دعا لمحاسبة بوحبيب بسبب تنحيه عن رئاسة الوفد.. وفصائل أنقرة استهدفت مرحلين من تركيا … شرف الدين: الغرب يعرقل عودة النازحين لأن نتيجة الحرب على سورية لم تأتِ كما يشتهي

أكد وزير المهجرين في حكومة تصريف العمال اللبنانية عصام شرف الدين، أن «قرار البرلمان الأوروبي بخصوص النازحين السوريين في الأراضي اللبنانية، جاء للضغط على لبنان لعدم ذهاب الوفد الوزاري الرسمي إلى سورية للبدء بتنفيذ آلية للإعادة الآمنة لهؤلاء النازحين إلى ديارهم، ورجح أن اعتذار وزير الخارجية في الحكومة اللبنانية عبد اللـه بو حبيب عن ترؤس هذا الوفد جاء وفق إملاءات خارجية، مشدداً على أن الدول الغربية وما يدور في فلكها تعرقل عودة هؤلاء النازحين لكون نتيجة الحرب (التي شنت على سورية) أتت كما لا تشتهي.
ونقل موقع «الميادين نت» عن شرف الدين قوله أمس: إن «قرار البرلمان الأوروبي قرار تعسّفي ومرفوض، وهو أتى للضغط على لبنان لعدم الذهاب بوفد وزاري رسمي إلى سورية بهدف البدء بوضع بروتوكول، وتنفيذ آلية للإعادة الآمنة للنازحين إلى ديارهم».
وكشف شرف الدين أن مجموعة في الحكومة اللبنانية تتعمّد عدم طرح موضوع النازحين، وقال بهذا الصدد: إنه «في أول زيارة لي إلى سورية، قمت بتحضير تقرير لطرحه في الجلسة، عندما قام أحد الوزراء بمقاطعتي في محاولة لتأجيل الجلسة لمدة شهر، فلجأت إلى الضغط عبر وسائل الإعلام، من أجل عقد جلسة لا تهمّش موضوع النازحين».
وعن أسباب الحراك الأخير المستجد في ملف النازحين، فنّد شرف الدين الأسباب بالقول: «في الحقيقة إننا لمسنا تطورات إيجابية، من أهمها المؤتمر الخماسي في عمّان والقمة العربية في جدة، التي كانت إيجابية جداً تجاه سورية من ناحية عودة النازحين وأمن سورية وخروج القوات الأجنبية كافة منها»، مضيفاً: إن هذا الأمر «جعلنا نستبشر بالخير لإعادة إحياء الملف الذي لم أتركه يوماً واحداً، وفي هذه الفترة ساءت علاقتي بالحكومة وقاطعتها».
ومن هنا، نوه شرف الدين بأن «ورقة القوة الأساسية هي أن نتيجة الحرب السورية أتت كما لا يشتهي الغرب ومن يدور في فلكه، ومن هنا تأتي محاولات إحياء المربّع الأول، أي الإرهاب، انطلاقاً من شمال شرق سورية، وأضاف: «نعرف أن الدولة السورية قوية ولا يوجد عليها ديون، ولا يزال هناك دعم، لكن الوضع الاقتصادي في سورية ضعيف من جرّاء الحصار الأميركي، وهذا الحصار يؤثر في لبنان اقتصادياً عبر «قانون قيصر»، وقد تجلى مثلاً في استجرار الكهرباء من الأردن».
وأكد شرف الدين، وجود «قرار غربي لعدم تسهيل عملية العودة»، وكشف أنه في اللقاء مع المفوضية الأوروبية، طلب دفع المساعدات للنازح حينما يعود إلى وطنه، وجاء الرد بوضوح أن الدول المانحة لا تقبل هذا مع أن المفوضية لا ترى ذلك، وأضاف: إن «الغرب يدّعي أن لا أمان في سورية، ونحن نعرف أن 11 بالمئة من الأراضي فقط لا تتحكّم بها الدولة السورية، وهي تحت سيطرة الأميركيين».
وأعرب شرف الدين عن أسفه لقرار تنحي بوحبيب عن ترؤسه للوفد لزيارة سورية والذي لم يستفد من الجوّ العربي المساعد والتّضامن من كلّ الكتل النّيابيّة، وموافقة البرلمان والحكومة، وقال: «لقد ضيّع بو حبيب علينا فرصةً ويجب محاسبته».
وبهذا الصدد، كشف شرف الدين حيثيات ما جرى وأكد أن بوحبيب اتصل به ليبلغه أنه قرّر التنحّي عن الملف، فرد عليه بالقول: «بارك اللـه بك»! معتبراً أنه «لا عذر مقنعاً لممثل الدبلوماسية اللبنانية بأن يتنحى عن الوفد الذي سيزور سورية، وهو لديه توجه عام، ويبدو أن هناك إملاءات قد تكون خارجية».
بموازاة ذلك، أفادت مصادر إعلامية معارضة أمس، بتعرض اللاجئين السوريين لاستهداف مباشر من الفصائل الموالية لأنقرة، أثناء محاولتهم اجتياز الساتر الترابي الفاصل بين منطقة تل أبيض بريف الرقة ومناطق سيطرة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، للدخول إلى مناطق سيطرة الأخيرة، بعد ترحيل دفعة جديدة من السلطات التركية أول من أمس، حيث جرى استهدافهم بالأسلحة الثقيلة، ما أدى إلى إصابة شخصين من بين المرحلين.
جاء ذلك، في حين تحدثت وكالة «هاوار» الكردية عن توطين قوات الاحتلال التركي 50 لاجئاً سورياً جديداً في مدينة تل أبيض المحتلة، بعد أن تم نقلهم قسراً من الأراضي التركية إلى المدينة.
وأول من أمس، رحلت السلطات التركية قسرياً 50 شخصاً من اللاجئين السوريين في تركيا إلى ريف الرقة وذلك من معبر تل أبيض شمال الرقة، و40 شخصاً من معبر رأس العين شمال الحسكة، وفق ما نقلت وكالة «نورث برس» الكردية أمس عن مصادر وصفتها بـــ«الخاصة».