Site icon صحيفة الوطن

نهائي دوري أمم أوروبا بنسختها الثالثة 2022/2023 … مباراة ترضية للطواحين والآتزوري على المركز الثالث … اللقب الأول بين اللاروخا المتوهج والناري المتقد

تختتم اليوم منافسات النسخة الثالثة لدوري الأمم الأوروبية على الأراضي الهولندية بمباراتي الترتيب والنهائي، ففي الساعة الرابعة عصراً يلتقي الخاسران في نصف النهائي منتخب هولندا صاحب الضيافة وضيفه الإيطالي وذلك على ملعب غروليتش فيتسه بمدينة أنشكيدة بحثاً عن مركز شرفي وفوز معنوي لحفظ ماء الوجه قبل الدخول في جولتين قادمتين عل مستوى تصفيات يورو 2024، ويقود هذه المباراة الحكم السويدي غلين نايبرغ.

وفي التاسعة وخمس وأربعين دقيقة يشهد ملعب دي كويب النهائي الذي يجمع اللاروخا الإسباني الذي يخوض مباراة التتويج للمرة الثانية على التوالي مع الناري الكرواتي الطامح لدخول التاريخ بلقب أول على مستوى القارة العجوز على كل الصعد والمستويات بعدما بلغ نهائي بطولة قارية للمرة الأولى بتاريخه القصير ويقود النهائي الحكم الألماني فيلكس زويار، وكانت مباراتا نصف النهائي شهدتا فوز كرواتيا على هولندا 4/2 بعد وقتين إضافيين على حين خطفت إسبانيا فوزاً متأخراً من إيطاليا بعد مباراتين مثيرتين، علماً أن المنتخب البرتغالي توج بالنسخة الأولى وكان يومها بطلاً للقارة العجوز في حين انتزع الفرنسي لقب النسخة الثانية وكان يومها بطلاً للعالم.

ملخص شبه النهائي

تصدرت المنتخبات الأربعة مجموعاتها بالدور الأول مع فارق أن المنتخب الهولندي وحده لم يخسر أي مباراة من المباريات الست، وفي نصف النهائي التقى نظيره الكرواتي على ملعب دي كويب في روتردام وبعد مباراة غريبة فاز الأخير 4/2، ففي البداية تقدم الهولنديون عبر مالين (34) وقلب الكراوت النتيجة بهدفين سجلهما أندريه كراماريتش من ركلة جزاء وماريو بازاليتش (55 و72)، وفي وقت كان يستعد رفاق مودريتش للاحتفال أنعش نوا لانغ آمال بلاده بالتعادل في الدقيقة 90+6 لتمتد المواجهة إلى وقتين إضافيين فتقدم بيتكوفيتش مجدداً للكروات (98) وقضى لوكا مودريتش بنفسه على أحلام الطواحين بالعودة بهدف رابع من علامة الجزاء في الدقيقة 116.

على المقلب الآخر وفي اليوم التالي وفي ملعب غروليتش بمدينة أنشكيدة بكّر الإسبان بالتسجيل عبر يريمي بينو الذي سجل هدفه الرسمي الأول في الدقيقة الثالثة لكن ردّ الطليان جاء سريعاً من المخضرم شيرو إيموبيلي في الدقيقة 11 عن طريق ركلة جزاء، واستمرت النتيجة حتى الدقيقة الأخيرة رغم أفضلية اللاروخا ومحاولات الآتزوري القليلة (الخطيرة) وتجهز الفريقان لخوض الوقت الإضافي لكن المخضرم خوسيلو خطف هدفاً وضع اللاروخا في النهائي.

لقب أول

قبل أحد عشر عاماً توج اللاروخا باللقب الكبير الثالث بتاريخه من خلال يورو 2012 عندما هزم الآتزوري بالنهائي برباعية نظيفة ورغم أنه كرّس اسم بلاده بين كبار القارة والعالم إلا أنه أخفق بالتتويج بأي لقب جديد خلال هذه الفترة، فعلى مستوى المونديال خسر لقبه بشكل مبكر بالخروج من الدور الأول 2014 وغادر من الدور الثاني في 2018 وهو ما تكرر في النسخة الفائتة 2022، وقارياً فقد ذاك اللقب 2012 في فرنسا بعد أربع سنوات من الدور الثاني قبل أن يخسر نصف النهائي في النسخة الأخيرة قبل عامين.

