Site icon صحيفة الوطن

الميليشيات واصلت اختطاف القُصّر لإجبارهم على القتال في صفوفها … «أ ف ب»: مخيمات النازحين في مناطق سيطرة «قسد» تعاني شحّ الخدمات والمساعدات

تعاني مخيمات في مناطق سيطرة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» شمال شرق سورية شحّاً في الخدمات والمساعدات، على حين واصلت الميليشيات اختطاف الأطفال القُصّر لزجهم في القتال معها.
وقالت وكالة «أ ف ب» أمس في تقرير لها: «في شمال سورية، تشكو رحمة الحمود من ظروف معيشية صعبة مع شحّ المساعدات وسوء الخدمات ودرجات حرارة خانقة تحوّل يومياتها إلى جحيم».
وأشارت إلى أن مناطق سيطرة «قسد» وخصوصاً في محافظتي الرقة والحسكة تضم عشرات المخيمات العشوائية التي تؤوي مدنيين فروا من مناطق عدة على وقع الحرب.
وأوضحت الحمود وهي أم لأربعة أطفال أن أطفالها يتعرضون لحالات المرض بشكل متكرّر، مضيفة «المساعدات قليلة والمنظمات لا تعترف بهذا المخيم. لو كانت تساعدنا كل شهرين أو ثلاثة، لاستطاع الناس العيش بشكل أفضل».
وتحوي محافظة الرقة التي شكّلت المعقل الأبرز لتنظيم داعش الإرهابي في سورية، قبل إعلان «قسد» والاحتلال الأميركي هزيمته في تشرين الأول 2017، العدد الأكبر من المخيمات العشوائية، وفق ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية.
ونقلت «الوكالة» عن الحمود قولها «كلمة منسيين قليلة لوصف الظروف التي نعيشها في المخيم، نحن منسيون بشكل كامل، لا مواد تنظيف والخيم مهترئة، تدخل الشمس منها» في حين تتجاوز درجات الحرارة عتبة الأربعين.
وأشار ما يسمى مسؤول المخيمات والنازحين لدى «قسد» شيخموس أحمد إلى وجود عشرات المخيمات العشوائية بالإضافة إلى 16 مخيماً نظامياً، بينها مخيما «الهول» و«الربيع» سيئي الصيت كونهما يؤويان أفراداً من عوائل تنظيم داعش.
وأوضح أحمد أنه وإن كانت كميات أكبر من المساعدات تصل إلى المخيمات النظامية التي تعمل فيها منظمات محلية ودولية، فإن المخيمات العشوائية تشهد أوضاعاً معيشية صعبة جراء قلّة المساعدات وانتشار الأمراض ونقص المياه.
ونقلت الوكالة عن تانيا إيفانز من منظمة الإغاثة الدولية أن المخيمات العشوائية في شمال شرق سورية يمكن اعتبارها «منسية»، مشددة على ضرورة زيادة الاهتمام بها، وتمويلها والدفع نحو جهد مستدام تجاهها من المجتمع الدولي.
ويقيم قرابة 150 ألف نازح في المخيمات النظامية، في حين تؤوي المخيمات العشوائية عشرات الآلاف من النازحين، وفق أحمد.
وقال أحمد «نعمل على خطة لنقل المقيمين في المخيمات العشوائية إلى مخيمات منظمة، لتتمكن الإدارة الذاتية والمنظمات الإنسانية من التعامل مع الأوضاع الإنسانية والصحية».
في مخيم سهلة البنات القريب من مكب نفايات. عند الأطراف الشمالية الشرقية لمدينة الرقة، تسود حالة من الفوضى حيث أكوام البلاستيك والحديد، تعتمد أغلبية المقيمين في المخيم على مدخول يوفره البحث بين القمامة عن مواد يمكن بيعها. ويمكن رؤية نساء وأطفال يحملون أكياساً على ظهورهم في حين يغطي السواد أيديهم ووجوههم المرهقة يجوبون المكان قرب المكبّ.
إحدى النازحات من محافظة دير الزور وتدعى شكورة محمّد أكدت بعد عودتها من جمع البلاستيك أنه ما من مساعدات تأتي إلى المخيم، حيث يعمل الناس في القمامة ويبحثون عما يمكنهم بيعه لشراء الخبز وتأمين مصروفهم اليومي.
وأضافت: «الوضع سيئ هنا وحالة المخيم مأساوية. في الصيف ما من مياه باردة»، وتابعت إنه منذ بدء الحرب «نحن منسيون. لو تذكّرنا الناس، لما وصلنا إلى هذه الحال».
في المخيم ذاته، تنظف أم راكان النازحة من دير الزور، أمام خيمتها، وتعلّق باختصار «لم نعد نعوّل على مساعدة من أحد، لأننا فقدنا الأمل منذ سنوات وقدرنا أن نعيش هذا الجحيم إلى الأبد».
في مخيم الطلائع على أطراف مدينة الحسكة، يشكو النازحون من مدينة رأس العين وريفها، من انقطاع شبه دائم للمياه من محطة مياه علوك الخاضعة لنفوذ قوات الاحتلال التركية، ليوضح حمد العزو أحد سكان المخيم أن الأجواء حارة والكهرباء غير متوافرة، والمياه قليلة والمساعدات الإنسانية شحيحة، والوضع المادي صفر.
من جهة ثانية، واصلت ميليشيات «قسد» عمليات خطف القُصّر لزجهم في القتال إلى جانبها عنوة، حيث خطفت ما تسمى «الشبيبة الثورية» التابعة لـ«قسد» طفلاً من حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، بهدف تجنيده في صفوف الأخيرة وفق ما نقل موقع «باسنيوز» الكردي.

Exit mobile version