Site icon صحيفة الوطن

في منتدى الأعمال السوري العماني … الصقري: السلطنة على استعداد لتذليل التحديات التي تواجه مسيرة التعاون الاقتصادي … الخليل لـ«الوطن»: لدينا فرصة كبيرة للاستثمار في قطاع الطاقة ومزايا في قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية

أشاد وزير الاقتصاد العماني سعيد بن محمد الصقري في كلمة له خلال افتتاح منتدى الأعمال السوري العُماني بالعلاقات التاريخية التي تربط سورية وسلطنة عمان، والتي زادت ترسخاً بعد الزيارة التي قام بها الرئيس بشار الأسد إلى سلطنة عمان ولقائه السلطان هيثم بن طارق.

ولفت الصقري إلى أن انعقاد ملتقى سيوفر فرص استثمار عديدة بين سورية وعمان وتحقيق التعاون المنشود بين البلدين والاستفادة من الإمكانيات الاستثمارية الكبرى المتاحة، كما أنه يتيح فرصاً لاستكشاف أوجه التعاون في القطاعات الجديرة بتبادل الخبرات ونقل الخبرة بالعديد من المجالات بين القطاعات المشتركة بين البلدين.

شراكة بإمكانيات كبيرة

واعتبر الصقري أن الشراكة الاقتصادية السورية العمانية تتمتع بإمكانيات كبيرة حيث تعد شراكات القطاع الخاص محركاً أساسياً لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وتطوير هذه العلاقات يتم من خلال تعزيز العلاقات بين مؤسسات القطاع الخاص في المشروعات الاستثمارية المتنوعة والقطاعات الواعدة في البلدين، مؤكداً أن سلطنة عمان على استعداد تام لتذليل جميع التحديات التي قد تواجه مسيرة التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين لتحقيق الأهداف التي تصبو إليها قيادة البلدين.

الحضور دليل اهتمام

وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري محمد سامر الخليل رأى أن الحضور الكبير من رجال الأعمال من الجانب العماني هو دليل اهتمام من الحكومة العمانية بأن يكون هناك نتائج إيجابية لهذا الملتقى.

وفي تصريح لـ«الوطن» بين الخليل أن التقاء رجال الأعمال بين البلدين يبني شراكات وتفاهمات في مجالات متعددة تجارية واستثمارية، مشيراً إلى إمكانية تحقق فرص وتكامل على المستوى التجاري من مقايضة المنتجات بين البلدين، والاستغناء عن تحويل الأموال، وهو أمر إيجابي.

ولفت إلى أن الفرص قائمة ومتاحة لبناء شراكات استثمارية في مجالات متعددة بداية في قطاع الزراعة ومجال الثروة الحيوانية وكذلك قطاعات أخرى ولو بأحجام متوسطة، ومن الممكن أن تتحول إلى أحجام أكبر في المستقبل، موضحاً أن سورية لديها مزايا كبيرة في هذه القطاعات وهناك اهتمام من الجانب العماني بهذا الموضوع كما أن هناك رغبة للاطلاع على قانون الاستثمار والمزايا فيه للمستثمرين، مؤكداً أن الحوارات التي تجري اليوم نتائجها مفيدة بشكل متتابع على المستوى الاقتصادي بين البلدين.

فرص طاقة وقطاعات أخرى

وفيما يتعلق بموضوع الاستثمار في قطاع الطاقة، بين الخليل أن في سورية فرصة كبيرة للاستثمار في هذا القطاع وهناك عمل حكومي مهم في مجالات الطاقة المتعددة سواء الطاقة من المصادر التقليدية أو من المصادر المتجددة، مؤكداً أن هناك العديد من المشاريع القائمة وكذلك التي يتم العمل عليها، مضيفاً: لكن هذا لا يعني استبعاد القطاعات الأخرى التي يمكن أن تكون في المستقبل قطاعات مجدية ورابحة ومفيدة وتزيد من تعزيز التعاون بين البلدين.

وخلال كلمة له في افتتاح المنتدى قال الخليل: هدفنا تحقيق اقتصاد متطور عن طريق تحقيق تنمية شاملة، والنتائج المرجوة من الملتقى يحب أن تنصب في سياق الأولويات الوطنية لبلدينا.

ودعا القطاع الخاص العماني للاستثمار في سورية خاصة في ظل قانون الاستثمار رقم 18 الذي يصب في سياق جذب الاستثمارات، كما دعا إلى تأسيس سوق واعدة للمنتجات السورية في سلطنة عمان ويمكن أن تصبح هذه السوق مركزاً لتصدير المنتجات السورية داخل السلطنة وخارجها.

استغلال اللقاءات

من جهته، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان فيصل بن عبد اللـه الرواس، دعا في كلمة له مجتمع الأعمال لاغتنام فرصة الملتقى بما ينمي مشاريعهم ويعود بالنفع على الاقتصاد الوطني للبلدين الشقيقين، وأضاف: ندعوكم لاستغلال اللقاءات الثنائية التي نأمل من خلالها ضخ المزيد من الاستثمارات المتبادلة خلال المرحلة القادمة.

وفي تصريح لـ«الوطن» أكد الرواس أنه سيكون هناك زيارة لوفد من رجال الأعمال العمانيين سيتم تحديدها بالتنسيق مع غرفة تجارة دمشق وذلك على هامش أحد المعارض التي سوف تقام في سورية.

وبين الرواس أنه في كلا البلدين هناك فرص عظيمة وكبيرة للاستثمار، موضحاً أنه من الممكن أن تكون سلطنة عمان سوقاً ومركزاً للمنتجات السورية المتميزة مضيفاً بأنه في سورية هناك الكثير من القطاعات وخصوصاً في الطاقة والصناعة التي من الممكــن أن يستثمر فيها الجانب العماني، لافتاً إلى أن هناك الكثير من المجالات والقطاعات التي نستهدفها وخصوصاً أن المنتجات والصناعات السورية متميزة، ورجال الأعمال العمانيون مطلعون على هذه المنتجات.

