Site icon صحيفة الوطن

إخلاء منازل حاصرتها النيران في ريف اللاذقية … وزير الإدارة المحلية يناقش مع مسؤولي المحافظة خطة مكافحة الحرائق

من جديد، تعود كارثة الحرائق لتلتهم واحدة من أجمل المساحات الخضراء في اللاذقية، مشقيتا.. تتحول بسحرها إلى رماد جراء حرائق حراجية أتت على جمالها الطبيعي بشكل لا شك سيشوه معالمها الساحرة!

بعد تفقده صباح أمس الأربعاء عمليات الإخماد في مواقع الحريق في ريف اللاذقية، عقد وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف اجتماعاً في محافظة اللاذقية، بحضور محافظ اللاذقية عامر هلال، ضم رئيس مجلس المحافظة تيسير حبيب وأعضاء المكتب التنفيذي وأمين عام المحافظة ومدير الخدمات الفنية ورئيس قسم الجاهزية في الأمانة العامة.

وتركّز الاجتماع حول خطة مكافحة الحرائق والتنسيق بين منظومة الإطفاء، ودور اللجان المحلية في سرعة الإبلاغ والتعامل والاستجابة الفورية مع الحرائق.

كما تناول الاجتماع مجموعة من الإجراءات المتعلقة بمتابعة أعضاء المكتب التنفيذي للقطاعات المشرفين عليها، ودور المجالس المحلية ضمن مجتمعاتها وضرورة توفير الدعم الكامل لها لتأخذ دورها المنوط به وفق قانون الإدارة المحلية، والتعاون مع وسائل الإعلام.

وعرض مخلوف مجموعة من المتطلبات لمتابعة الواقع الخدمي والأسواق والتعاون بين كل القطاعات وإشراك المواطنين بالخطط والبرامج والتنمية والخدمات، ونشر المعلومات والبيانات المتعلقة بقرارات المكاتب التنفيذية للوحدات الإدارية ولاسيما في المحافظة والمدن.

من جهة ثانية، ناقش الاجتماع خطة التعامل مع تداعيات الزلزال وإجراءات حصر المتضررين وفق قرارات اللجنة 555، والإعفاءات والقروض التي يستفيد منها المتضررون.

تسخير كل الإمكانات

محافظ اللاذقية عامر هلال أكد لـ«الوطن»، أن المحافظة تسخر كل إمكانيات جميع المؤسسات العامة لمؤازرة فرق الإطفاء إضافة لتعاون الأهالي وفق إمكانياتهم.

وأشار هلال إلى التنسيق بين جميع الجهات مع منظومة الإطفاء للسيطرة على النيران وإخماد الحرائق بشكل تام.

ومنذ الساعات الأولى للحرائق وجّه محافظ اللاذقية بإخلاء عدد من المنازل في مزارع حاصرتها النيران ضمن مواقع الحريق بمنطقة مشقيتا لضمان سلامة الأهالي وتم نقلهم إلى مراكز إيواء بشكل مؤقت لحين السيطرة على النيران وإخمادها.

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قال محافظ اللاذقية: تتواصل جهود فرق الإطفاء للسيطرة على الحرائق لليوم الثاني على التوالي، تؤازرها حوامات للجيش والقوات الروسية الصديقة، وفرق إطفاء من عدة محافظات.

وأضاف: ومنذ اندلاع الحرائق وتقدير حجمها، طلبنا من المؤسسات والجهات الحكومية تأمين الآليات الهندسية وصهاريج المياه لتقديم الدعم اللازم لفرق الإطفاء على الأرض.

وأكد أنه يتم العمل بالتنسيق مع مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل والمؤسسات والجمعيات الأهلية على تأمين متطلبات العمال من مياه وطعام إلى جانب استنفار منظومة الإسعاف والهلال الأحمر العربي السوري على المحاور الرئيسية لتقديم الإسعافات اللازمة حين الحاجة.

تقسيم مواقع الحرائق

بالعودة لعمليات الإخماد والسيطرة على النيران تم تقسيم مواقع الحرائق في الريف الشمالي إلى أربعة قطاعات، هي شمالي وجنوبي وشرقي وغربي، وتوزيع العمل بين فرق الإطفاء على هذه القطاعات وبإشراف مباشر من كوادر مديرية الزراعة، الجهة الأكثر خبرة بالتعامل مع حرائق الغابات، لضمان التنسيق بين كل قطاعات الحرائق للسيطرة عليها.

خلال ساعات صباح أمس تمت السيطرة على ثلاثة قطاعات مع استمرار فرق الإطفاء في عملها على إخماد النيران في القطاع الشمالي وهي على محاور قرية الكواسر وبيت حليبية والملك.. نأمل مع تعزيز فرق الإطفاء ومساعدة الظروف الجوية في السيطرة على النيران ومنع تمددها.

