جولة جديدة أخرى نطوف من خلالها على سوق انتقالات لاعبي كرة القدم للصيف الساخن جداً (حرارة وتعاقدات) ونتحدث فيها عن أهم الصفقات المنتظرة قبل نحو الشهر على إقفال الميركاتو الصيفي، فمازالت الرواية الخاصة بالنجم الفرنسي كليان مبابي لم تقفل فصلها الأخير وسط أخبار كثيرة عن وضعه إدارة الباريسي تحت الضغط من أجل التخلي عنه لمصلحة الريال ولم تفلح المحاولة السعودية في حل المشكلة العالقة بين اللاعب وإدارة سان جيرمان بانتظار الأيام القادمة لعلها تحمل الحل السحري للنهاية التي ترضي الجميع، وفي إنكلترا تتشابه الحكاية عند الحديث عن الهداف الدولي الإنكليزي هاري كين الساعي للخروج من توتنهام ولديه عرض جاهز من إدارة بايرن ميونيخ لكن المقابل المادي لم يقنع إدارة السبيرز التي تحاول الاستفادة من قيمة النجم الأول للفريق خلال العقد المنصرم.
وفي إنكلترا أيضاً أصبح موسيس كايسيدو الشغال الشاغل لسوق الانتقالات بعد رفض برايتون لثلاثة عروض متتالية من تشيلسي للتعاقد معه، أما روميلو لوكاكو فلم يحسم مصيره حتى الآن والمفاوضات على نار هادئة بين اليوفي وتشيلسي، وبالمقابل فمازال الدوري السعودي يجذب عدداً آخر من النجوم وآخرهم الإيطالي ماركو فيراتي والحبل على الجرار.
مبابي.. يا مدلل
لم يعد هناك مكان للعواطف في عالم كرة القدم فالانتماء أصبح للمال إلا في حالات نادرة، هذا ما أكدته بعض الحالات التي تابعنا تفاصيلها منذ الموسم الماضي واشتعلت هذا الصيف وهذا ما يحدث مع كليان مبابي هذه الأيام، ففي العام الماضي حاول اللاعب الدولي الفرنسي مغادرة باريس سان جيرمان نحو ريال مدريد وهو الحلم الذي يراوده منذ سنوات ولم يخف النادي الملكي رغبته الحقيقية بالتعاقد معه ليصبح رأساً لمشروع يمتد لسنوات قادمة على غرار الصفقات التي يقوم بها الفريق عادة، فرنسا قامت ولم تقعد من أجل النادي الباريسي الذي تمسك بالنجم ونجحت مساعيه بعد تدخل على أعلى مستوى في الدولة وكذلك شخصيات سياسية ورياضية عالمية ليبقى كليان في باريس بعقد لموسمين وبشروط جديدة قيل يومها إنها شبه تعجيزية لكن إدارة النادي وافقت عليها، وقبل انتهاء الموسم الأول أعلن مبابي أنه يرغب بالرحيل إلى مدريد وإن كان بالإمكان في الصيف الحالي وحاولت إدارة سان جيرمان تجديد العقد بغية الاحتفاظ باللاعب أو حتى المفاوضة على بيعه من موقع أفضل.
إلا أن كليان (الطماع) أعلن صراحة بأنه لن يضيره الانتظار حتى صيف 2024 ومن ثم الانتقال إلى الريال مجاناً ذلك أنه سيصبح حراً ويذهب بالمجان طمعاً بمكافأة توقيع مرتفعة من النادي الملكي على اعتبار أن الأخير لن يتكلف أي مبلغ للنادي الفرنسي وأفادت بعض المصادر أن المبلغ الذي سيتقاضاه مبابي سيصل إلى 130 مليون يورو كمكافأة توقيع، وعندما تأكد سان جيرمان بأن الأمر وصل إلى طريق مسدود فقد فضل بيعه هذا الصيف وسط صمت رهيب من جهة الريال التي فضلت عدم الدخول في مهاترات أو حتى الطلب من الباريسي شراء عقد كليان هذا الصيف، وعليه باتت إدارة الباريسي في وضع محرج، فمن جهة خسرت اللاعب عملياً من الموسم القادم ولن تستفيد مقابل خروجه بالمبلغ الكبير فما كان منها إلا الإعلان عن استغنائها عن اللاعب مباشرة فوضعته خارج قائمة الفريق وعرضته للبيع مباشرة الشيء الذي أثار حفيظة الاتحاد الفرنسي الذي وجد أن جلوس هدافه المدلل على دكة الاحتياط سيحرمه من ممارسة اللعب نحو موسم كامل وبالتالي ربما يفقد الكثير من حساسية المباريات لاسيما أن المنتخب الفرنسي لديه استحقاقات كثيرة وأهمها نهائيات يورو في الصيف القادم ويتوجب عليه دخولها بكامل الجاهزية.
