Site icon صحيفة الوطن

التعاقدات.. وألف وجع!

لن أقف عند الأرقام الفلكية التي تختم التعاقدات بـ(أصفارها)، فمن يدفع هو حرّ بما يدفعه، ولو أن هذه الأموال (أموال عامة) لوضعنا تحت أرقامها ألف خط أحمر، من منطلق أن الخبز والبيض أهمّ بكثير من كرة القدم.

ولن أضع عصابة سوداء على عينيّ وأقول إنه لا توجد عندنا كرة قدم فلماذا تصرفون ببذخ عليها..

سأحاول أن أكون منطقياً وأنا مجبرٌ على التعاطي مع ملفات تعاقدات أنديتنا استعداداً للموسم الجديد، كوني أعمل في الشأن الرياضي.

ثلاثة أمور قد نتفق عليها:

أولها، هو أن العرض قليل (عدد اللاعبين المتاحين قليل)، ومن الطبيعي أن يرتفع السعر، فكل فريق ملزم بقيد عدد من اللاعبين، واللاعبون هم أنفسهم يتداورون بين الفرق، وهو ما يرفع سعرهم.

وثانيها، أن إمكانية التعاقد مع لاعبين من خارج سورية شبه معدومة، أو محدودة في إطار ضيّق، لأن الأسعار كاوية مقارنة مع أسعار اللاعبين المحليين.

وثالثها، فروق سعر الصرف يجعل أي راتب يتقاضاه اللاعب المحلي مع نادٍ من الدرجة الثالثة في أي بلد مجاور أكثر مما قد يحصل عليه هنا، وبالتالي لا مشكلة لديه بالرحيل إن لم يُدفع له هنا.

هذه الجزئيات الثلاث أوجدت هذا المشهد، ولكن، وكمتابعين لما يجري: ما الذي أضافته هذه الأرقام الكبيرة على ما يقدمه اللاعبون من مستوى؟

كانوا يتباكون في السابق من المردود المادي الضعيف، ويجعلون منه أحد أهم أسباب تراجع مستواهم، فماذا يقولون الآن؟

طالما أن البضاعة هي نفسها، لاعبون ومدربون، فلن يتطور دورينا أبداً، والحلّ أن تدخله قدم محترفة (لاعبون ومدربون من الخارج) وإلا فسنبقى على ما نحن عليه..

خلاصة موجعة: لا يوجد تفريخ لاعبين في أنديتنا، الموهبة في طريقها للانقراض، والقادم من مستقبل كرتنا يدعو إلى القلق.

Exit mobile version