وعلى صعيد دوري الأمم حل اللاروخا ثانياً في مجموعته بالنسخة الأولى خلف إنكلترا وأمام كرواتيا، ونجح في الثانية بتجاوز المانشافت الألماني والناتي السويسري والأصفر الأوكراني بالمجموعة الرابعة وتخطى المنتخب الإيطالي في نصف النهائي وكان قريباً من التتويج باللقب بعدما تقدم على الديك الفرنسي في النهائي لكنه خسر في الدقائق الأخيرة، وهاهو على أبواب اللقب الأول في البطولة بعدما أصبح أول فريق يبلغ النهائي مرتين، وبنظرة أولى نجد أن الفريق الذي يقوده المدرب ديلا فونتي قادر على الظفر باللقب الأول حسب العرض الذي قدمه أمام الآتزوري يوم الخميس الفائت وبوجود لاعبين أمثال جافي ونافاس ورودري ومورينو ورودريغو وألبا وبالرغم من بعض الغيابات التي تبدو مؤثرة مثل بيدري، فالمدرب الخبير بالفئات السنية حاول إيجاد توليفة من الشباب والمخضرمين ورغم بعض التشكيك عقب الهزيمة أمام اسكتلندا في تصفيات يورو 2024 إلا أن ما أظهره الفريق يوم الخميس الفائت وضع اللاروخا في المقدمة، ويأمل ديلا فونتي من لاعبيه مواصلة العرض ذاته الليلة.

خبرة داليتش

وإذا كان المدرب الإسباني أكبر من مدرب كرواتيا زلاتكو داليتش بخمس سنوات إلا أن الأخير يمتلك خبرة أكبر على مستوى الكبار وهو الذي أشرف على الفريق الناري في 7 سنوات أخيرة أي إنه قاده في حقبة ذهبية هي الأفضل بتاريخه حيث نجح معه ببلوغ مربع الكبار في المونديالين الأخيرين (ثاني 2018 وثالث 2022) وها هو على بعد خطوة من كأس دوري الأمم، ومازال القائد لوكا مودريتش يشكل رمانة الميزان في الفريق الناري رغم تقدمه بالعمر فقد أثبت أنه الدينامو المشغل للفريق وخاصة في المونديال وهو ما أكده في مباراة نصف النهائي ومعه برزوفيتش ويتكوفيتش وبازاليتش وبيريسيتش وكوفاسيتش، وقدم الفريق مباراة كبيرة تفوق خلالها على طواحين هولندا، على الرغم من هزيمته الأخيرة أمام اللاروخا قبل عامين بنتيجة 3/5 إلا أن الأمور تبدأ من نقطة الصفر عندما تنطلق مواجهة الليلة وخاصة أن رفاق مودريتش أكثر خبرة بالمجمل من لاعبي اللاروخا، وعلى الرغم من أن دفاعه ليس بقوة الدفاع الإيطالي لكنه يلعب بطريقة تكتيكية رائعة بمحاولة السيطرة على وسط الملعب والدفاع من خط المقدمة.

مواجهات سابقة

– 9 مباريات جمعت إسبانيا مع كرواتيا والغلبة للأول بواقع خمسة انتصارات مقابل 3 انتصارات للثاني وتعادل وحيد والأهداف 20/12، ومنها 5 مواجهات رسمية انتهت 6 منها للإسباني ومرتين للكرواتي، وتقابل المنتخبان في آخر ثلاث نسخ من بطولة يورو ففاز اللاروخا بهدف ضمن الدور الأول 2012 وردّ الناري بنتيجة 2/1 في الدور ذاته لبطولة 2016، وقدم الفريقان مباراة للذكرى في ثمن نهائي 2020 وانتهت إسبانية 5/3، أما المباراتان الأخيرتان فكانتا ضمن دوري الأمم بنسختها الأولى ففاز اللاروخا بنتيجة كاسحة ذهاباً في مدينة إلشي بسداسية نظيفة وفاز الناري في زغرب إياباً بنتيجة 3/2.

– تقابل منتخبا إيطاليا وهولندا 23 مرة منذ عام 1920 يوم تعادلا ودياً 1/1 في مدينة جنوى والغلبة للآتزوري بواقع 10 انتصارات مقابل 3 انتصارات للطواحين وكلها بالمناسبات الرسمية وتعادلا 10 مرات والأهداف 30/22، وعلى الصعيد الرسمي تقابلا 7 مرات ففاز الآتزوري مرتين وتعادلا مثلهما وفاز البرتقالي 3 مرات، والمواجهة الأشهر قارياً كان في نصف نهائي يورو 2000 وانتهت بالتعادل السلبي قبل أن يفوز الإيطالي بركلات الترجيح 3/1، وتقابلا مرة ثانية بالدور الأول ليورو 2008 ويومها فاز الطواحين 3/صفر، وفي المونديال فاز الهولندي في الطريق لنهائي مونديال 1978 بهدفين لهدف، وفي دوري الأمم جمعتهما النسخة الثانية بدور المجموعات فتعادلا 1/1 في برغامو بعدما فاز الآتزوري بأمستردام 1/صفر.

