لا تزال أزمة النقل العام على معظم خطوط محافظة طرطوس مستمرة وترخي بظلالها السوداء على المواطنين ومن بينهم العاملون في الدولة الذين يعيشون معاناة كبيرة مادياً ونفسياً نتيجة هذه الأزمة التي خففت منها قليلاً أجهزة التتبع لكنها لم تنهها أبداً ولاسيما أن مستخدمي النقل العام يزداد عددهم بعد الارتفاعات الكبيرة لسعر مادة البنزين وبالتالي عدم قدرة الكثير من أصحاب السيارات الخاصة الذين لديهم أعمال في مدينة طرطوس على الذهاب والإياب اليومي بسياراتهم واضطرارهم لاستخدام وسائط النقل العامة.
ويقول المحامي زينون عيد من سكان مدينة صافيتا في شكوى لـ«الوطن» باسمه وباسم الكثير من أبناء منطقة صافيتا الذين يستخدمون وسائل النقل العام في ذهابهم لمدينة طرطوس وعودتهم منها:يعاني ركاب خط طرطوس صافيتا- طرطوس وبالعكس من أزمة خانقة تتمثل بازدحام شديد وتدافع وحمولة زائدة.. إنه مشهد يومي مكرر وحجة السائقين عدم توافر مادة المازوت رغم تركيب أجهزة GPS حيث لم تحل الأزمة بل زادت البلبلة علما أن الخط مخدم بما يزيد على 160 سيارة مسجلة بمديرية النقل.
وأضاف: منطقياً لو يتم تسيير 10 سيارات كل ساعة بمقدار رحلة واحدة ذهاباً وإياباً لكل سيارة لبقي الخط مخدماً بأريحية لمدة تقرب من 16 ساعة باليوم أما الواقع فمزر وبين شرطة مركز الانطلاق ومراقب الخط والسائقين العاملين عليه احتار المواطن ماذا يفعل ويتساءل إلى متى ستستمر هذه الأزمة؟
بدوره عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في مجلس المحافظة آصف حسن قال: مشكلة السير بين طرطوس وصافيتا أنها باتجاه واحد بمعنى ذروة صباحية بصافيتا وذروة ظهيرة بطرطوس، كل المكروباصات تنقل صباحا ركاب صافيتا باتجاه طرطوس مع الاعتماد على باصات إضافية من خط صافيتا دمشق وحمص لنقل كل الركاب، ولكن لا أحد يعود من طرطوس بعدها إلى صافيتا من دون ركاب.. والعكس صحيح الأزمة من طرطوس باتجاه صافيتا ظهراً وبعد تفعيل GPS أصبح يتعذر الاعتماد على سرافيس من خطوط أخرى في حالات الذروة وبالتالي نتواصل مع شركة GPS حول إمكانية إسناد مسار إضافي للسرفيس في حالات كهذه.. ونفكر بقفل الخط من كراج طرطوس إلى كراج صافيتا ولكن قد تحدث مشكلة أخرى يبقى الركاب في وسط الخط ينتظرون لأن السرفيس يأتي ممتلئاً من صافيتا إلى طرطوس وخاصة طلاب خربة المعزة ولا تشريع بنقل خط سرفيس قسرياً إلى خط آخر. وسائقو سرافيس صافيتا المقيمون في طرطوس لا يذهبون فارغين صباحاً لإنزال ركاب صافيتا….
ويضيف: بالمختصر لدينا معاناة من ذلك والإجراءات التي سنقوم بها هي رسم مسار إضافي آخر وهذا مرهون بتقنية GPS إضافة إلى المناوبة المسائية علماً بأننا نقبل أي طلب بالنقل إلى خط طرطوس صافيتا… هذا هو الواقع عدد ركاب زائد بحكم الكثافة وعدد سرافيس غير كاف نسبيا وسقف محروقات محدد.. وكما تعلمون كل خطوط المحافظة بها نقص سرافيس.. وأسطول قديم وغير محدث منذ عشرين عاماً رغم ازدياد عدد السكان وأسباب أخرى كثيرة كلها تسهم في الأزمة.. إننا نقوم بضبط كمية المحروقات والزام السرافيس بالعمل كل على خط سيره الأساسي لكن ماذا نستطيع عمله إذا كان هناك نقص بعدد السرافيس؟