Site icon صحيفة الوطن

«بسطات الإنترنت» بديل الأسواق في اللاذقية … العرسان أهم زبائن سوق الأدوات المستعملة

في ظل الغلاء الفاحش لمعظم المواد الأساسية والمنزلية، يلجأ العديد من المواطنين من ذوي الدخل المحدود إلى ظاهرة شراء المواد المستعملة عبر التسوق الإلكتروني، بما يطلق عليه البعض «بسطات الإنترنت» في اللاذقية.

وفي جولة إلكترونية على أشهر صفحات بيع المستعمل في اللاذقية، يستطيع المتصفح أن يرى كثافة المنشورات لبيع الأدوات المنزلية والإلكترونية وحتى الألبسة وغيرها، تحت عناوين رنانة «مستعمل أخ الجديد، نظافة تامة، بضاعة تقيلة بأسعار منهية لا مثيل لها في السوق»، وعبارات جاذبة حسب نوع وصنف المادة المعروضة للبيع.

ويجد جلال أن شراء المستعمل بات المنقذ الوحيد من لهيب أسعار المواد الجديدة خاصة للأدوات الكهربائية التي باتت تعمل على الإنفرتر، كالبرادات والشاشات، قائلاً إن شراء المستعمل يوفر ملايين الليرات على العرسان في حال تجهيز منزلهم بالأدوات المنزلية.

وذكر أن هناك صفحات تعرض «لقطات» بمعنى أنها تبيع أدوات يضطر أصحابها لتصريفها بشكل مستعجل بـ«داعي السفر» وهي من أكبر العبارات ترويجاً لمنتجات بمواصفات جيدة وبأسعار مريحة مقارنة بمثيلاتها غير المضطر صاحبها لبيعها فورياً.

ويرى أحمد – طالب جامعي – أن «بسطات الإنترنت الإلكترونية» توفر ما يلزمه هو وزملاؤه من مواد خاصة بالفرع الهندسي بأسعار أرخص من المكتبات الجامعية، ولا يتطلب المرء سوى تنزيل منشور يكتب فيه ما يلزمه لتنهال التعليقات مرفقة بأسعار ما يطلبه سواء مساطر أم طاولات مرسم وغيرها.

بدورها تقول ناديا – ربة منزل – إنها تجد طلبها في صفحات المستعمل من لوازم مطبخية بدل نزولها إلى السوق ومضيعة الوقت لكونها ترجع خائبة لا قدرة لها على الشراء بسبب الغلاء، مبينة أنها اشترت أطقم فناجين وأطباق أكل تعرضها إحدى السيدات للبيع بغرض السفر، بتوفير مبلغ أكثر من 150 ألف ليرة، في حال كانت جديدة من السوق.

كما تنشط عمليات بيع المفروشات المستعملة والمولدات الكهربائية الصغيرة المستعملة، بأسعار أرخص من الجديد بفرق كبير، «يقنصها» من يحتاجها ويترك تعليقاً بأنه «اشترى»، وعند الإقبال على أي مواد معروضة تتم الإشارة إلى أن البيع يكون بأعلى سعر يحدده الزبون.

بدورهم، يؤكد عدد ممن يديرون صفحات بيع المستعمل، بأن الصور التي يتم نشرها لأي مادة معروضة للبيع تبيّن مواصفاتها بشكل شبه حقيقي ولا ضرورة للغش حتى تكون الثقة موجودة كما في المحال التجارية، لأنه عندما تفقد الثقة بين الزبون والبائع لا مجال للاستمرارية وبالتالي يخسر «باب رزقه الإلكتروني»!

في المقابل، يرى بعض المواطنين أن تجربة الشراء عبر الإنترنت لها سلبيات وإيجابيات، فرغم أنها توفر مبالغ مادية كبيرة على أصحاب الدخل المحدود ممن لا يستطيعون شراء المواد الجديدة بأسعار مرتفعة، فإنه يجب عليهم الحذر من الغش والنصب والاحتيال، ما يتطلب التأكد من جودة المادة المعروضة والكشف عليها قبل طلبها من الصفحات، ومن الأفضل شراؤها بشكل مباشر من صاحبها لا عن طريق وسطاء أو شركات شحن إن كان من محافظات أخرى.

Exit mobile version