Site icon صحيفة الوطن

خبراء حذروا من توجه الأمور «نحو الأسوأ» في كل الشرق الأوسط

| وكالات

اعتبر مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون أن قطع العلاقات بين السعودية وإيران في الأسبوع الجاري يخفي وراءه خلافاً بين الولايات المتحدة و«المملكة» ربما يعرقل مساعي الرئيس الأميركي باراك أوباما لـ«إنهاء الحرب» في سورية.
فقد كان قرار الحكومة السعودية إعدام الشيخ نمر النمر السبت الماضي، رغم تحذيرات أميركية أبلغ تعبير عن حدود النفوذ الذي يمكن أن تمارسه الولايات المتحدة على الرياض.
كذلك فإن القرار السعودي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد أن اقتحم محتجون إيرانيون السفارة السعودية في طهران وأشعلوا فيها النار يتعارض مباشرة مع المساعي الأميركية الرامية لتعزيز التواصل بين الدولتين ولاسيما فيما يتعلق بسورية.
وسلم مسؤولون أميركيون بأن الخلاف الدبلوماسي السعودي الإيراني يقلص فرص نجاح عملية السلام. وقال مسؤول طلب عدم نشر اسمه «ستزيد من صعوبتها بدرجة كبيرة»، وأضاف مسؤول أميركي كبير ثان: «من الواضح أنها (عملية) هشة جداً».
وأعرب المسؤولون الأميركيون الحاليون والسابقون عن اعتقادهم في أن للرياض وواشنطن مصالح مشتركة أكثر من أن تسمح بصدع كبير في العلاقات بينهما سواء من ضمان استمرار تدفق النفط استكمال تعاقدات السلاح الضخمة…
ويواصل المسؤولون الأميركيون والسعوديون العمل في صفقة قيمتها 1.29 مليار دولار لبيع ذخائر أميركية بالغة الدقة تمت الموافقة عليها في تشرين الثاني الماضي، وذلك وفقاً لما قالته مصادر عسكرية وصناعية.
وقالت المصادر: إنه من المتوقع أيضاً استكمال صفقة منفصلة قيمتها 11.25 مليار دولار تمت الموافقة عليها في تشرين الأول الماضي تشتري السعودية بمقتضاها من الولايات المتحدة أربع سفن حربية من صنع شركة «لوكهيد مارتن».
وبالرغم من اعتماد السعودية على الضمانات الأمنية الأميركية فقد أبدت الرياض في العام الأخير أكثر من مرة رغبة في التصرف بشكل مستقل عن الولايات المتحدة فيما يتعلق بقضايا الأمن الوطني.
ولم تخطر السعودية الولايات المتحدة في آذار الماضي بأنها ستشن مع حلفائها من الدول العربية ضربات جوية في اليمن ضد الجيش وجماعة «أنصار اللـه»، إلا قبلها بفترة قصيرة.
وفي مؤشر على الحذر السعودي من الإدارة الأميركية الحالية، قال محلل تربطه صلات عميقة بالمسؤولين السعوديين: إن السعودية تتطلع فيما يبدو لما بعد أوباما وللعمل مع الرئيس الأميركي الجديد لأن أوباما في عامه الأخير في البيت الأبيض. وقال الزميل الزائر بمركز «بلفر» للعلوم والشؤون الدولية في جامعة هارفارد نواف عبيد: «لم يعد هناك ما يتوقع من هذه الإدارة. فالأمور ستبدأ من الصفر ما إن يرحل» أوباما.
من جهة أخرى، أوضح دبلوماسيون أن لب الأزمة الجديدة بين طهران والرياض، يكمن في رغبة متنامية لدى السعودية لمواجهة إيران وحلفائها عسكرياً، قبل عام منذ تولى الملك سلمان مقاليد الحكم واختار مع نجله الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد التخلي عن سنوات ظلت خلالها المملكة تتعامل مع القضايا من خلال مداولات الغرف الخلفية.
وفي العام الماضي بدأت الرياض حرباً في اليمن لمنع قوات الجيش اليمني و«أنصار اللـه» من الاستيلاء على السلطة، وعززت دعمها للمجموعات المسلحة التي تحارب الرئيس بشار الأسد حليف طهران.
وقال الباحث ببرنامج الشرق الأوسط في مركز «كارنيغي للسلام الدولي» كريم سجادبور: «منذ عام 1979 خاض البلدان صراعات عديدة بالوكالة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وكثيراً ما يتبادلان التهديدات والإهانات. لكنهما لم يصلا إلى حد الصراع الصريح واتفقا في النهاية على وفاق بارد».
في المقابل يبدو أن السعودية جاهزة لرفع الرهان على سياسة حافة الهاوية مع الإيرانيين. وقال الخبير في شؤون الأمن والدفاع في مركز «الخليج للأبحاث» مصطفى العاني: «بالنسبة للقيادة السعودية، لن يكون ثمة مساومة مع السياسة الإيرانية العدوانية». وأضاف «سيكون للسعوديين موقف قاس تجاه الإيرانيين».
وتوقع العاني في حديث مع وكالة الأنباء الفرنسية، أن تؤدي الأزمة إلى «تصلب الموقف السعودي في سورية، العراق، لبنان، اليمن… السعوديون يعتقدون أن تحدي إيران أرجئ لوقت طويل، الآن هو الوقت لتحدي الإيرانيين في كل مكان».
وأعرب الكاتب السعودي جمال خاشقجي عن اعتقاده في أن الأمور بين السعودية وإيران «تتجه نحو الأسوأ»، وألمح إلى إمكانية وقوع كارثة في إشارة إلى حرب بين البلدين، وركز كل كلامه على سورية واحتمالات المواجهة والتصعيد هناك.
وفي مقابلة مع شبكة «سي. إن. إن» الأميركية للأخبار لفت خاشقجي إلى أن الأزمة في سورية «لن تقتصر (على هذه الدولة) وحسب، بل قد تمتد للمنطقة برمتها، حتى أن باكستان ستدخل على خط هذا الملف، وتركيا موجودة فيه أصلاً، وكذلك في اليمن». وختم كلامه محذراً: «على المجتمع الدولي أن ينظر بجدية إلى المشاكل في الشرق الأوسط، وإلا فإننا كسعوديين سنضطر لأخذ الأمور على عاتقنا بمفردنا، لأننا من يتعرض للهجوم ويضطر للدفاع عن نفسه».
إلا أن مصدراً دبلوماسياً غربياً رفض كشف اسمه أوضح أن «إيران لن تدخل في حرب مع السعودية»، إلا أنه توقع أن «تصبح الأمور أسوأ بكثير»، وتزايد أساليب «الحرب بالوكالة» بين البلدين.

Exit mobile version