Site icon صحيفة الوطن

رام اللـه طالبت «يونسكو» بحماية المواقع الأثرية في فلسطين من محاولات التهويد … الاحتلال يشن حملة مداهمات واسعة في الضفة.. ويهدم قرية «العراقيب» للمرة الـ219

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية والقدس المحتلة وهدمت قرية «العراقيب» بمنطقة النقب في الأراضي المحتلة عام 1948 للمرة الـ 219، على حين دعت رام اللـه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو» إلى تحمل مسؤولياتها في حماية المواقع الأثرية والتراثية في فلسطين من محاولات الاحتلال الإسرائيلي السيطرة عليها وتهويدها.
وحسب وسائل إعلام فلسطينية، شنت قوات الاحتلال فجر أمس حملة اعتقالات واسعة في عدة مناطق بالضفة الغربية، طالت عدداً كبيراً من الفلسطينيين بينهم أسرى محررون.
ووفق مصادر فلسطينية فقد تصدى مقاومون لاقتحام جيش العدو، حيث اندلعت اشتباكات في أريحا ومواجهات في القدس والخليل ورام اللـه وقلقيلية، ففي أريحا، تصدى مقاومون بالرصاص لاقتحام قوات العدو مخيم عقبة جبر، حيث اندلعت اشتباكات تردد صداها في أرجاء المنطقة.
واعتقلت قوات العدو شاباً عقب اقتحام مخيم عقبة جبر، وآخر عقب اقتحام منزله في مخيم عين السلطان بمدينة أريحا، وفي الخليل تمكن مقاومون من إحراق البرج العسكري المقام على مدخل مخيم العروب شمال المدينة، بعد استهدافه بالزجاجات الحارقة.
تزامن ذلك مع اقتحام قوات الاحتلال منطقة وادي أبو كتيلة بمدينة الخليل، ومداهمة منزل منفذ عملية تقوع قرب بيت لحم أول من أمس، واعتقلت ابن عم منفذ العملية عقب اقتحام منزله، في حين اندلعت مواجهات في المنطقة رشق خلالها الشبان آليات الاحتلال بالحجارة.
وامتدت الاقتحامات لبلدة بيت كاحل شمال الخليل، حيث اعتقلت قوات العدو أسيراً محرراً وصادرت مركبته.
ومن بلدة بيت أمر المجاورة اعتقلت الاحتلال العدو 3 شبان عقب اقتحام منازلهم، وسط مواجهات عنيفة في البلدة.
وفي القدس أفادت مصادر محلية، بأن مواجهات عنيفة اندلعت بين الشبان وقوات العدو التي اقتحمت مخيم قلنديا شمال المدينة المحتلة واعتقلت شاباً من منزله، كما اعتقلت قوات الاحتلال شابين بعد اقتحام منزليهما في بلدة بيرزيت شمال رام الله.
وشهدت مدينة رام اللـه مواجهـات استمرت لساعات خلال تصدي أهالي بلدة بيتين لهجوم المستوطنين، في حين أطلقت قوات العدو النار وقنابل الغاز بكثافة صوب الشبان الذين تصدوا لهجوم المستوطنين.
وهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منازل ومنشآت زراعية في بلدة السواحرة جنوب شرق مدينة القدس المحتلة.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن أعداداً كبيرة من قوات الاحتلال اقتحمت البلدة بعدد من الجرافات، وهدمت تسعة منازل ومنشآت زراعية عدة.
واقتلعت قوات الاحتلال في وقت سابق أمس عشرات الأشجار المثمرة من أراضي قرية حوسان غرب بيت لحم، وأتلف مستوطنون محاصيل زراعية في قريتي مغاير العبيد والطوبا جنوب الخليل، واقتلعوا 100 شجرة عنب معمرة في قرية البويرة شرقها.
في الأثناء، اقتحم عشرات المستوطنين، باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، بحماية قوات الاحتلال، وقال شهود حسب «وفا»: إن مستوطنين اقتحموا «الأقصى» على شكل مجموعات متتالية، وتجولوا في الباحات الشرقية، قبل أن يغادروا من جهة باب السلسلة.
بالتزامن، أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل احتجاز جثامين 11 أسيراً فلسطينياً من شهداء الحركة الأسيرة، «ما يعكس بشكل فاضح تواطؤ المجتمع الدولي مع الاحتلال وتغاضيه عن جرائمه اللاإنسانية».
وأوضحت الهيئة في بيان أمس أوردته وكالة «وفا» أن سلطات الاحتلال ما زالت تحتجز 11 جثماناً لأسرى ارتقوا داخل المعتقلات، وهم أنيس دولة المحتجز جثمانه منذ عام 1980، وعزيز عويسات المحتجز منذ عام 2018، وفارس بارود ونصار طقاطقة وبسام السايح منذ عام 2019، وسعدي الغرابلي وكمال أبو وعر منذ عام 2020، وسامي العمور منذ عام 2021، وداود الزبيدي وناصر أبو حميد منذ العام المنصرم 2022، وآخرهم خضر عدنان المحتجز جثمانه منذ أيار 2023.
وأكدت الهيئة أن هذه السياسة العنصرية التي ينتهجها الاحتلال جريمة، واستمرارها يقوض الثقة بالمؤسسات والعدالة الدولية، ويشجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم.
في الغضون، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية «يونسكو» إلى تحمل مسؤولياتها في حماية المواقع الأثرية والتراثية في فلسطين من محاولات الاحتلال الإسرائيلي السيطرة عليها وتهويدها.
وحسب «وفا»، قال أشتية في تصريحات أمس: إن اعتداءات قوات الاحتلال ومستوطنيه على المواقع الأثرية الفلسطينية في تصاعد مستمر، وخاصة في بلدة سبسطية شمال غرب مدينة نابلس ومنطقة عين الهوية الغنية بالينابيع غرب قرية حوسان بمدينة بيت لحم في الضفة الغربية في محاولة لتهويدها.
وحذر أشتية من أن استيلاء الاحتلال على معظم الينابيع ومصادر المياه العذبة يؤدي إلى نقص كبير في إمدادات المياه الصالحة للشرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مبيناً أن تخفيض الاحتلال الحاد مؤخراً لحصص المياه المخصصة لمدينتي الخليل وبيت لحم إجراء عنصري تمييزي يحرم الفلسطينيين من أبسط حقوقهم.
ولفت أشتية إلى أنه في الوقت الذي يمنع فيه الاحتلال المياه عن الفلسطينيين يضاعف كمياتها المخصصة للمستوطنين، مشيراً إلى أن معدل استهلاك الفرد الفلسطيني للمياه لا يزيد على 72 ليتراً يومياً، وهو أقل من الحد الأدنى الموصى به عالمياً حسب معايير منظمة الصحة العالمية والبالغ 100 ليتر في اليوم، في حين المستوطن الواحد يستهلك 320 ليتراً يومياً.
جاء ذلك تزامناً مع إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلية على هدم قرية العراقيب في منطقة النقب المحتلة عام 1948 للمرة الـ219، وذلك رغم معاناة الأهالي من الارتفاع الحاد في درجات الحرارة.
وقال عضو اللجنة المحلية للدفاع عن العراقيب حسب «وفا» عزيز الطوري: إن القوات الإسرائيلية اقتحمت القرية وهدمت بيوتها للمرة الـ219.
وهدمت السلطات الإسرائيلية بيوت القرية المبنية من الخشب والبلاستيك والصفيح آخر مرة نهاية حزيران الماضي، علما أن أول عملية هدم استهدفت القرية كانت في تموز عام 2010.

Exit mobile version