تاريخ الناري

بعد ثلاثة وثلاثين عاماً على فك الارتباط مع يوغسلافيا أصبح منتخب كرواتيا أفضل من فريق الإمبراطورية اليوغسلافية الأم وكل توابعها لكنه مازال يبحث عن لقبه الأول على مستوى الكبار وها هي الفرصة تسنح أمام الفريق الناري للصعود إلى منصة التتويج عندما يخوض نهائي دوري الأمم الأوروبية للمرة الأولى، وكان الفريق الناري اقترب من تحقيق إنجاز عالمي من خلال بلوغه مربع الكبار في بطولة كأس العالم ثلاث مرات.

الأولى كانت في المشاركة الأولى بمونديال فرنسا عندما فاز على رومانيا وألمانيا في ثمن وربع النهائي وفي نصف النهائي خسر بصعوبة أمام المضيف الفرنسي 1/2 لكنه عاد وفاز بالنتيجة ذاتها في مباراة الترتيب، وفي 2018 تجاوز الدانمارك وروسيا بركلات الترجيح قبل أن يهزم إنكلترا في التمديد في الطريق إلى النهائي حيث خسر هناك 2/4 أمام فرنسا، وفي 2022 أبعد اليابان والبرازيل بالترجيح قبل أن يسقط في نصف النهائي أمام الأرجنتيني بالثلاثة لكنه عاد واحتل المركز الثالث على حساب المغرب.

تاريخ اللاروخا

على العكس تماماً فالمنتخب الإسباني من كبار القارة الأوروبية فقد توج بلقب بطولتها الرئيسية عام 1964 على حساب البطل السوفييتي في النهائي وعاد بعد 20 عاماً ليخسر النهائي أمام فرنسا في باريس وغاب مجدداً حتى 2008 عندما استعاد التاج في النمسا وسويسرا على حساب المانشافت الألماني في النهائي وأصبح أول من يحتفظ باللقب بعدها بأربعة أعوام في أوكرانيا وبولندا على حساب الآتزوري.

أما في المونديال فحكايته أقل شغفاً على الرغم من أنه شارك في النهائيات منذ النسخة الثانية فاكتفى ببلوغ مربع الكبار في نسخة 1950 ويومها أنهى البطولة رابعاً، ورغم المشاركات الكثيرة في المونديال إلا أنه لم يبلغ هذا الإنجاز سوى مرة ثانية كانت 2010 ويومها توج بلقبه اليتيم على حساب هولندا في النهائي وقد أبعد في طريقه البرتغال والباراغواي وألمانيا، يذكر أن إسبانيا نالت ذهبية الألعاب الأولمبية عام 1992 وبطولة العالم للشباب 1999 وتوجت بطلة للقارة العجوز على مستوى الصغار أكثر من مرة (5 ألقاب لمنتخب 21 عاماً، و8 ألقاب لمنتخب 19 عاماً، ولقب لمنتخب 18 عاماً، و3 ألقاب لمنتخب 17 عاماً).

تعويض شرفي

عندما يلتقي منتخبا إيطاليا وهولندا من أجل المركز الثالث فهما يبحثان عن فوز معنوي لا أكثر وربما يكون للمدربين هدف خاص من ورائه، ففريق الطواحين الذي خسر للمرة الأولى في المسابقة بعد 10 مباريات يدرك مدربه كويمان أن خسارة جديدة قد تطيح به من منصبه العائد إليه حديثاً، وقد اشتكى من تعب بعض لاعبيه بطريقة غير مباشرة لكنه أكد أنه سيشرك اللاعبين الجاهزين بدنياً ونفسياً في لقاء اليوم، وأعلن أنه لن يذهب إلى الملعب للنزهة بالطبع.

وبالمقابل اقتنع مانشيني أن الخسارة من إسبانيا ورغم أنها جاءت متأخرة لكنها مستحقة بالنهاية وحمّل نفسه مسؤوليتها على اعتبار أنه حاول مجاراة لاعبي إسبانيا فغير من خطته لكنه أخفق بذلك واعداً بتقديم الأفضل أمام أصحاب الأرض ومن المؤكد أنه يريد وداع الموسم بطريقة مثالية قبل العودة إلى التصفيات الأوروبية بعد أقل من ثلاثة أشهر، ويطمح مانشيني لتكرار ما فعله في النسخة الثانية عندما احتل المركز الثالث على حساب نظيره البلجيكي يومها.

Exit mobile version