وسط إعلان الجانبين عزمهما على رفع مستوى العلاقات بينهما إلى مستوى التعاون الإستراتيجي سعياً إلى عالم متعدد الأقطاب، جرت القمة الروسية-الإفريقية الثانية يومي الخميس والجمعة الماضيين في سان بطرسبوع الروسية، وعلى الرغم من ضغوط الغرب حضرتها وفود من أغلبية دول القارة السمراء وتم اعتماد إعلان ختامي شمل جميع مجالات التعاون.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشار بعد اختتام أعمال القمة إلى أن قادة الدول الإفريقية أظهروا الإرادة السياسية والاستقلال والاهتمام بتطوير التعاون مع روسيا، وموسكو تقدر ذلك عالياً.
وفي تعليق له قال نيكيتا بانين، الباحث بمعهد الدراسات الإفريقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية: إن القمة أثبتت أن روسيا ليست معزولة، ويمكن اعتبار الإعلان الختامي وخطة العمل المشترك حتى عام 2026 أهم نتيجة للقمة، وذلك حسب موقع «روسيا اليوم».
وفي الوثيقة النهائية، اتفقت روسيا والدول الإفريقية على التصدي للعقوبات الأحادية الجانب، والعمل على تخفيفها، وتعزيز التعاون لمكافحة القيود التي تعرض إفريقيا لخطر المجاعة.
ووفقا للخبير تساعد روسيا دول القارة في التغلب على مشكلة نقص الغذاء، إذ كان حجم الإمدادات لنصف عام 2023 مساوياً تقريباً لمستوى عام 2022 بأكمله.
وحسب الوثيقة النهائية، ستتعاون روسيا ودول إفريقيا في مكافحة الإرهاب، وسيتم التصدي لانتشار الأفكار المتطرفة بين الشباب.
وإضافة إلى ذلك، تنص الوثيقة الختامية للقمة على أن روسيا والدول الإفريقية اتفقت على المطالبة بتعويضات عن الأضرار الناجمة عن السياسة الاستعمارية وتعزيز إعادة الممتلكات الثقافية.
وخلال القمة، ناقش الطرفان أيضاً الأزمة الأوكرانية، وشدد الجانب الإفريقي على ضرورة تحقيق وقف إطلاق النار في أوكرانيا، وأظهر الرئيس الروسي أنه مستعد للحوار، والآن أصبح من الضروري إقناع الجانب الآخر.
وعقب التوقيع على الإعلان الختامي، قال بوتين: إن موسكو تقدر نهج الدول الإفريقية لإيجاد سبل لحل النزاع في أوكرانيا، وروسيا مستعدة للبحث عن طرق حل الوضع سلمياً، ونوه بأن روسيا درست بعناية مقترحات الدول الإفريقية لحل الوضع في أوكرانيا، وأعرب عن أمله في أن «يفهم الزملاء الأفارقة جيداً طبيعة وأصول هذه الأزمة». وأشار إلى أن الغرب يجر أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي «ناتو».
وخلال يومي القمة والمنتدى، اتخذت روسيا عدة خطوات لتعزيز العلاقات مع القارة الإفريقية، إذ أعلن الرئيس الروسي إطلاق برنامج مساعدات للرعاية الصحية بقيمة 1.2 مليار روبل للبلدان الإفريقية كما أبدى عزم موسكو على مساعدة الدول الإفريقية في تطوير قطاع الطاقة.