طريق مسدود
عرض اللاعب للبيع دفع العديد من المراقبين وخبراء الانتقالات لوضع أكثر من احتمال حول الوجهة القادمة له ولم يكن غريباً إذ أدرجت على القائمة أندية تشيلسي ومان سيتي وليفربول وبالطبع ريال مدريد حتى إن بعض المصادر شطحت كثيراً عندما أوردت اسم برشلونة رغم المشاكل الإدارية والمادية والقانونية التي تلاحقه.
إلا أن مبابي أعلن صراحة أنه لن يرحل سوى نحو العاصمة الإسبانية، وحاول الهلال السعودي بدعم من لجنة التعاقدات الخاصة بالدوري السعودي التي استقطبت كل الصفقات لأندية المملكة الدخول على الخط حلاً للمشكلة العالقة بين سان جيرمان ومبابي طارحاً على الأخير فكرة لعب الموسم القادم بقميص الهلال الأزرق والانتقال بعدها (حراً) إلى الريال، وارتكزت إدارة الهلال على قبول الباريسي العرض الخيالي (300 مليون يورو) وعلى المبلغ الخيالي أيضاً المعروض على كليان (700 مليون تقريباً) وبالتأكيد على قبول الريال الانتظار حتى العام القادم كي لا تدفع رسوم انتقال إلى النادي الفرنسي، ولم تكد الفكرة السعودية تطبع حتى (شاطت) من أساسها بعد الرفض القاطع من مبابي حتى إنه رفض بتاتاً مقابلة الوفد السعودي الخاص في باريس.
هذه الحكاية أزعجت رئيس ريال مدريد بيريز الذي اعتبر تصرف مبابي صبيانياً وكشف أن الفريق الملكي يريد التعاقد مع كليان لكنه ليس في عجلة من أمره فمازال هناك المزيد من الوقت للبت في هذا الأمر، ويبدو أن الريال ينتظر الأيام الأخيرة من الميركاتو للدخول في مفاوضات مع سان جيرمان حول التعاقد مع اللاعب وعندما لن يكون الكثير من الوقت أمام الأخير للمناورة حول السعر الذي تفرضه الظروف، ولم يجد الباريسي بدا من إدخال طرف ثالث على الخط وقد طرحت إدارة الباريسي رقماً يفوق 200 مليون يورو للتخلي عن كليان، إلا أن الرفض كان متوقعاً من إدارة الريال التي تطمع لتخفيض الرقم إلى النصف، وتقول الأخبار الأخيرة إن والدة اللاعب وبعض الأطراف الآخرين دخلوا في المفاوضات غير المباشرة بين الريال وباريس والمصادر تفيد أن حلاً وسطاً ستنتهي به الحكاية وسيكون مرضياً للجميع لكن عليهم الانتظار ربما حتى انطلاق الدوريات الأوروبية بعد أسبوعين.
الأمير هاري
هو هاري كين الذي قضى أياما رائعة (9 مواسم) مع توتنهام على الصعيد الشخصي فتوج خلالها هدافاً للبريميرليغ واختير أحد أفضل اللاعبين والهدافين في العقد المنصرم وأصبح الهداف التاريخي للنادي وكذلك للمنتخب الإنكليزي إلا أنه افتقد للألقاب الجماعية فلم يتوج بأي لقب محلي أو قاري فكانت النصيحة بالانتقال إلى ناد كبير ولأنه فضل الخروج بعيداً عن بلاده فقد انتهت الخيارات إلى ثلاثة أندية من عمالقة الكرة الأوروبية التي يمكن أن تلبي طموحاته وبمقدورها أن تدفع المقابل المادي للتعاقد معه، الأول والثاني هما ريال مدريد وسان جيرمان وقد ارتبط الأمر بكليان مبابي في الحالتين ويبدو أن إدارة الميرينغي أخمدت فكرة التعاقد مع هاري في مهدها خاصة في حال قدوم الأخير على حين باريس ربما دخل على الخط بزخم في حال باع كليان وهذا الأمر قريب.
