Site icon صحيفة الوطن

غرائب الدوري السوري

ينفرد الدوري السوري عن أقرانه من الدوريات العربية والقارية بأمور كثيرة جداً، ولعل أغربها ما يجري في بعض الأندية التي تقوم إداراتها بإجراء التعاقدات مع لاعبين للتحضير للاستحقاقات القادمة قبل أن تعلن عن مدرب الفريق، وكيف يرتضي المدرب بالتعاقد وهو لم يقم بانتقاء فرسانه الذين سيخوض بهم غمار المنافسات القادمة؟ على حين يعمد ناد آخر إلى جس نبض الشارع الكروي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة مدى قبولهم لهذا المدرب أو ذاك، ويتم تسريب أنباء التعاقدات عبر قنوات معينة للغرض ذاته، وأحد الأندية يخفي أسم المدرب الذي يعمل من وراء الستار لحين الوقت المناسب للظهور وهو يدرك أنه غير مقبول جماهيرياً مثلاً.

حملات التخوين للاعبين المنتقلين من هذا النادي لغيره مستمرة وبصوت عال للأسف، وهذه موجة غير مقبولة أخلاقياً، ولكنها احترافياً واردة، ولكن أن نجد لاعبين في الدوري قد لعبوا لأكثر من ستة أو سبعة أندية خلال المواسم الأخيرة، فهذا يدعو للتساؤل عن الاستقرار والتطور المنشود، فالغاية أصبحت معروفة لدى اللاعب وهي البحث عن مصادر المال، دون القيام بتطوير أدواته، ولا نظلم أحداً عندما نقول لا يوجد لدينا اللاعب النجم «الفلتة» الذي يستحق كل هذا والاستثناء نادر جداً؛ وإدارات الأندية والمدربان لا يهمهم المساعدة في بناء اللعبة لكونهم غير معنيين بهذا الموضوع ويرمون به على ظهر اتحاد كرة القدم الذي بدوره لا يقدم رؤيته التطويرية للأندية ويجبرها على التنفيذ ليكونوا جزءاً من عملية البناء.

المدربون أيضاً يدورون في فلك الأندية متنقلين باحثين عن عقد دسم، ولايهم إن استمر شهراً أو أكثر، وماذا طور في النادي واللاعبين؟! وقس على ذلك إدارات الأندية أيضاً التي تعيش وهم البطولة والشهرة فقط، أما باقي عوامل نجاح اللعبة من حكام ومراقبين وتأهيل الكوادر البشرية فالموضوع يسير بطريقة أقرب إلى الارتجالية.

ومادامت إدارات الأندية لا تتقيد باللوائح المالية للتعاقدات المعلنة من اتحاد اللعبة وتترك الحبل على الغارب، فلا اعتقد أنها ستتقيد بما تم الإعلان عنه من قبل حول عقود المدربين والضمانات والاستقرار ومدة عقد المدرب واللاعب مع ناديه، وضرورة تطعيم فرق الرجال بلاعبين شباب من أبناء النادي، وغيرها الكثير مما يوجب الوقوف عنده لكي يكون لدينا دوري عليه القدر والقيمة.

Exit mobile version