Site icon صحيفة الوطن

انهيار الاستقرار

أصوات عدة تعالت في الآونة الأخيرة وهي تتحدث عن التطور الذي شهدته كرة السلة السورية في موسمها الأخير، وبغض النظر عن الهدف من الحملة الترويجية المدروسة فإن الجواب عليها كان سريعا وعاجلا.

وبالعودة إلى نظرية أن الدوري القوي يثمر عن منتخب قوي، أو أن المنتخب القوي هو محصلة للدوري القوي، فهل نعتبر أن الخسارتين: المؤلمة لمنتخبنا أمام الهند، والفادحة أمام البحرين هما محصلة لذلك الدوري القوي؟!

فأين القوة إذاً؟ وأين الضعف إذاً؟

وأين التفسير الفني والمنطقي لخسارتنا على أرضنا وأمام جمهورنا أمام البحرين وبفارق يتجاوز الثلاثين نقطة؟

ناهيك عن الدرس الفني الذي قدمه لنا المنتخب البحريني في الفكر السلوي، والأداء المدروس والمتقن دفاعاً وهجوماً، ويكفي أنهم نجحوا بتسجيل 21 ثلاثية في سلتنا من دون أن تجد الدفاع القادر على إيقافها، حيث سجل البحرينيون أكثر من ثلثي نقاطهم من خارج القوس!

ولننظر إلى المنتخب الهندي ونتأمل في التطور الذي حققه في السنوات الأخيرة، علماً أن المدرب الذي حقق تلك النقلة مع السلة الهندية كان يدرب منتخبنا، وكان مرتبطاً معنا بعقد رسمي يلزمه بالبقاء لدينا قرابة السنتين، وكان فيها مقيماً معنا ويسخّر وجوده وجهوده لتدريب وتطوير لاعبينا، وبمنتهى الإخلاص والحماس، وكان داعماً للاعبين الشباب ومخصصاً لهم جزءاً من وقته وجهده لتدريبهم ومنهم من بات اليوم في منتخب الرجال الحالي، لكن ذلك لم يعجب البعض ممن أشبعوه انتقاداً، ليغادرنا بعدها ويعود إلينا بمنتخب متطور يفوز على منتخبنا بأرضه وبين جمهوره.

الحكاية باختصار أن السلة الهندية وفرت لنفسها الاستقرار الفني مع المدرب الصربي ماتيتش، فأعجبهم من لم يعجبنا، وأفادهم وطورهم من غادرنا، فيما صار اعتمادنا على مدرب موسمي، أو مرحلي يأتينا قبل الاستحقاق بأيام، وبعدها تتبعثر الأحلام.

Exit mobile version