Site icon صحيفة الوطن

القوى الداعمة للإرهاب لا تزال ماضية في عدوانها ومن يُجِد قراءة التاريخ فهو وحده القادر على رسم ملامح المستقبل … مدير الإدارة السياسية في حوار مع «الوطن»: الجيش مصمم على إعادة الأمن والاستقرارِ إلى كلِّ شبرٍ من ترابِ وطننا الحبيب وتحريره من الإرهاب والاحتلال

أكد مدير الإدارة السياسية اللواء حسن سليمان أن الجيش العربي السوري مصمم اليوم أكثر من أي وقت مضى على اقتلاعِ الإرهاب من جذورِه وإعادة الأمن والاستقرارِ إلى كلِّ شبرٍ من ترابِ وطننا الحبيب وتحريره من رجسِ الإرهاب والاحتلال.

وفي مقابلة مع «الوطن» بمناسبة الذكرى الثامنة والسبعين لعيد الجيش العربي السوري، لفت مدير الإدارة السياسية إلى أنه على الرغم من حجم العدوان العسكري والسياسي والاقتصادي، والحملات الإعلامية الدعائية التضليلية التي لا تزال تشنها أطراف العدوان وفي مقدمتهم الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لا تزال سورية صامدة بكل جدارة، وقال: «يدرك المتابعون للأحداث في سورية أن القوى الداعمة للإرهاب لا تزال ماضية في عدوانها لأنها صاحبة مصلحة كبرى لجهة نهب الثروات السورية من نفط وقمح وآثار وغيرها وإطالة أمد الأزمة إلى ما لا نهاية، ولذا فإنها تعمل جاهدة لعرقلة مهمة الجيش العربي السوري في القضاء على الإرهاب واستعادة جميع المناطق المحتلة، لكننا نؤكد أن هذا الجيش العظيم الذي حارب الإرهاب وداعميه بالوتيرة والعزيمة ذاتها طوال عقد ونيّف، وصمد وحقق الإنجازات الباهرة التي كانت بمنزلة إعجاز عسكري باعتراف العدو قبل الصديق، هو جيش قادر على تحرير كل شبر محتل من أرضنا الحبيبة والقضاء على آخر إرهابي أينما كان وأياً كان داعموه ورعاته».

وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:

• سيادة اللواء.. كل عام وأنتم بخير بمناسبة الذكرى الثامنة والسبعين لتأسيس الجيش العربي السوري.

كلَّ عامٍ وأنتم بخير ووطنُنا الصامدُ المقاومُ وشعبُنا الأبيُّ وجيشُنا الباسلُ وقائدُ الوطن السيدُ الرئيس الفريق بشار الأسد بألفِ خيرٍ بمناسبة عيدِ الجيش العربي السوري الذي يواصلُ الاضطلاعَ بمسؤولياتِه الوطنيةِ الكبيرة، مُثبتاً للجميع أنه أهلٌ للثقةِ والأمانة، والمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقه..

فتحيةً لجيشنا الباسل في عيدِه الثامن والسبعين.. تحيةً لرجالِه الميامين وهم يبذلونَ الغالي والنفيس على كامل مساحة الوطن في مواجهةِ الإرهاب وداعميه، والرحمةُ والخلودُ لأرواحِ شهدائِنا الأبرارِ الذين ارتقوا بعظيمِ تضحياتِهم إلى علياءِ السُّؤْدُدِ والفَخَار، والشفاءُ العاجلُ لجرحانا الأبطالِ الميامين الذين علَّموا الكونَ كيف تكونُ البطولةُ والرجولة.

• سيادة اللواء… جيشنا الباسل منذ تأسيسه حتى اليوم يقدم الأنموذج والمثل الأعلى في الانتماء والولاء للوطن حتى غدا مدرسة في الوطنية والغيرية.. كيف يجسّد جيشنا الباسل هذا الانتماء، وكيف تنظرون إلى الدور الذي يضطلع به اليوم في الدفاع عن الوطن وصون مستقبل أبنائه؟

تعلمون أهمية الدورِ الوطنيِّ المحوريِّ الذي لَعبَهُ الجيشُ العربيُّ السوريُّ منذ التأسيسِ حتى اليوم، هذا الدورُ الذي حمى سورية وحَصَّنَها في مواجهةِ جملةِ الأخطار والتحدياتِ والمشاريعِ الخارجيةِ الاستعماريةِ عبر التاريخ، وضَمِنَ لها موقعاً مرموقاً ومكانةً مهمةً في المنطقةِ والعالم، وكما قال السيد الرئيس الفريق بشار الأسد مخاطباً رجال جيشنا الباسل: «لكم في هذا التاريخ دورٌ بارز أديتموه على الوجه الأكمل وعلى نحو مشرّف، تشهد على ذلك المعارك التي خضتم غمارها ببطولة منقطعة النظير وإيمان عظيم بشرف الشهادة التي هي الطريق إلى النصر».

