Site icon صحيفة الوطن

رام الله حذرت من تجاهل الاعتداءات على المقدسات.. و«سرايا القدس» أسقطت مسيّرة إسرائيلية.. الاحتلال يعلن عن مخطط استيطاني في الجليل.. ومستوطنوه يجددون اقتحام «الأقصى»

بينما أعلنت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» إسقاط طائرة مسيرة للاحتلال الإسرائيلي والسيطرة عليها في جنين بالضفة الغربية، حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من تجاهل المجتمع الدولي لاتساع اقتحامات المستوطنين للأراضي الفلسطينية، في وقت جدد العشرات من المستوطنين تدنيس المسجد الأقصى المبارك.

وفي بيان لها أكدت «سرايا القدس – كتيبة جنين» أمس، أنّ مقاوميها ومقاتلي «كتائب شهداء الأقصى» التابعة لحركة «فتح» تمكنوا من إسقاط طائرة مسيرة تابعة للاحتلال الإسرائيلي، والسيطرة عليها، بعد استهدافها فجراً في سماء جنين، شمال الضفة الغربية.

وقالت الكتيبة في البيان، إنها «استهدفت مسيّرة إسرائيلية بصليات من الرصاص وتمكنت من إسقاطها والسيطرة عليها».

بدورها ذكرت وكالة «سبوتنيك» أن وسائل إعلام فلسطينية نشرت مقاطع مصورة للطائرة التي تم إسقاطها تظهر الطائرة وهي تحترق جراء إطلاق النار عليها.

وفي العشرين من حزيران الماضي، نشرت وسائل إعلام مشاهد لتصدي «سرايا القدس – كتيبة جنين» لقوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال معركة «بأس الأحرار»، وذلك بعد وقوع الجيش الإسرائيلي في كمين محكَم في جنين، تمّ خلاله تفجير عبوات ناسفة، والاشتباك مع قوات الاحتلال، الأمر الذي أدى إلى إصابة 7 من جنود الاحتلال حسب وسائل إعلام إسرائيلية.

في الغضون، اقتحم عشرات المستوطنين صباح أمس باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال، وذلك في أعقاب اعتداءات خطيرة نفّذتها سلطات الاحتلال خلال أيام عيد الأضحى.

وحسب وكالة «شهاب» الإخبارية الفلسطينية، قام المستوطنون بجولات استفزازية وأدوا طقوسا «تلمودية» في ساحات الأقصى، تزامنا مع نشر قوات الاحتلال عناصر لتأمين اقتحامات المستوطنين.

في سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فلسطينيين اثنين من بلدة بيت إجزا شمال غرب القدس.

وذكرت مصادر محلية حسب وكالة «وفا»، أن قوات الاحتلال اعتقلت كلاً من: عدنان وعلي أبو كافية، بعد أن داهمت منزليهما، وفتشتهما.

وفي مدينة الخليل بالضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال أمس فلسطينياً بعد أن داهمت منزله وفتشته، وفق ما ذكرت مصادر أمنية لـ«وفا».

ومع اتساع عمليات الاقتحام التي تقوم بها قوات الاحتلال ومستوطنوه، حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من تجاهل المجتمع الدولي للاقتحامات ولا سيما تلك التي تجري في المسجد الأقصى.

وفي بيان لها أوردته «وفا»، أدانت الوزارة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك يومياً بإشراف وتنظيم وحماية قوات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية التي تتفاخر على شبكات التواصل الاجتماعي بمخططاتها التي تستهدف المسجد وبناء «الهيكل» المزعوم مكانه، وأداء طقوس «تلمودية» في باحاته.

وجاء في بيان الخارجية الفلسطينية أنها «إذ تنظر بخطورة بالغة إلى استمرار الاقتحامات اليومية المتواصلة للمسجد الأقصى، فإنها تعتبرها تصعيداً خطيراً لتكريس تقسيمه الزماني تمهيداً لتقسيمه مكانياً، إن لم يكن محاولة فرض السيطرة الإسرائيلية الكاملة عليه وهدمه وبناء الهيكل المزعوم مكانه».

واعتبرت الوزارة هذا التصعيد جزءاً لا يتجزأ من عمليات تهويد القدس، وحلقة من حلقات ضمها لكيان الاحتلال وتغيير معالمها وموقعها القانوني والتاريخي والديموغرافي، وفصلها تماماً عن محيطها الفلسطيني، وامتداداً لحرب الاحتلال المفتوحة على المقدسات المسيحية والإسلامية والمقابر والأماكن الأثرية والتاريخية والحضارية في المدينة المقدسة.

ورأت الخارجية الفلسطينية أن هذا التصعيد يندرج ضمن سياسة إسرائيلية رسمية تهدف إلى حسم مستقبل المدينة المقدسة من جانب واحد وبقوة الاحتلال، ولمصلحة أطماعه الاستعمارية التوسعية، بما يؤدي إلى وأد أي فرصة لتجسيد دولة فلسطين على الأرض بعاصمتها القدس الشرقية.

وأكدت الوزارة أن حكومات الاحتلال المتعاقبة ماضية في تنفيذ محاولاتها الرامية إلى إخراج القدس من دائرة المفاوضات النهائية كمدخل لتخريب فرصة تجسيد الدولة الفلسطينية واستبدالها بمفاهيم «الصراع الديني»، لإخفاء حقيقة وجود الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين.

وحملت الخارجية الفلسطينية حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة والمباشرة عن الاقتحامات والممارسات الاستفزازية للمستوطنين، وحذرت من مخاطرها على ساحة الصراع، ومن مغبة التعامل مع تلك الاقتحامات كأمر واقع مفروض بقوة الاحتلال بات اعتياديا، لأنه يتكرر كل يوم، ولا تستدعي وقفة دولية جادة لإجبار كيان الاحتلال على وقفها، خاصة في ظل الانشغال العالمي باعتداءات «ميليشيا» المستوطنين الإرهابية على المواطنين الفلسطينيين.

وطالبت الوزارة المجتمع الدولي والإدارة الأميركية والأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة وفي مقدمتها «اليونسكو» بسرعة التدخل لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على القدس ومقدساتها، ووقف هذا «الزحف التهويدي التدريجي» للمسجد الأقصى المبارك قبل فوات الأوان، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني عامة وللقدس ومقدساتها والأقصى خاصة.

في الأثناء وضمن مخططها لتهويد الجليل والنقب في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن مخطط لتكثيف الممارسات الاستيطانية في الجليل والنقب، عبر إقامة المزيد من الوحدات الاستيطانية.

وذكرت وكالة «وفا» أن حكومة الاحتلال صدقت رسمياً، أمس، على إقامة مستوطنة جديدة في الجليل بأراضي الـ48، ضمن مخططها لتكثيف المشاريع التهويدية والاستيطانية في الجليل والنقب.

وقال ما يسمى «وزير البناء والإسكان» الإسرائيلي يتسحاق غودكنوبف، عقب جلسة حكومة الاحتلال الأسبوعية أمس إن «سيتم توطين 500 عائلة يهودية في المستوطنة الجديدة «رمات أربيل».

وأشار إلى أن «هذه هي المستوطنة الرابعة التي تقام منذ الإعلان عن تشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية»، متفاخراً بأن الحكومة تتجه نحو إقامة المزيد من المستوطنات.

Exit mobile version