Site icon صحيفة الوطن

بعيداً عن (الصراخ)

عندما تسوء النتائج (يحلو الكلام) في معظم أنحاء العالم، فنسمع ونقرأ تحليلات منطقية تفنّد الخسارة أو تراجع الأداء، ونلمس وبكل وضوح خطوات عملية للنهوض من المأزق وتصحيح المسار، وبوادر حلول قابلة للتنفيذ إلا عندنا، فالمشهد من لون واحد، وبتعبير أكثر وضوحاً، عندما تسوء النتائج يتحوّل الإعلام إلى صراخ، يقسم الجمهور إلى فريقين متخاصمين، فتتسع دائرة المعاناة، ولا يسمع أي طرف وجهة نظر الطرف الآخر!

قلتها مرات في هذا المنبر، الإعلام أخطر ما في كرة القدم السورية، وهو الحلقة الأكثر تخلفاً في هذه الأيام، ويتحمّل الجزء الأكبر من مسؤولية تدهور الكرة السورية.

منتخبنا الأول، الذي نمنّي النفس به أن ينافس على لقب كأس آسيا مطلع العام القادم، من الصعب عليه أن يفوز على أي منتخب، ولن يفوز على أي منتخب من المنتخبات المتأهلة إلى النهائيات إذا لم تحدث ثورة حقيقية تنفض عنه كل الغبار العالق منذ عقود!

منتخب لا أحد فيه يعرف ما المسؤولية، ولا أحد فيه يحترم شغفنا به، ولهاثنا خلفه، ويخرج من أي خسارة وكأنه كان في حصّة تدريبية، فلا مدرب يعتذر، ولا لاعب يعبّر عن أسفه، ولا مسؤول تهتزّ في جفنه شعرة، ويتراجع عدة مراكز على لائحة تصنيف الفيفا، وننشر خبر تراجعه وكأن الخبر يخصّ منتخب الصومال!

إمّا أن شغفنا بكرة القدم أصابه القحط، ولم نعد نبالي بأي شيء، وإما أننا تجاوزنا حافة اليأس، وأصبحنا نعيش كلّ اليأس، أو ربما أنهما الأمران معاً، والسؤال: إلى أين نمضي، وإلى متى سنبقى نضحك على أنفسنا ونقول إنّنا قادرون على العودة في الوقت المناسب؟

الكرة السورية تنهار من قواعدها إلى رأس هرمها، ولا أحد يهتمّ، أو كأنّها لقيطة لا تعني أحداً!
وهناك، تحت قبّة الفيحاء، يتقاذفون التهم، وكل شخص همّه أن يرفع المسؤولية عن نفسه لا أن يعمل لخير كرة القدم السورية، والقادم أكثر سواداً كما تقول المؤشرات حتى هذه اللحظة.

Exit mobile version