Site icon صحيفة الوطن

سلة القدموس الأنثوية.. نهاية رجل وفريق شجاعين

عندما تلامس مسامعنا كلمة القدموس يذهب تفكيرنا مباشرة إلى الرجل المحب والمتفاني لخدمة سلة القدموس الكابتن محمد سليم علي، هذا الشخص الذي ضاقت به الحياة ذرعاً وهو ينادي من أجل دعم ناديه وتحديداً كرة السلة لكن الوعود بقيت وعوداً والدعم يقتصر على عدد محدود من المحبين والداعمين.

لكن الطامة الكبرى حصلت قبل أيام قليلة عندما لم يستطع فريق السلة تحت الـ16 عاماً المشاركة في بطولة محافظة طرطوس بسبب عدم تأمين أجور نقل وهي 200 ألف ليرة سورية وهنا طاش صواب الكابتن محمد علي وقرر هجر اللعبة إلى غير رجعة وفتح قلبه لـ«الوطن» وتركنا له مساحة الحديث وهو يتحدث بكل ألم وحرقة فقال:

نادي القدموس وسلة نادي القدموس ليس لهما داعم، الجميع يدعم بالكلام وعند الفعل لا نرى أحداً، ماذا فعلنا حتى يصبح مصير النادي واللاعبات هكذا منذ سنوات، وأنا واللاعبات ننحت بأصعب أنواع الصخور من أجل خدمة بلدي وأطفال وصغيرات بلدي على حساب بيتي وأهل بيتي ومصدر رزقي الوحيد، ومنذ سنوات وأنا أتعب وأكافح لتأمين كل شيء للعبة من كرات سلة وأجور نقل وثمن وجبة طعام واحدة فقط للاعبات وحتى أصبحت عاجزاً عن شراء الزيت والزعتر للاعبات في أثناء المباريات بسبب ظروف الحياة الصعبة جداً.

منذ سنوات وأنا أشاهد الذل مع كل أسف على عبارة كهذه عند كل مباراة وبطولة وأنا أبحث عن المحبين والداعمين من أجل أجرة سرفيس لنقل اللاعبات والجميع في القدموس يشهد على كلامي.

أشبعونا وعوداً بالدعم وبزيارة القدموس من أجل إيجاد حل لوضعنا المأساوي لكن الوعود بقيت وعوداً ولا حياة لمن تنادي، وقبل أيام قليلة قدمنا اعتذارنا عن المشاركة في بطولة طرطوس لأنني لم أستطع تأمين أجرة نقل ركاب فقط لخمس لاعبات، لذلك أقول لقد تعبت وتحملت الكثير ولم أعد قادراً على الصبر أكثر مما صبرت… أنا في تحملي للكثير من الصعاب والمشقات اليومية أقوم بخدمة بلادي الغالية سورية وأساهم في تربية جيل رياضي جيد وأزرع حب الوطن وقائد وجيش الوطن في قلوب اللاعبات، ولدينا عدة فئات عمرية من الصغيرات وحتى الشابات والعديد من اللاعبات الموهوبات وصاحبات أطوال جيدة اللواتي يحتجن فقط للاستمرارية ليصبحن نجمات في المنتخبات الوطنية مستقبلاً.

هؤلاء اللاعبات النجمات يتدربن على أرضية ملعب القدموس الإسفلتية وغير الصالحة على الإطلاق للتدريب.

وتابع حديثه: لقد أصبحت الديون المادية المتراكمة عليّ كبيرة لكوني أقوم بشراء أغلبية التجهيزات من حسابي الخاص.

وإلى هنا كفى، وسوف ألتفت الآن لعملي الخاص وأسرتي التي أخطأت بحقها وأهملتها لسنوات وأنا في قمة الحزن والأسى على اللاعبات اللواتي زرعنا في قلوبهن حب نادي القدموس وسلة القدموس، لكن في النهاية لم يجدن الرعاية والاهتمام من أصحاب الشأن أصحاب الكلام المعسول والوعود الطنانة الرنانة بلا تنفيذ.

وأختم بتقديم كل الشكر لجميع اللاعبات وأهاليهن الذين وقفوا معهم ومع النادي ولبعض الداعمين المحبين الذين دعموا وفق إمكانياتهم المادية.

ونحن عبر منبر جريدة «الوطن» نقول «وا أسفاه على رياضتنا ومواهب بلدنا التي يتم دفنها بسبب الإهمال واللامبالاة»، ونسأل ألا تستحق مدينة القدموس صالة رياضية تليق بفرق النادي؟ وألا يستحق نادي القدموس كل الدعم والرعاية لكونه يملك عدة أجيال سلوية أنثوية قادرة على تزويد المنتخبات الوطنية بالعديد من اللاعبات الموهوبات؟

Exit mobile version