

ولفتت الرسالة الموجّهة إلى رئيس وزراء كيان الاحتلال إلى عدم استعداد «الشرطة الإسرائيلية للتهديد الماثل أمامها منذ عملية حارس الأسوار»، كما سموها، في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، أي معركة «سيف القدس» التي دارت بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في أيار 2021، وانتصرت فيها المقاومة.

وقدّر المسؤولون الإسرائيليون السابقون أن الشرطة غير قادرة اليوم على التعامل مع حارس أسوار 2، أو مع أي تحدٍّ بحجم وطني، بدءاً من اجتثاث موجة العنف والجريمة، ومع موجة إرهاب داخلي»، على حد تعبيرهم، وصولاً إلى «الدفاع ومعالجة شؤون الجبهة الداخلية في السيناريوهات القائمة لهجوم من خارج الحدود.

وزعم مسؤولو الشرطة السابقون أنهم يمتلكون «مقترحات حل»، مع إبداء «أسفهم» لعدم إمكان عرضها على الوزير المسؤول عن «الأمن الداخلي»، أي عضو «الكنيست» إيتمار بن غفير، باعتباره «جزءاً مركزياً من المشكلة».

وذكر المسؤولون في رسالتهم، وفقاً للصحيفة، أنهم يدركون التعقيدات السياسية أمام نتنياهو في نقل بن غفير من منصبه إلى منصب آخر، ومع هذا طلبوا تقديم علاج لأمراض الشرطة في المرحلة الأولى: «يجب إبعاده عن وزارة الأمن القومي فوراً، وكلما كان الأمر أسرع، كان أفضل».

وأول من أمس الجمعة، أعلن قائد «شرطة» الاحتلال السابق، شلومو أهرونيسكي، في حديث لـ«القناة الـ13» الإسرائيلية أن «الشرطة الإسرائيلية في انهيار تام»، داعياً رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى إقالة وزير «الأمن القومي» إيتمار بن غفير، قبل أن يزداد الوضع سوءاً.

وسبق أن نقلت قناة «كان» الإسرائيلية تحذيرات أصدرتها أيضاً «شعبة قسم العمليات» في شرطة الاحتلال، تتطرق إلى الخشية من اندلاع هبّة جديدة لفلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948، مُشابهة للهبّة التي حدثت في أثناء معركة «سيف القدس» عام 2021.

وخلال احتدام الاحتجاجات في آذار الماضي بعث 5 مفوضي شرطة سابقين و33 من كبار مسؤولي الشرطة السابقين رسالة إلى نتنياهو ضد سياسة بن غفير وتعليماته بهدم المنازل الفلسطينية في القدس المحتلة، محذرين من أنها ستفجّر «انتفاضة ثالثة».

على خطٍّ موازٍ، تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية، في تقرير، عن زيادة حادة في استخدام مضادات الاكتئاب ومزيلات القلق لدى المستوطنين الإسرائيليين.

وحسب موقع «أي 24 نيوز» الإسرائيلي، فإن القلق زاد بشأن الوضع الجيوسياسي المتوتر، ومستقبل إسرائيل السياسي والاقتصادي وضغط ما بعد وباء كورونا، ما أدى إلى زيادة كبيرة في وصف مضادات الاكتئاب ومزيلات القلق بين الإسرائيليين في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبعض المهنيين والصحيين الإسرائيليين، فإن واحداً من كل 3 إسرائيليين، معظمهم من النساء، يعاني نوبة هلع بانتظام، مشيراً إلى أن الرقم على الأرجح أعلى من ذلك بكثير.

وسبق أن تحدث الإعلام الإسرائيلي عن زيادة كبيرة طرأت على عدد من المستوطنين الإسرائيليين الذين يحتاجون إلى علاجٍ نفسي، بسبب الأحداث الأمنية المتوترة والعمليات الفدائية الفلسطينية المتصاعدة في الآونة الأخيرة في كيان الاحتلال.

وبعد «عملية ثأر الأحرار»، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن مراكز الحماية النفسية التابعة للاحتلال الإسرائيلي سجلت ارتفاعاً حاداً في عدد الذين يطلبون مساعدة نفسية، إذ سادت حالة من الرعب والهلع في صفوف المستوطنين حينها خوفاً من صواريخ المقاومة.

Exit mobile version