رغبة عمانية واضحة

رئيس مجلس الأعمال السوري العماني وسيم القطان لفت في تصريح لـ«الوطن» إلى أن الحضور الكبير واللافت من رجال الأعمال العمانيين للملتقى يدل على رغبة الجانب العماني في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وقال: نرغب بإقامة شراكة بين رجال الأعمال في البلدين لمشاريع زراعية وصناعة وسياحية في سورية وعمان وهناك جهد قائم لإطلاق هذه المشاريع.

وأشار القطان إلى وجود دعم رسمي عماني كبير لتطوير العلاقات الاقتصادية مبيناً أن وزير الاقتصاد العماني رحب بإقامة مشاريع عمانية في سورية أو مشاريع سورية في عمان تخدم مصالح البلدين.

وأضاف قطان: حالياً نحن بصدد عمل مشترك من خلال المقايضة بين البضائع السورية العمانيــة وهــذا يسهل حركة نقل البضائع ولاسيما في ظل العقوبات التي تتعرض لها سورية وصعوبة تأمين القطع الأجنبي اللازم لاستيراد البضائع».

القطان ببن أن الجانب السوري على استعداد لتقديم ميزات تفضيلية للعمانيين، مشيراً إلى أن الشركات الخليجية التي تريد إنشاء مشاريع في سورية ستحصل على ميزات مصرفية من المصرف المركزي السوري.

بداية علاقات جديدة

رئيس اتحاد غرف التجارة السوري محمد أبو الهدى اللحام أكد أن هذا الاجتماع سوف يمهد الطريق لعمليات متبادلة بين الجانبين السوري والعماني ويذلل كل الصعوبات التي تعترض عمليات التبادل، لافتاً إلى أن هذا التبادل سيكون له نتائج إيجابية وخصوصاً أننا قادرون على التغلب على الصعوبات وأن الاتصالات بين البلدين تحسنت بشكل ملحوظ منذ فترة.

وفي تصريح لـ«الوطن» أضاف اللحام: إن هذا الملتقى هو بداية لعمل وعلاقات جديدة مع سلطنة عمان وكذلك البلدان الأخرى، لافتاً إلى أنه كانت هناك اتصالات مع غرفة تجارة عمان وحالياً بداية الاتصال الحقيقي.

تفعيل العجلة الاقتصادية

كذلك أكد رئيس غرفة تجارة حلب عامر الحموي في تصريح لـ«الوطن» أن دور الوفد الاقتصادي السوري في سلطنة عمان هو إعادة تفعيل العجلة الاقتصادية بين البلدين.

واعتبر الحموي أن التوجه الاستثماري العربي نحو سورية موجود ونبحث عن فرص استثمارية في عدة مجالات ولاسيما إعادة الإعمار، مشيراً إلى أن للإخوة العمانيين دوراً مهماً في الاستثمار الصناعي، وتم بحث هذا الأمر مع أكثر من رجل أعمال لإعادة تفعيل مصانعنا وشركاتنا الإنتاجية وجزء كبير منها سيسهم في إعادة الإعمار وهناك معامل أخرى سيكون لها دور في إعادة تصدير المنتج السوري ولاسيما إلى الدول العربية.

الحموي بين أن هناك فرصاً استثمارية واعدة، مبدياً أمله أن يسهم ملتقى رجال الأعمال بتوضيح دور الاقتصاد السوري الذي يعود مجدداً والذي يشكل بيئة خصبة للاستثمار، مؤكداً أن زيارة رجال الأعمال لسلطنة عمان يمكن اعتبارها زيارة لوضع حجر أساس التعاون الاقتصادي ببن البلدين وأضاف: اليوم سورية عادت للعمل العربي المشترك، والاستثمار مهم جداً ولاسيما في حلب التي تعد بيئة خصبة للاستثمار وبيئة قادرة على إعادة تفعيل عجلة الاقتصاد السوري ولاسيما في القطاع الإنتاجي وإعادة تصدير المنتج السوري لجميع البلدان.

سياحة وتبادل تجاري

سلطان الغيثي المدير التنفيذي لمؤسسة الزبير العمانية لفت في تصريح لـ«الوطن» إلى أن المجالات المطروحة الآن هي التوجه نحو الجانب السياحي أو جانب التبادل التجاري واليوم هناك سعي لخلق الفرص سواء للاستثمار في المشاريع التجارية أو تبادل المنتجات التجارية وهذه تعد أفضل آلية في الوضع الحالي.

وأشار الغيثي إلى أن العلاقات السياسية بين البلدين قوية وهناك رغبة من رجال الأعمال العمانيين سواء في الاستثمار أو تبادل المنتجات مع سورية وأضاف: «كما نستشف هذا الأمر من رجال الأعمال السوريين حيث يسعون إلى تسويق المنتجات السورية في كامل الأراضي العمانية وكذلك تسويق المنتجات العمانية في سورية، وسورية تعد من الأسواق الكبيرة والمهمة».

بدوره أكد سفير سورية في مسقط الدكتور إدريس ميا في كلمته أن سورية تعمل بكل جدية للارتقاء بعلاقاتها الاقتصادية مع سلطنة عمان إلى مستوى العلاقات السياسية المميزة، مشدداً على ثقته بأن المنتدى سيتمخض عنه نتائج عملية تعود بالمنفعة المتبادلة على البلدين الشقيقين.

هذا ويتضمن المنتدى جلسات ثنائية ونقاشات حول سبل تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين دمشق ومسقط.

Exit mobile version