ومن هنا فقد حاول أعداء سورية النيل من قوة هذا الجيش وإضعافه، كما فعلوا في بلدانٍ كثيرةٍ تحت شعاراتٍ ومسمياتٍ زائفةٍ وكاذبة، ليتمكنوا من السيطرةِ على المنطقةِ بأسرِها وإخمادِ جذوةِ المقاومة التي تُشَكِّلُ سورية مُنطَلَقَها وحاضنَها وركيزَتَها الأساسية.

ولا نبالغُ عندما نقول إن جيشَنا الباسلَ استطاعَ على مدى عقود من الزمن ضَبْطَ إيقاعِ الأحداثِ وتداعياتِها في المنطقة، وتمكَّن من إفشالِ جميعِ المحاولاتِ الهادفةِ إلى النيلِ من سيادةِ سورية واستقلالِها وكرامةِ أبنائِها، وهو اليومَ بالتعاونِ والتلاحمِ مع أبناءِ شعبِنا الأبي الصامد ما زال يقف كالطَّوْدِ الشامخِ في مواجهةِ المشروعِ الاستعماري القديم الجديد وأدواتِه الإرهابيةِ، ونحن واثقون أنه سيتمكن ــ كما فَعَلَ في السابق ـ من تحقيقِ النصرِ في معركتِه الوجوديةِ المصيرية ليصونَ حُرْمَةَ ترابِنا المقدس ويضمنَ مستقبلَ أبناء سورية جميعاً.

• سيادة اللواء.. راهن المعتدون بعد عقد ونيّف من المواجهة المستمرة والحرب غير التقليدية على قدرة الجيش العربي السوري على الصمود، برأيكم ما أبرز عوامل صمود جيشنا الباسل طوال هذه السنوات؟

إن جيشاً ينطلقُ في أدائِه وعملِه وتضحياتِه من عقيدةٍ راسخةٍ وإيمانٍ مطلـقٍ بالنصر.. هذا الجيش الصامد القويُّ لا تُنْهِكُهُ السنواتُ مهما طالتْ ولا التحدياتُ مهما اشتدت، ولا شكَّ أن هذه الحربَ الشرسةَ العدوانيةَ هي من أعقدِ أنواع الحروب، لكونَها لا تندرجُ ضمنَ أي سياقٍ تقليدي، ولاسيما في ظل الدعـم المتواصل والمتنوع الذي تقدِّمُهُ أطراف معروفةٌ في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية للتنظيماتِ الإرهابيةِ المسلحة، ولذا فإن من الصعبِ على عاقلٍ أن يتصورَ جيشاً في العالم قادراً على المواجهةِ والصمودِ وتحقيقِ الإنجازاتِ في ظلِّ ظروفٍ وتحدياتٍ صعبةٍ ومعقدة كتلك التي نشــهدها في سورية، لكنْ ـ وكما أسـلفتُ قبل قليل ـ فإن التلاحمَ والتفاعلَ الخــلاّقَ بين شــعبنا الأبي وجيشِنا الباسل وقيادتنا الحكيمة، والوقوفَ صفاً واحداً في خندقِ الدفاعِ عن الوطنِ قد ضَمِنَ لسورية قوتَها وقدرتَها على مواجهةِ أشرسِ حربٍ عرفها تاريخُ البشريةِ الحديث، ولا ننسى الدعمَ المتواصلَ والاهتمام المباشر من السيد الرئيس الفريق بشار الأسد القائدِ العام للجيش والقوات المسلحة الذي يحرصُ باستمرارٍ على مواكبةِ رجالِ جيشنا الأبطالِ في مواقعِ عملِهم والاطلاعِ على ظروفِهم ورَفْعِ معنوياتِهم وشَحْذِ عزائِمهم لمواصلةِ تنفيذِ مهامهم بالشكل المطلوب وصولاً إلى تحقيق الانتصار..

وإنني أؤكد في هذه المناسبة أن رجالَ جيشنا العربي السوري هم اليومَ ـ أكثر من أي وقتٍ مضى ـ مصممونَ على اقتلاعِ الإرهاب من جذورِه وإعادة الأمن والاستقرارِ إلى كلِّ شبرٍ من ترابِ وطننا الحبيب وتحريره من رجسِ الإرهاب والاحتلال، مجسدين قول الرئيس الفريق بشار الأسد: «أنتم ما بخلتم يوماً بعطائكم وتضحياتكم، فبأرواح الشهداء البررة كُتبت للوطن الحياة.. وبالدماء الزكية الطاهرة التي عمّدت الأرض تحققت للوطن الكرامة.. وبجهودكم وعطائكم سار الوطن على درب التقدم».

• سيادة اللواء.. مع استمرار الحرب الإرهابية على سورية والعقوبات الاقتصادية الجائرة المفروضة على شعبنا الأبي، كيف تنظرون إلى المستقبل؟

صحيح أن سورية تواجه حرباً إرهابية عدوانية لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية الحديث، لكنها صامدة بكل جدارة على الرغم من حجم العدوان العسكري والسياسي والاقتصادي، والحملات الإعلامية الدعائية التضليلية التي لا تزال تشنها أطراف العدوان وفي مقدمتهم الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.

ويدرك المتابعون للأحداث في سورية أن القوى الداعمة للإرهاب لا تزال ماضية في عدوانها لأنها صاحبة مصلحة كبرى لجهة نهب الثروات السورية من نفط وقمح وآثار وغيرها وإطالة أمد الأزمة إلى ما لا نهاية، ولذا فإنها تعمل جاهدة لعرقلة مهمة الجيش العربي السوري في القضاء على الإرهاب واستعادة جميع المناطق المحتلة، لكننا نؤكد أن هذا الجيش العظيم الذي حارب الإرهاب وداعميه بالوتيرة والعزيمة ذاتيهما طوال عقد ونيّف، وصمد وحقق الإنجازات الباهرة التي كانت بمنزلة إعجاز عسكري باعتراف العدو قبل الصديق، هو جيش قادر على تحرير كل شبر محتل من أرضنا الحبيبة والقضاء على آخر إرهابي أينما كان وأياً كان داعموه ورعاته.

أما بالنسبة لمستقبل سورية فإن من يجد قراءة التاريخ فهو وحده القادر على رسم ملامح المستقبل، وإن من يمتلك الحق ويعتنق الصمود والمقاومة نهجاً وطريقاً هو من يكتب عناوين المستقبل المشرق، ولذا فإن مستقبل سورية سيكون مشرقاً مزدهراً لأن فيها قائداً حكيماً يدير الدفة بشجاعة واقتدار، لا يهادن ولا يقبل الخضوع على الرغم من الضغوطات العديدة ومحاولات الترغيب والترهيب، بل يؤثر المواجهة والتصدي لقوى الهيمنة والاستكبار على الارتهان لمشيئة تلك القوى واللحاق بركب الدول الخاضعة والتابعة.. مستقبل سورية سيكون مشرقاً لأن فيها جيشاً أبياً مقداماً خَبِرَ كلَّ صنوف القتال، وأبدع في التعامل مع مختلف أنواع السلاح، ونجح في تنفيذ أعقد وأصعب المهام القتالية التي تعجز عنها أحدث جيوش العالم.. ولأن في سورية شعباً صامداً مقاوماً يلتفُّ حول قائده وجيشه، ويقف بكل شموخ وعنفوان في مواجهة العقوبات والحصار والإرهاب والدمار..

• في ختام لقائنا.. هل من كلمة تودون توجيهها إلى شعبنا وجيشنا في هذه المناسبة الغالية على قلوب السوريين جميعاً؟

إنه لمن دواعي الفخرِ والاعتزازِ أن نتوجه في عيد الجيش العربي السوري بتحيةِ التقديرِ لقواتِنا المسلحةِ الباسلة ـ ضباطاً وصف ضباط وأفراداً ـ وأنْ نحيي صمودَهم وتفانيهم وتضحياتِهم وبطولاتِهم، كما نترحَّمُ على أرواحِ شهدائِنا الأبرارِ الذين كانوا وسيبقونَ مناراتِ هذا الوطنِ الأبي وقناديلَ عزتِه وإبائِه، ونقولُ لجرحانا الأبطال: بوركتْ جراحكُم الطاهرةُ التي نَزَفَتْ فكانت بلسماً للوطن.

ويسرني أن أحييكم في هذه المناسبة الغالية وأحيي جميعَ كوادرِ جريدة «الوطن» على الجهود الكبيرِة المبذولِة في إظهار الصورةِ الحقيقيةِ ومواجهة أكاذيب المتآمرين وحربهم الدعائية التضليلية، وهذه الجهود لا تقل أهمية عن الجهود المبذولة في ميادين المعارك فلكل ميدان سلاحه وأدواته وأبطاله ورجاله.

وختاماً نعاهدُ أبناءَ شعبِنا الصامدين الأوفياء وقائدَ وطنِنا ورمزَ عزتنا وإبائنا السيدِ الرئيس الفريق بشار الأسد على البقاء دائماً وأبداً عندَ حُسْنِ الظَّن، أهلاً للثقةِ والأمانة، معبِّرين عن طموحاتِ شعبنا الأصيل وتطلعاتِه نحو مستقبلٍ مشرقٍ يسودُه السلامُ والطمأنينةُ والعزةُ والكرامة.

Exit mobile version