Site icon صحيفة الوطن

البيت الأبيض يهاجم حكومة نتنياهو مجدداً بعد يوم التظاهرات في الكيان … أزمة سياسية تضرب سلاح الجو الصهيوني

لم يطل الأمر بعد حديث الرئيس الأميركي جو بايدن لقناة «سي إن إن» ومهاجمته حكومة بنيامين نتنياهو ووزرائه، لتعود الإدارة الأميركية وتشن هجوما جديداً عبر بيانين صادرين من البيت الأبيض، ما يظهر بشكل جلي مدى توتر العلاقة بين واشنطن و«تل أبيب».
وصدرت تصريحات البيت الأبيض في الوقت الذي اشتبكت فيه الشرطة الصهيونية مع المتظاهرين الذين تجمعوا بعشرات الآلاف فيما يقارب 100 موقع في جميع أنحاء الكيان الصهيوني، وأصيب نحو 12 متظاهراً وشرطي واحد على الأقل خلال المظاهرات.
بيانان أصدرهما البيت الأبيض في غضون ساعات بشأن «خطة الإصلاح»، حيث صعدت إدارة بايدن من حدة لهجتها ضد سلوك حكومة الاحتلال بشأن هذه المسألة رداً على قرار «ائتلاف» رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الدفع قدماً بحزمة تشريعات بعيدة المدى.
وحثت إدارة بايدن السلطات الصهيونية على «حماية واحترام الحق في التجمع السلمي»، في حين إن بيان مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض الذي تم إرساله إلى مراسلين بدا مشابهاً لبعض الردود التي أصدرتها الولايات المتحدة، فيما يتعلق بقمع الاحتجاجات من الأنظمة الاستبدادية في العالم.
وفي حين احتشد مئات المتظاهرين المناهضين لـ«الإصلاح القضائي» أمام فرع السفارة الأميركية في تل أبيب إضافة إلى عشرات المواقع الأخرى بعد ظهر أول من أمس الثلاثاء، جاء في البيان المنسوب للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض: «نحث السلطات على حماية واحترام الحق في التجمع السلمي».
كما جاء في البيان الثاني للبيت الأبيض: «قال الرئيس جو بايدن باستمرار، سراً وعلانية إن مثل هذه الإصلاحات الأساسية تتطلب قاعدة عريضة من الدعم لتكون دائمة ومستدامة»، وأضاف البيان: «الرئيس كان واضحاً في أنه يأمل أن يعمل رئيس الوزراء نتنياهو على إيجاد حل وسط حقيقي».
ولم تكن آخر الانتقادات لحكومة نتنياهو فقط في البيانيين الصادرين من البيت الأبيض، حيث نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، صباح أمس، عن صحيفة «نيويورك تايمز» بعض اقتباسات من المقال الذي نشره المحلل الأميركي توماس فريدمان والمقرب من رئيس الولايات المتحدة؛ حيث أشارت إلى أن المقال تميز بلهجة شديدة وانتقادات حادة لحكومة نتنياهو واتهمها بأنها مستعدة للمخاطرة بـ«حرب أهلية» لتحقيق مصالح شخصية وحزبية.
وأشار فريدمان إلى أن إدارة بايدن بدأت فعلياً بإعادة دراسة علاقاتها السياسية مع إسرائيل ووصف حكومة نتنياهو بالمتطرفة، التي تضم بين مكوناتها شخصيات عنصرية تسعى إلى تطبيق أيديولوجياتها وتوسيع الاستيطان في مناطق الضفة، ذلك بناء على الصلاحيات التي منحتها الحكومة الإسرائيلية في إطار الاتفاقات الائتلافية وهو ما يتعارض الرؤية الأميركية لحل القضية الفلسطينية المنطقة.
كما سبق أن قال السفير الأميركي المنتهية ولايته لدى الكيان الصهيوني، توم نايدس، لصحيفة «وول ستريت جورنال»: إن الولايات المتحدة تعمل على منع إسرائيل من «الانحراف عن مساره في خطة «التعديل القضائي».
وفي أواخر آذار الماضي، قال بايدن: إن نتنياهو لن يتلقى دعوة لزيارة البيت الأبيض في «الفترة القريبة» بسبب استياء واشنطن من الاتجاه الذي يتخذه رئيس الوزراء في البلاد.
في غضون ذلك، عبّر قادة وضباط كبار سابقون في سلاح الجو الصهيوني، في عريضة وقعها أكثر من 1000 عنصر سابق في سلاح الجو، ونشروها في صحف إسرائيلية أمس الأربعاء، عن تأييدهم لرفض طيارين حربيين في الاحتياط التطوع للخدمة العسكرية على خلفية خطة «التعديل القضائي» لإضعاف «جهاز القضاء».
وجاء في العريضة أنهم سيدعمون من دون تحفظ أي خطوة احتجاجية، ويضمن ذلك تعليق التطوع فوراً، انطلاقاً من معرفة عن كثب لدلالات وقف الطيران النشط.
ويتطوع الطيارون الحربيون في الاحتياط للخدمة العسكرية أسبوعياً، ويعتبر تغيبهم عن ذلك أنه يضعف قدراتهم العسكرية وبالتالي قدرات سلاح الجو، إذ إن الطيارين في الاحتياط يشاركون في الغارات العدوانية في سورية وقطاع غزة المحاصر ومناطق أخرى.
ومن بين الموقعين على العريضة رئيس أركان الجيش الصهيوني وقائد سلاح الجو الأسبق، دان حالوتس، وضباط الاحتياط برتبة لواء أفياهو بن نون، قائد سلاح الجو الأسبق، وغيل ريغف ودان تولكوفسكي ونيمرود شيفر، كذلك رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق، عاموس يدلين، وهو ضابط طيران حربي أيضاً.

Exit mobile version