سورية

أكد أن واشنطن مسؤولة عن الدمار وفوضى الإرهاب.. وشويغو: عودة سورية إلى الجامعة له طابع إستراتيجي … العماد عباس: إذا أرادت تركيا السلام مع سورية والأمن لها يجب أن يبدؤوا بالانسحاب

| وكالات

أكد وزير الدفاع العماد علي محمود عباس أن العالم يشهد اليوم ارتفاعاً في حدة النزاعات والصراعات، ما يتطلب جهوداً إضافية فاعلة وتعاوناً جدياً للوصول إلى الحالة الأمنية الأفضل التي تتطلع إليها الشعوب، موضحاً أن تصريح وزير الدفاع التركي هاكان فيدان الأخير بعدم انسحاب قوات بلاده من الأراضي السورية التي تحتلها «زاد الأمور تعقيداً»، معتبراً انه إذا ما أرادت تركيا السلام مع سورية والأمن لها «يجب أن يبدؤوا بالانسحاب من الأراضي السورية ويقروا بذلك»، مشدداً على أن الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها هم المسؤولون عن كل ما يحدث من دمار وفوضى وانتشار للإرهاب العابر لحدود الدول والقارات وأن الكيان الإسرائيلي يشكل العامل الأبرز في تهديد أمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها، على حين أشاد نظيره الروسي سيرغي شويغو بقرار عودة سورية إلى جامعة الدول العربية، ووصفها بأنها أصبحت عاملاً قوياً لاستقرار المنطقة بأكملها.

وفي كلمة له أمس خلال مؤتمر موسكو الـ11 للأمن الدولي، أوضح العماد عباس بأن هذا المؤتمر المهم دليل قوي على حرص روسيا الاتحادية والرئيس فلاديمير بوتين على توطيد دعائم الأمن والاستقرار وإعادة التوازن للعلاقات الدولية، في الوقت الذي يشهد فيه العالم ارتفاعاً في حدة النزاعات والصراعات في مناطق مختلفة، الأمر الذي يتطلب من الدول المشاركة في المؤتمر جهوداً إضافية فاعلة وتعاوناً جدياً للوصول إلى الحالة الأمنية الأفضل التي نطمح إليها جميعاً، وتتطلع إليها شعوبنا، وذلك حسبما ذكرت وكالة «سانا» للأنباء.

وبيّن العماد عباس أن الأمن في الشرق الأوسط والقارة الإفريقية والتهديدات والتحديات الإقليمية من الأمور المهمة التي يركز عليها المؤتمر، وهذا دليل على أهمية ودور هذه المنطقة في تحقيق الاستقرار العالمي، لافتاً إلى أن الأهمية الجيوسياسية لأي منطقة في العالم تلعب الدور الأبرز في تحديد طبيعة وشكل وهدف العلاقات بين دول هذه المنطقة، ودول العالم، وهي انعكاس طبيعي للواقع الجغرافي والسياسي والاقتصادي.

وأشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية ذات أهمية إستراتيجية بالغة للعالم أجمع، بسبب موقعها الجغرافي وكثرة الموارد الطبيعية فيها، وقد عانت طوال العقود الماضية وحتى الآن من تعقيدات سياسية واقتصادية واجتماعية وتاريخية متنوعة، ما جعلها عرضة لتهديدات وتحديات كثيرة أهمها الإرهاب والفوضى بسبب وجود عوامل متداخلة فيما بينها أنتجت شكلاً من الفوضى وعدم الاستقرار الداخلي والخارجي.

ولفت العماد عباس، إلى أنه بعد نجاح الجيش العربي السوري بمساعدة الأصدقاء، وفي مقدمتهم روسيا في دحر العدوان والقضاء على جزء كبير من الإرهاب لجأت هذه الدول إلى شن حرب اقتصادية، وحصار قاتل ضد الشعب السوري، وما زالت واشنطن وحلفاؤها مصرين على دعم هذا الإرهاب.

وبهذا الصدد أوضح العماد عباس، أن نظرة بسيطة إلى ما يجري اليوم على حدود روسيا تظهر ما أحدثه الغرب في أوكرانيا والتجييش الكبير والدعم المستمر من واشنطن وحلف الناتو للمرتزقة والإرهابيين والنازيين الجدد بالعتاد والسلاح، لندرك أن هؤلاء هم المسؤولون عن كل ما يحدث من دمار وفوضى وانتشار الإرهاب العابر لحدود الدول والقارات.

وقال العماد عباس: إن «أحد هذه التحديات والتهديدات الاحتلال الأجنبي الذي يسيطر على أجزاء كبيرة في العديد من الدول، ويعمل على تقويض قوة الدولة المستهدفة، والدليل على ذلك ما يحدث في سورية منذ سنوات عديدة من قبل قوات التحالف الأميركي الغربي الذي يحتل مناطق مهمة من سورية، ويقوم بسرقة ثرواتنا ومقدرات شعبنا، ويدعم الإرهاب والعصابات المسلحة والميليشيات الانفصالية التي تخدم أهدافه وأجنداته الاستعمارية، ولا يخرج عن هذا السياق الاحتلال التركي لأجزاء من سورية، وما يرتكبه من ممارسات إجرامية في المناطق التي يحتلها، الأمر الذي يشكل انتهاكاً صارخاً للمواثيق والأعراف الدولية واعتداء سافراً على دولة ذات سيادة واستقلال».