أما الثالث والذي أبدى رغبة جدية هو بايرن ميونيخ الذي وجد آذاناً مصغية عند كين وإدارة السبيرز التي تحاول جرّ الأمر إلى أبعد مدى لكسب أكبر مقابل مادي الصفقة الأغلى في تاريخ النادي، فقد حاول توتنهام التمسك بنجمه وقائده حتى النهاية لكنه انصاع لرغباته في النهاية ويحاول بالتالي التعاقد مع بديل أو أكثر لتعويض الفراغ الذي سيتركه، أمس الأول احتفل كين بميلاده الثلاثين وكان مقرراً أن تجتمع إدارة توتنهام مع وفد النادي البافاري لوضع التفاصيل الأخيرة على الصفقة إلا أن الاجتماع تأجل يومين أو ثلاثة باتفاق الطرفين علماً أن عرض البايرن الأخير بلغ 80 مليون جنيه استرليني وهو الذي رفضته إدارة السبيرز التي ترفض التخلي عن نجمها بأقل من 100 مليون يورو.
حكاية كايسيدو
وإذا كان هاري كين يستحق المبلغ المطلوب (على الأقل) فإن علامات استفهام كثيرة أثيرت حول اللاعب الإكوادوري موسيس كايسيدو المطلوب إنكليزياً، فإدارة ناديه برايتون تصّر على أن 100 مليون هو المبلغ الذي يستحقه هذا اللاعب الشاب وهاهي رفضت عرضين خلال الشهر الأخير من تشيلسي، الأول بقيمة 60 والثاني وصل إلى 70 مليون جنيه وجوبه بالرفض وآخر الأخبار تفيد بأن إدارة البلوز بصدد تقديم عرض ثالث بقيمة 80 مليون جنيه (حوالي 93 مليون يورو) لكن إدارة برايتون رفضت هذا المبلغ معتبرة أن كايسيدو ابن الواحد والعشرين لن يغادر إلا مقابل 100 مليون، ويبدو أن إدارة برايتون تحاول استغلال إلحاح تشيلسي في طلب اللاعب للوصول إلى المبلغ المطلوب لكنها لم تغلق باب المفاوضات.
محرز وفيراتي
وبالعودة إلى السعودية فقد أغلق الاتفاق صفقة جوردان هندرسون من ليفربول وكذلك أقفل الأهلي جدة صفقة رياض محرز بعد مفاوضات متعثرة في البداية إلا أن نادي مانشستر سيتي الذي قضى فيه الدولي الجزائري خمسة مواسم وافق على إتمام الصفقة مقابل 30 مليون جنيه استرليني وقد التحق قائد محاربي الصحراء البالغ من العمر اثنين وثلاثين عاماً بمعسكر فريقه الجديد ليباشر عقده الجديد الذي يمتد لثلاثة مواسم ولم يكشف الطرفان قيمة الأجر السنوي الذي سيتقاضاه محرز.
ومع انتهاء قضية هندرسون ورياض محرز واقتراب انتهاء صفقة انتقال فابينيو من ليفربول إلى النصر طفت على السطح ضربة جديدة يتهيأ الهلال بتوجيهها لباريس سان جيرمان بالتعاقد مع الإيطالي ماركو فيراتي ابن الثلاثين عاماً والذي راجت حوله بعض الشائعات ومنها طلب ليفربول التعاقد معه، وكانت إدارة الباريسي أعلنت موافقتها على رحيل فيراتي بعد تذبذب مستواه خلال الموسم الماضي إلا أنها رفضت عرضاً أولياً من الهلال بقيمة 30 مليون يورو وطالبت الجانب السعودي برفع المبلغ لكن إدارة الهلال أعلنت أنها لن ترفع العرض بل يمكنها أن تزيد بعض الأرقام فيما يتعلق بالحوافز التي يمكن أن تضاف إلى العقد، وتحاول إدارة الباريسي رفع المبلغ بل طالب بمبلغ 80 مليون يورو وهو ما رفضه الهلال تماماً وأشارت بعض المصادر إلى أنه سيخصص راتباً سنوياً للاعب يصل إلى 50 مليون يورو سنوياً.