السيطرة على عدة مواقع

وأكد مدير الزراعة في اللاذقية باسم دوبا لـ«الوطن»، السيطرة على عدة مواقع في حريق مشقيتا، مبيناً أن جبهة الحريق اتسعت على مساحة نحو 8 كيلو مترات في قرى سولاس وخربة سولاس وحمام وبيت سواحلي وبستنجيق والنهر الأسود وعين الزرقا والطارقية والزهراء.

ورأى أن اتساع الحريق شتت الجهود وتوزيع الآليات والفرق، على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها جميع الكوادر الموجودة في الموقع، لافتاً إلى السيطرة على الجبهة الغربية والجنوبية من الحريق مع العمل على تطويق النيران على الجبهة الشمالية، مشيراً إلى تدخل طائرة اليوشن وحوامات من الجيشين السوري والروسي، إضافة إلى العناصر الموجودة في محيط المنطقة.

المحافظة تستنفر مؤسساتها

وذكر أن محافظة اللاذقية استنفرت كل مؤسساتها للتعامل مع الحرائق، ووزارة الزراعة وبتوجيه من الوزير وضعت كل آلياتها وإمكانياتها للتدخل من إطفائيات وآليات ثقيلة في مديريات الزراعة والمشاريع في المحافظات ومنها في طرطوس وحمص وحماة والغاب ودرعا والقنيطرة وريف دمشق، إضافة إلى الكوادر والفرق المرافقة لها.

وبيّن أن 41 إطفائية تشارك في عمليات الإخماد منها 23 من مديرية زراعة اللاذقية و3 من الدفاع المدني و2 من فوج الإطفاء و3 تابعة للخدمات الفنية في اللاذقية، و2 من فوج إطفاء طرطوس و2 من مديرية زراعة القنيطرة وإطفائية من فوج إطفاء حمص و2 من فوج إطفاء درعا و2 من حراج طرطوس وإطفائية من فوج إطفاء مشتى الحلو، إضافة إلى 5 صهاريج من بلدية اللاذقية ومؤسسة ومديرية مشروع استصلاح الأراضي ومديرية المشاريع المائية، إضافة إلى جرارين من مديرية الزراعة في اللاذقية، كما يوجد تركسان من الخدمات الفنية ومديرية الزراعة في اللاذقية، و4 بلدوزرات من التشجير المثمر واستصلاح الأراضي والإسكان العسكري، ومنظومة الإسعاف في اللاذقية.

من جهته، أكد مدير الدفاع المدني في اللاذقية العميد الركن جلال داؤود لـ«الوطن»، أن الحرائق التي اندلعت الثلاثاء الماضي في عدة مناطق من ريف اللاذقية، معظمها مفتعل، مشيراً إلى أن التحقيقات مستمرة لكشف أسباب الحرائق كافة.

وأشار داؤود إلى أن موقع حريق جبل النملة في منطقة ربيعة بريف اللاذقية الشمالي، يعد منطقة قريبة من أماكن وجود المسلحين الإرهابيين الذين تسببوا في اندلاع الحريق في الجبل.

وأضاف إن حريق مشقيتا من المرجح بشكل كبير أن يكون مفتعلاً أيضاً، مشيراً إلى أن المناطق التي اندلعت بها النيران بشكل متزامن بعيدة عن بعضها جغرافياً، ما يشير مبدئياً إلى أنها مفتعلة.

نسب السيطرة متباينة

وحول عمليات الإخماد، أكد داؤود أن نسب السيطرة متباينة في محيط ربيعة بين وقت وآخر، والأمر يعود لصعوبات الطرقات الوعرة في تضاريس المنطقة الجغرافية بجبل النملة وقربها من مناطق الإرهاب، مشدداً على تعاون جميع الجهات لتطويق النيران والسيطرة عليها.

داؤود ذكر أن عمليات إحصاء الأضرار لم تنتهِ بعد، وقدّر أن المساحات المحروقة قد تتجاوز هكتارين.

بدوره، قال قائد فوج الإطفاء في اللاذقية المقدم مهند جعفر لـ«الوطن»: إن صعوبة التعامل مع الحريق الضخم في مشقيتا، ناجمة عن سرعة الرياح الشديدة، مؤكداً أن جميع الكوادر تبذل جهوداً كبيرة في عمليات الإخماد، ومراقبة المواقع المخمدة حتى لا تعود النيران بفعل الرياح.

وأشار جعفر إلى تعاون جميع الجهات في عمليات الإخماد في كل المواقع حتى يصار إلى إخمادها جميعاً بأقل الأضرار الممكنة.

في السياق، تعمل منظومة الإسعاف والطوارئ في مديرية صحة اللاذقية على مؤازرة الإطفاء والدفاع المدني والجيش السوري في أماكن انتشار الحرائق التي نشبت في ريف اللاذقية الشمالي، وتم تجهيز سيارات الإسعاف بكوادرها لتكون على أهبة الاستعداد في كل المحاور(مشقيتا – البهلولية – كفرية – قسمين – غرفة عمليات الإطفاء)؛ لتقديم الخدمات المنقذة للحياة في المكان أو أثناء النقل الآمن وفور تلقي أي بلاغ.

Exit mobile version