Site icon صحيفة الوطن

عمل على موضوعات الفداء والروح وتفرغ لها … برهم العوض لـ«الوطن»: أنجزت عملاً جدارياً عن الحرب في سورية أمام الجمهور بدار الأوبرا

واحد من الفنانين التشكيليين المهمين في الساحة السورية، تجاربه عديدة وناجحة، وقف عند الطبيعة السورية فأخرجها في كينونة مميزة، وكانت له تجربة انطباعية مميزة، وما تزال ترافقه في لوحات، ولكن الفنان الأكاديمي برهم جريس العوض الذي ترهبن للفن والمكان، تفوق على ذاته في ثلاثة ميادين: البورتريه، تصوير الحرب على سورية، فن الأيقونة، وفي الأخيرة يميز بنوعين: الأول ما يحاكي الأيقونات وأسلوبها من بيزنطية وإلى يومنا، والثاني قدم من خلاله رؤيته الخاصة لهذه الروحانية التي ينتمي إليها..

برهم العوض فنان مجتهد ومميز غاية التميز، ولكنه لا يخرج من صومعته مؤثراً لونه وريشته وموضوعه والفكرة.

• هناك لوحة في دار الأوبرا تستوقف الزائر عن الحرب في سورية ماذا عنها وعن لوحة الوجه المحفوظة في وزارة الثقافة؟

رؤيتي الفكرية والفنية، وربما أسلوبي ساعدت جميعاً في صياغة هذه اللوحة بعيداً عن المباشرة، كانت الرموز والإيحاءات والدلالات، من السيوف إلى الوجوه والأقنعة والأمومة، والمباني التي تحمل دلالات فكرية وتاريخية، شاركت في هذه اللوحة وقدمتها لدار الأوبرا، وهي من اللوحات الغالية لما أخذته مني من جهد ووقت وفكر، وأترك للمتذوق قراءة ما فيها، وكذلك لوحة الوجه، فهي تعبير عن ألم لا يحتاج إلى مزيد من الشروح.

• نعود إلى أهم المحطات التي شكلت الفنان ما هي؟

من البداية في الصف الخامس الابتدائي، أول معرض جماعي في الصف السادس معرض فردي على مسرح نقابة العمال حتى المرحلة الثانوية كانت أعمالاً تجارية، رسومات ثم دراسة الجامعة تضمنت عدة مشاركات بمعارض مختلفة منها الكلية والمديرية، ثم توجهت إلى رسم الأيقونات الكنسية البيزنطية، شاركت بمعرض على مستوى القطر بمشاركة أربعة فنانين ذهبت اللوحات ولم تعد.

• وماذا عن مشاركاتك ومعارضك؟

شاركت بعدة معارض داخلية وخارجية، معارض الاتحاد السنوي الدائم.

معرض فردي في لبنان، معرض فردي في حلب، معرض فردي في لبنان عن حلب المنكوبة، معرض فردي في المركز الثقافي جرمانا، معرض فردي في دار الأوبرا السورية لمدة شهر.

كما أتممت خلالها عملاً للدار رسم مباشرة أمام الجمهور وقدم العمل للدار هدية قياس 25 × 22 على قماش في بهو الدار 2015.

• ما سبب ابتعادك عن الوسط التشكيلي وغربتك؟

أما سبب ابتعادي عن الحركة التشكيلية فله سببان: الأول الالتزام مع العائلة وتفرغي لفني ولوحاتي بعيداً عن الاجتماعيات فهي شغفي، ومصدر حياتي وأسرتي، والثاني هو وجود شللية في الوسط وهذا واضح للجميع.

• ما رأيك بالفنانين الشباب؟

أما بالنسبة للحركة الفنية والشبابية حصراً فهي ظاهرة قد تكون واعدة وجيدة، ولكن بغياب النقد البناء حصراً أقصد (الناقد المثقف فنياً وغير الموجه لا يمكن أن يكون هناك حركة فنية صحيحة).

فاللوحة التشكيلية مثل النص الأدبي تحتاج إلى ناقد مثقف وفاهم وخبير، والحركة النقدية تمثل دافعاً للتشكيل، وكل ما نقرؤه في الدوريات والصحف هي متابعات وقراءات انطباعية لكتاب ليسوا خبيرين بتفاصيل التشكيل، وهناك أقلام قليلة تقوم بالنقد المثقف لا أريد أن أذكر الأسماء، نحتاج إلى حركة نقدية مرافقة تدفع إلى إظهار الجيد وإلى روح المنافسة.

• ما أهم الموضوعات والقضايا التي عملت عليها؟

القضايا التي عملت عليها هي إنسانية كمفهوم (الفداء) وغيرها من قضايا إنسانية لم تلق النجاح، ومن الأعمال التي أعمل عليها وأحبها أيضاً نحت الخشب منها التحف الفنية من خشب الزيتون، وبعض الموضوعات التي تناولتها لها خصوصية لذلك لم تجد الذيوع والانتشار ولكنني أحبها وأعمل على إنجازها باستمرار.

أما التقنيات: زيت- مائي- نحت- حفر- تصوير- كولاج- تنضيد وطباعة ولي اهتمام بالتصميم على الكمبيوتر. ونلاحظ أن عملي لا يستثني تقنية من التقنيات فأنا محترف ودرست ذلك في سنوات إعدادي في كلية الفنون الجميلة التي صقلت أدواتي.

• وماذا عن تصنيف النقاد للمدارس الفنية؟

أما التصنيف الفني للمدارس فأؤمن باللوحة الجميلة الصادقة التي تحاكي الوجدان.

نحلم وما زلنا كطفل، بعيداً عن أي تصنيف للمدارس، واللوحات التي رسمتها وهي موجودة بين يديك ومتاحة، لم تترك مدرسة لم تنتمِ إليها، وأنا لا أرسمها، وأظن أن أي فنان عندما يرسم لا يتقصد أن يرسم ليقال هو ينتمي إلى الرمزية أو الواقعية أو السريالية، إنه يرسم ما يراه في داخله، ومن هنا تأتي فكرة تعدد المراحل لدى الفنان، وكل واحد من الفنانين ليس في سورية، بل على المستوى العالمي لا نستطيع أن نحصره من بدايته لنهايته بمدرسة محددة.

لذلك أرسم اللوحة الصادقة التي تبقيني في طفولتي والذي يرى اللوحة يضعها في أي مدرسة يحب.. المهم أن تنتمي إلى الفنان.

خاتمة

برهم العوض صنع لنفسه عالماً خاصاً ومميزاً يعبر فيه عن هوسه وحبه للفن وموضوعاته، أعطى فنه حياته، وسلّم نفسه لقناعاته، ليكون الفنان الملتزم بنهجه وتفكيره ووطنه، فأهدى وطنه أعماله وإبداعه، ويشعر بسعادة تامة وتصالح كامل.

بطاقة الفنان

– برهم جريس العوض

– مواليد محافظة درعا- المسمية- مدينة الزهور 1965.

– خريج كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق 1988.

– شارك في معارض داخلية وخارجية- فردية وجماعية.

– اشتهر بالأيقونة والبورتريه.

متفرغ في محترفه للعمل التشكيلي.

Exit mobile version