وأوضح وزير الدفاع، أن من بين التحديات والتهديدات أيضاً الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ومعاناة شعبها من جرائمه منذ أكثر من 70 عاماً، فهذا الكيان يشكل العامل الأبرز في تهديد أمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها، وهو شريك أساسي للولايات المتحدة في اعتداءاتها على المنطقة، بحجة الحفاظ على أمنه المزعوم.

وأشار إلى أنه من ضمن التحديات والتهديدات سباق التسلح واختلال موازينه، موضحاً أن الحديث عن أمن منطقتي الشرق الأوسط وإفريقيا يحتاج إلى حوار ودراسة معمقة للإحاطة بحيثياته وتفاصيله، لإيجاد الحلول والآليات الكفيلة بتحقيقه، بما ينعكس إيجاباً على شعوبها ودولها.

وبيّن أن كيان الاحتلال الصهيوني بممارساته العدوانية وسياساته التوسعية الداعمة للإرهاب والسياسات الأميركية والغربية العدائية، يشكلان العامل الأبرز في تهديد أمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها، داعياً إلى محاسبة هذا الكيان على الاعتداءات المتواصلة التي ما زال يشنها ولاسيما على الأراضي السورية والتي من شأنها تقويض أي جهد حقيقي مبذول لترسيخ الأمن والاستقرار.

وأعرب العماد عباس عن شكر سورية وتقديرها لروسيا الاتحادية وجميع الدول الفاعلة والمؤثرة على مستوى العالم أو الإقليم للجهود الكبيرة المبذولة، في إطار مواجهة التهديدات والمخاطر العالمية ولاسيما السياسات العدوانية الأميركية ومحاولات التفرد بالقرار الدولي، والتي نرى بوضوح اليوم انحسارها وانكفاءها وعدم قدرتها على مواصلة الهيمنة والتحكم في ظل بزوغ فجر عالم جديد متعدد الأقطاب وأفول عصر الأحادية القطبية.

ولفت إلى أن سورية تثمّن عالياً حرص روسيا الاتحادية ورئيسها فلاديمير بوتين على توحيد الجهود، وتفعيل التعاون بين جميع الدول المعنية، وتنظر بكل أهمية إلى مؤتمر موسكو الدولي للأمن، بوصفه منطلقاً للبناء والعمل الخلاق الهادف إلى ضمان أمن الدول وسلامة أبنائها، والوصول إلى أرقى حالة من التعاون والتشارك والتنسيق.

وشدد وزير الدفاع على أن سعي دولنا الدائم والمتواصل يجب أن ينطلق من المصالح الوطنية التي لا تتعارض بحال من الأحوال مع مصالح دول الجوار أو أي دولة في أي بقعة جغرافية من العالم.

وفي وقت سابق أمس، وعلى هامش المنتدى، شدد العماد عباس في تصريح نقله موقع قناة «روسيا اليوم» على أن «التعاون السوري الروسي كان له دور مهم في انتصار سورية، وقال: «نحن لا ننسى الدعم الذي قدمته روسيا لسورية وقواتها»، مشيراً إلى أن الكثير من الضباط الروس استشهدوا على أراضي سورية التي تثمن ذلك عالياً.

ولفت إلى أن «العلاقات قديمة ولكن تتطور، ووجودنا في المؤتمر دليل على ذلك، ونعمل على تطوير العلاقات في جميع المجالات لنكون عضواً فاعلاً في هذا المنتدى أو أي في قطب جديد يتشكل»

وحول عودة سورية إلى الجامعة العربية، اعتبر العماد عباس، أن العلاقات الجيدة مع الدول العربية سيكون لها انعكاس إيجابي على الوضع الأمني في سورية التي كانت من مؤسسي جامعة الدول العربية.

وعن التقارب التركي السوري، أكد العماد عباس أن تصريح وزير الدفاع التركي هاكان فيدان بعدم انسحاب قوات بلاده المحتلة من الأراضي السورية «زاد الأمور تعقيداً»، مؤكداً أنه «طالما تركيا تحتل أراضي سورية لا يمكن أن نتقدم باتجاه السلام»، مضيفاً: «إن أرادوا السلام مع سورية والأمن لتركيا يجب أن يبدؤوا بالانسحاب من الأراضي السورية ويقروا بذلك».

من جانبه أكد شويغو في كلمه له خلال المؤتمر حسب «روسيا اليوم»، أن «الوضع في الشرق الأوسط يتطور إيجابياً بشكل عام وأن عودة سورية إلى جامعة الدول العربية أصبح عاملاً قوياً لاستقرار المنطقة بأسرها، معرباً عن اعتقاده بأن تداعيات قرار عودتها تحمل طابعاً إستراتيجياً، لكنه أضاف إن هناك احتمال كبير أن يستمر الغرب الجماعي في إثارة الصراعات في المنطقة وأن «عدد النقاط الساخنة المحتملة هنا كبير».

وشدد على أنه من الضروري الاستعداد لمثل هذا التطور للأحداث، كما يجب اتخاذ إجراءات وقائية بما في ذلك في مجال الاكتفاء الذاتي العسكري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن