Site icon صحيفة الوطن

التكريم الوهمي

عندما تأهل منتخب سورية للشباب لنهائيات أمم آسيا خلال أيلول الفائت استقبله المعنيون استقبال الفاتحين، وكأنهم ختموا كرة القدم من بابها لمحرابها، وكتبنا في «الوطن» منتقدين هذه العقلية التي تقتل الطموح عند اللاعبين، وقلنا: كيف نبالغ بأهمية تأهل منتخبنا الشاب للنهائيات القارية ونحن الذين بصمنا في نهائيات كأس العالم غير مرة بالفئة نفسها؟

كيف نجعل من التأهل إنجازاً ونحن الذين كنا أبطالاً للقارة قبل ثلاثة عقود؟

صحة كلامنا ترجمت على أرض الواقع عندما خاض شبابنا نهائيات القارة في أوزبكستان وخرجوا بنقطة وهدف يتيم جاء في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع بمواجهة العراق بعدما خسر شبابنا أمام أوزبكستان بهدفين وأمام إندونيسيا بهدف.

بالأمس القريب شارك منتخبنا الأولمبي ببطولة الدورة العربية مدعماً بثلاثة لاعبين من المنتخب الأول، ولم يستطع فك شيفرة الفدائي الفلسطيني الذي هزمه في غرب آسيا يوم 12 حزيران وتعادل في الدورة العربية بعد أقل من شهر.

الأولمبي صحيح أنه بلغ المباراة النهائية للدورة العربية ولكنه خسر أمام شباب السعودية بركلات الترجيح يوم 14 تموز بعد 12 يوماً من التعادل في المباراة الأولى، ورغم أن الكثيرين أشاروا إلى أن ذلك إخفاقاً في أكثر من وسيلة إعلامية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن المراقبين فوجئوا بإقامة احتفالية تكريمية للمنتخب أول أمس في خضم تحضيره للتصفيات المؤهلة للنهائيات القارية.

السؤال الذي يطرح نفسه: هل يقبل الاتحاد المصري تكريم مدرب أولمبي عندهم خسر أمام منتخب عربي شاب؟ ونطرح ذلك من منطلق أن مدرب منتخبنا الأولمبي هو مصري الجنسية.

نحن مع تكريم المتفوقين في الدورة العربية وهذا حقهم، ولكن حالة المنتخب الأولمبي لا تنطبق على الإنجازات التي حققتها البعثة السورية في بقية الألعاب وهذه حقيقة.

التكريم الوهم ليس سبيلاً لنقول إن كرتنا بخير، فالقاصي والداني يعرف أن كرتنا مريضة وأن بطولاتنا المحلية بالكاد تصل إلى النهايات، والحقيقة الدامغة أن كرتنا أعيت الأطباء لتشخيص العلل، والتكريم الوهمي يكاد يكون المرض الأصعب.

Exit mobile version