Site icon صحيفة الوطن

أنباء عن زج أنقرة بمسلحيها إلى جانب جيش الاحتلال الأميركي في التنف وانقلاب أردوغان على تفاهمات «مسار أستانا»!

تداولت مصادر معارضة أنباء عن توجيه أنقرة أوامر إلى مسلحي ما يسمى «الجيش الوطني» التابع لها في المناطق التي تحتلها شمال وشمال سورية، بترشيح أسماء للانتقال إلى قاعدة الاحتلال الأميركي في منطقة التنف، عند المثلث الحدودي لسورية مع الأردن والعراق، للقتال في معركته المزعومة للسيطرة على مدينة البوكمال ومعبر القائم فيها لإغلاق الحدود السورية- العراقية نهائياً.

ورأت مصادر ميدانية متابعة لتطورات الوضع في المناطق السورية المحتلة من الجيشين التركي والأميركي أنه من الصعب راهناً التنبؤ بمستقبل التحالفات في هذه المنطقة، وأنه إن صحت الأنباء عن تحالف إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في معركة الأخيرة المزعومة شرق الفرات وفي البادية السورية للوصول إلى البوكمال، فهذا يعني انقلاب الأول على مسار «أستانا»، الذي يضم كلاً من روسيا وإيران وتركيا وعلى التفاهمات التي أنجزها على الأراضي السورية، منذ تأسيسه سنة ٢٠١٧.

وتوقعت المصادر لـ«الوطن» ألا ينأى أردوغان بنفسه نهائياً عن «أستانا»، متجاهلاً المكاسب التي حققها في المناطق التي يسميها «غصن الزيتون» و«درع الفرات» شمال وشمال شرق حلب و«نبع السلام» شمال شرق البلاد، والتي سمحت له بالاحتفاظ بخريطة سيطرة ثابتة منذ تشرين الأول ٢٠١٩، على الرغم من الجهود التي بذلها في العام الأخير لتوسيع رقعة نفوذه على حساب ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في مناطق نفوذها تلك المتنازع عليها.

ولم تستبعد دخول إدارتي أردوغان وبايدن في مفاوضات غير معلنة لتقريب وجهات نظرهما فيما يخص مناطق هيمنة كل منهما على الأراضي السورية، بحيث تتغاضى الثانية عن عملية محدودة لجيش الأولى للتوغل داخل مناطق سيطرة «قسد»، وعلى الأرجح باتجاه تل رفعت ومنبج شمال وشمال شرق حلب وهو مطلب قديم لأنقرة حالت دون حدوثه معارضة واشنطن وموسكو، مقابل مشاركة إدارة أردوغان عبر مسلحيها في «الجيش الوطني» بمعركة جيش الاحتلال الأميركي للتقدم من التنف ومن ضفة الفرات الشرقية إلى نظيرتها الغربية باتجاه البوكمال لإغلاق الحدود السورية- العراقية.

ويصطدم التوجه هذا، حسب المصادر، بعقبة كل من موسكو وطهران الرافضتين بشكل مطلق للتمدد والهيمنة الأميركية على مزيد من المناطق السورية، وخاصة في منطقة بحجم أهمية البوكمال وخطوطها الحمر على طبيعة العلاقة بين سورية والعراق ومستقبل الصراع بين طهران وواشنطن في منطقة الشرق الأوسط، عدا ممانعة موسكو لواشنطن تسجيل نقاط لمصلحتها على الخريطة السورية، على خلفية صراعهما الوجودي في أوكرانيا.

المصادر أكدت أنه لا يمكن لأردوغان، على الأقل في المرحلة الحالية، الخروج نهائياً من عباءة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لأن من شأن ذلك أن يرتب عليه دفع تكاليف تفوق قدرته على معاداة موسكو لمصلحة واشنطن، بدليل الترتيبات التي تجرى لزيارة بوتين إلى أنقرة للقاء أردوغان، مع تسريب صحيفة «حرييت» التركية المقربة من رئيس الإدارة التركية أمس معلومات بأن تطبيع العلاقات مع دمشق من جدول أعمال لقاء الرئيسين، المتوقع نهاية آب الجاري.

وختمت المصادر تصريحاتها بالقول إنه لا يمكن لأنقرة قطع «شعرة معاوية» مع موسكو وطهران وإيجاد عداء كبير بينهما في قضايا حساسة جامعة لمواقفهما مثل «أستانا»، التي في حال انهيار توافقاتها أن تفجر القتال في «خفض التصعيد» بإدلب المنطقة الحساسة لإدارة أردوغان التي تخشى من موجات نزوح كبيرة باتجاه حدودها في ظل مساعيها الحثيثة لترحيل السوريين من أراضيها، وذلك بعد الحفاظ على خريطة الصراع ثابتة في المنطقة منذ نيسان ٢٠٢٠.

Exit mobile version