Site icon صحيفة الوطن

قريباً الانطلاق الرسمي للبرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة … الأمين لـ«الوطن»: يهدف لمسح السمع لنصف مليون طفل ومستلزمات التأهيل متوافرة مجاناً

كشف عضو اللجنة الوطنية للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة عصام الأمين عن قرب انطلاق «البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة» بشكل رسمي، موضحاً أنه يتم الإعداد له منذ عدة سنوات، ومبيناً أن البرنامج يهدف في مرحلة استقراره إلى الكشف عن نقص السمع لدى جميع الولادات في سورية التي تقدر بحدود نصف مليون طفل.

وأكد الأمين في تصريح لـ«الوطن» في معرض الاستعداد لانطلاق البرنامج الذي ترعاه السيدة الأولى أسماء الأسد، وتشارك فيه مجموعة من الوزارات والمنظمات غير الحكومية وهي وزارات الصحة والتعليم العالي والبحث العلمي والدفاع والداخلية، والهلال الأحمر العربي السورية ومنظمة آمال، أنه على استعداد لتقديم العلاج لجميع الأطفال الذين ينتظمون فيه ابتداء من عمليات المسح ثم الاستقصاء والتأهيل، حيث تتوافر لدى المراكز المتخصصة جميع المستلزمات ابتداء من السماعات وانتهاء بتركيب الحلزون لمن يحتاج إلى ذلك.

وأشار الأمين إلى أن المرحلة الأولى ستستهدف 50 ألف طفل تقريباً خلال العام الحالي، وشدد على أن الأولوية في عمليات التأهيل هي لمن اتبع إجراءات المسح ابتداء من الأشهر الأولى من الولادة، وانتظم في هذا البرنامج.

مدير البرنامج الوطني للرعاية في وزارة الصحة رزان طرابيشي قالت: تم اختيار مرحلة الوليد لانطلاقة المسح السمعي الشامل لأن نقص السمع الولادي من أكثر العوامل الصامتة المسببة للإعاقة الخفية وما ينتج عنها من عقابيل، ووجود اختبار ماسح غير مكلف وآمن وسهل الإجراء يمكّن من كشف نقص السمع منذ الولادة، والكشف المبكر يقود بالضرورة للتدخل المبكر وبالتالي الوقاية من العقابيل الشديدة لنقص السمع وضمان تطور طبيعي للطفل مشابه لأقرانه.

وأضافت طرابيش إن الهدف من البرنامج هو إجراء مسح سمعي لجميع حديثي الولادة خلال الشهر الأول من الحياة وإجراء التشخيص بعمر 3 أشهر والتدخل قبل بلوغ سن الأشهر الستة (استخدام معينات سمعية – وزرع حلزون إن لزم)- علاج كلام، والتوعية حول نقص السمع ومؤشراته.

وعن مراكز المسح قالت مديرة الرعاية الصحية الأولية: تم التوسع بالبرنامج نحو خدمة المسح الشامل من خلال زيادة عدد المراكز لتصبح 39 مركزاً للمسح منها 5 مشترك مسح واستقصاء ويعمل ما يزيد على 140 طبيباً وممرضاً وإدارياً خضعوا للتدريب. عدا القيام بحملات مسح سمعي دورية لتغطية المناطق الصعبة الوصول أو لتوسيع تأمين الخدمة عند زيادة الطلب عليها وفق ظروف كل محافظة. ويتم تقديم الخدمة باستخدام أجهزة البث الصوتي الأذني في المراكز وجهاز جذع الدماغ الماسح في المشافي، الاختيار سهل آمن مجاني غير مؤلم بأيدي عناصر صحية خبيرة ومدربة من أطباء وتمريض وإداريين.

أما مراكز الاستقصاء فقد بدأ البرنامج بتجهيز أربعة مراكز للاستقصاء السمعي بالتعاون بين وزارة الصحة ومنظمة آمال قبل عام 2021. وحتى نهاية عام 2022 تم تجهيز ثمانية مراكز جديدة للاستقصاء موزعة على أغلب المحافظات السورية وتابعة لجميع القطاعات الصحية الشريكة في البرنامج ليصبح العدد الكلي لمراكز الاستقصاء 13مركزاً (6 مشترك مع المسح).

نائب عميد كلية العلوم الصحية بدمشق سامر محسن قال: يعتبر نقص السمع من أشيع الاضطرابات التي تصيب الإنسان في جميع المراحل العمرية، وأضاف إن هناك 1 إلى 5 من أصل كل 1000 طفل يولد سنوياً، معرضين للإصابة بنقص السمع الولادي. ونحو 80 بالمئة من حالات نقص السمع الولادي تندرج ضمن نقص السمع الشديد إلى عميق.

وتشير الإحصاءات إلى أن 95 بالمئة من أطفال نقص السمع يولدون لأبوين ذوي سمع وكلام طبيعيين وبالتالي فإن الهدف الأكثر قبولاً لبرامج التأهيل السمعي هو تطور لغة وكلام طبيعيين للطفل.

مدير عمليات المنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة «آمال» أنس حلاق قال: تعمل منظمة آمال على توفير خدمة التأهيل من خلال الجمعيات في المحافظات التي لا يتوفر فيها خدمات التأهيل وذات كثافة عالية من الأطفال ذوي نقص السمع المحالين من البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر عن نقص السمع عند حديثي الولادة.

وعن عملية تأهيل الأطفال قال حلاق: يبدأ التأهيل في أقرب وقت مُمكن بعد تشخيص نقص السمع وقبل تركيب المعينات السمعية حيث يركّز هذا التدخل على التحفيز الحسي وذلك عبر جلسات أسبوعية تفاعلية مع كل من الطفل والوالدين أو مقدمي الرعاية.

أما بعد تركيب المعين السمعي يبدأ التأهيل السمعي اللفظي في أقرب وقت ممكن بعد تركيب المعين السمعي، أو غرسة القوقعة الاصطناعية، وتكون عملية التأهيل عملية تفاعلية تتمحور حول المريض وعائلته والبيئة المحيطة به، وتأخذ بالحسبان خصائص المريض النفسية، والاقتصادية الاجتماعية، والشخصية.

وعن مخرجات التأهيل قال: في مجال السمع نحصل على أطفال قادرين على اكتساب مهارات سمعية مناسبة لتطوير اللغة اللفظية، وفي مجال الكلام واللغة على مهارات لغوية استيعابية وتعبيرية مناسبة للعمر واستخدامها بشكل وظيفي ضمن بيئتهم، وفي مجال التواصل يمكن استخدام التواصل اللفظي وسيلة تواصل أساسية وبشكل وظيفي وفعال.

أما في مجال القراءة والكتابة فتم تطوير مهارات الوعي الفونولوجي اللازمة لتطوير القراءة والكتابة، وتطوير مهارات التهجئة والفهم القرائي وطلاقة القراءة المناسبة للعمر.

وفي مجال التعليم يصبح الأطفال قادرين على دخول المرحلة التعليمية المناسبة ضمن نظام التعليم العام.

وفي مجال الكفاءة العاطفية والاجتماعية يمكن تطوير المهارات العاطفية الاجتماعية المناسبة للعمر عبر استخدام مهاراتهم اللغوية والتواصلية بشكل مناسب ضمن سياقات عاطفية واجتماعية.

Exit mobile version