لا نحتاج الكثير من الكلام للإشارة إلى واقع كرة القدم الذي بات لا يرضي أحداً بسبب ما شهده الموسم المنصرم من إشكاليات ومشكلات على أكثر من مستوى، وآخرها ما حدث في المباراة الفاصلة بين الفتوة وتشرين، والجدل الكبير الذي جرى على هامش تلك المباراة، والذي نعتقد أنه انتهى إلى واقع فرض نفسه، وينبغي تجاوزه، لكن ثمة حدث كان لافتاً وهو الحوار الذي جرى في برنامج الكابتن مع أحد أعضاء الاتحاد الذي أكد أن لجنة الانضباط مستقلة بقراراتها لكنها تابعة للاتحاد، وهذا الكلام على ما فيه من صحة يبدو أنه أحد أهم المبررات للتدخل الذي حدث بشأن عودة اللاعب تحت دعوى أن المباراة غير رسمية، إضافة إلى ما تسرب عن مراعاة فريق بعينه؟
المباراة الرسمية في عرف ذلك الحوار هي ما يأتي ضمن الروزنامة مطلع الموسم، أما هذه المباراة فهي رسمية من جهة، وفق تصريح الضيف، وغير رسمية من جهة أخرى وفق الروزنامة وذلك ما يبرر هذا القرار، رغم «رفض» اللجنة المختصة بشكل واضح. إذاً ببساطة يستطيع اتحاد الكرة التدخل بعمل لجانه وهو ما يخالف التصريحات بعدم التدخل. هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الأمر كله بدا وكأنه يرتبط بالقدرة على تبرير ما نريد أن نقوم به وإن كان أمراً مثيراً للجدل على المستوى القانوني، لتمرير ما نرغب به في الوقت نفسه..؟
والسؤال ألم يكن من الأجدى أن ينأى اتحاد الكرة بنفسه عن هذا الأمر وخاصة أنه اتخذ قرار المباراة منذ مطلع العام الحالي، وبالتالي فالمباراة رسمية، حتى وفق التصريح المتلفز، الأمر الذي يجعل الكثير من الشكوك تتسرب إلى المتابعين والمهتمين حول طبيعة العمل والعلاقة بين اللجان والاتحاد، ومعيار اتخاذ القرار في بعض الحالات الخاصة كهذه المباراة، وهل سيقع الاتحاد في مثل هذا المأزق مرة أخرى..؟
ندرك أن الأمر استهلك الكثير من الجدل، والكلام غير المجدي، بعد كل هذا الوقت، لكن الأمر يتعلق من جهة بما يمكن أن نطلق عليه «عين الرضا وعين السخط»، فالأولى تبدي المحاسن وتزيدها بهاء وحسناً وصواباً، والثانية تضخم العيوب وتثقلها، وكل ذلك حين تريد… وهنا مكمن المشكلة الحقيقية في عمل هذا الاتحاد وغيره في ظننا، وبعض الظن له ما يبرره..!
انتظروا الكثير، الكثير، من عين الرضا في الأيام القادمة.