Site icon صحيفة الوطن

في الحديث عن خطوط الكهرباء الذهبية.. الخاسر الأكبر: الفنادق.. والرابح الأكبر: المولات وعيادات ومشافي التجميل!!

على الرغم من كل محاولات وزارة الكهرباء الاستفادة من فواتير الخطوط الذهبية التي توفر الطاقة على مدار الساعة، إلا أنه حتى في هذه الميزة الضرورية، تبين وجود تباين في الفواتير ما بين منشأة وأخرى الأمر الذي يثير الكثير من الاستغراب وخاصة في القطاع السياحي الذي بات يطرح السؤال الأصعب: هل هناك حرب على قطاع السياحة وهل المطلوب إغلاق المنشآت السياحية وهجرة كوادرها؟

والسؤال مشروع، فتكلفة الطاقة وسطياً على الفنادق تتراوح ما بين 50 إلى 60 بالمئة من إجمالي إيرادات الغرفة وتصل ببعض الفنادق إلى ما يقرب من الـ 70 بالمئة وما تبقى من إيراد يُوزع ما بين يد عاملة ومستلزمات الغرف وربح إن وجد، حيث تسدد الفنادق 995 ليرة سورية لكل كيلوواط من خلال الخطوط الذهبية الأمر الذي تعتبره وزارة الكهرباء بمثابة تعويض عن الدعم الذي تقدمه للفئات المدعومة ويقلل من خسائرها التي تقدر بمئات المليارات من الليرات.

والمصيبة لا تكمن هنا، فالوزارة التي تبحث وتتحدث عن «تعويض» و«سد عجز» تبيع خدمة الخط الذهبي نفسها للمشافي الخاصة والمولات التجارية لكن بسعر 520 ليرة سورية للكيلوواط الواحد!! علماً أن من بين المشافي من هو تجاري بحت! أي لا يقوم بعمليات جراحية ذات طابع إسعافي بل فقط ما يسمى عمليات باردة (تجميل وسواه) وكذلك المولات التجارية التي تحقق أرباحاً بالمليارات ولا تتحمل أي تكاليف لكونها تؤجر محالها للمستثمرين وتجني أرباحاً هائلة وعدد موظفيها قليل جداً خلافاً للفنادق والقطاع السياحي الذي يوظف المئات وفي المواسم الآلاف ولديه تكاليف باهظة من صيانة وتجديد.

والسؤال أو الأسئلة التي يطرحها القطاع السياحي: لماذا هو فقط المستهدف والمعني بتسديد الفاتورة الأكبر؟ ولماذا لا يكون هناك عدالة في الفواتير علماً أن تكاليفه هي الأضخم وهو من يشغل أكبر عدد من اليد العاملة من بين كل القطاعات المشمولة بخدمة الخط الذهبي؟

ولماذا لا يكون هناك سعر وسطي موحد لكل القطاعات من دون أن يكون هناك «خيار وفقوس» وأسعار مختلفة للخدمة ذاتها؟

والسؤال الأخير: هل تعلم وزارة الكهرباء تكلفة الليلة الواحدة بأحد المشافي الخاصة وقارنتها بتكلفة ليلة واحدة بأحد الفنادق ذي النجوم الخمس؟ مع الإدراك المسبق لفارق التجهيزات وتكلفتها؟ لكن ألا ترى وزارة الكهرباء أن اللا عدالة هذه يمكن لها في أي لحظة إعلان الموت السريري للقطاع السياحي وتخرجه عن الخدمة في عموم سورية؟

الجواب عند القائمين على وزارة الكهرباء، وإذا كان لا جواب لديهم ربما يكون هناك تبرير أو شرح عن سبب أو أسباب هذا الظلم الذي يتعرض له قطاع تراهن عليه سورية لاستعادة عافيتها واستقطاب القطع الأجنبي الذي طال انتظاره.

Exit mobile version